المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٠٩

أين هي ألاسكتي؟؟

صورة
شاهدت البارحة فيلم جميل اسمه Into The Wild الفيلم من سيناريو واخراج واحد من الفنانين المفضلين لدّي هو Sean Pen. قرأ Sean الكتاب المكتوب عن قصة حقيقية تحمل نفس اسم الفيلم، بطلها شاب يدعى "كريس مكاندليس". كان عمر "كريس" أكثر من العشرين بقليل عندما تخرّج من الجامعة التي أرادها له والده.. تبرع بمدخراته لهيئة خيرية، حرق نقوده، قطع بطاقته الشخصية، رخصة القيادة وبطاقات الإئتمان وخرج من الدنيا .. لم يقتل "كريس" نفسه .. ولكنه حيا من جديد .. في رحلة أشبه بالأحلام المتقطعة \ المتواصلة في ليلة محمومة، حمل "كريس" بعضة بعيدا عن كل ما يناقضه ويناكفه في المجتمع الذي كره عندما بدأ يغوص في محيطات نفسه. تلك البدل المخاطة تماما على تفاصيل الجسد تخنقه ولا تريحه .. تلك الابتسامات المزيفة .. والأموال التي تبني اسما من زجاج ولا تحشو ذلك الإسم إلا بفقاعات لا تكاد تطير حتى تنفجر! لم يحب ذلك الفتى تاريخ والديه الذي عرفه بالصدفة، فاكتشف كذب العلاقه بينه و بين كل شيء كان يوما أساس تلك العائلة. لم يعجبه يوما غنى والده، ولا عنجهية أمّه التي كانت تخفي في باطنها امرأة فقدت

بعيدا عن جذور الألم.

على مضض، وافقت ان تذهب معه. . قال لها أنها يجب ان تذهب ليس لأجله بل لأجل الأطفال، فقد اعتادوا ان يأخذهم والديهم للمجمع للتنزه وتناول وجبة الطعام كل جمعة. يحدثها في نصف صوت ومن وراء خاطر، يزفر عليها نيران حنقه وغضبه: "فكري بأولادج، لا تخلين خلافاتنا تأثر عليهم". ترتدي ملابسها بعصبية، تلقي ما يعترض طريقها على الأرض ولا تبالي، هذه ليست أول مرّة يخطئ بحقها. كيف له ان يدعوا 30 شخصا على العشاء في بيتها دون علمها! رجاها ان تأخذ الأطفال الى بيت والدتها وتبقى هناك الى ان ينتهي عشاء العمل، لم يكن يريد ازعاجها ولم يود ان يرغمها على نشاط اجتماعي ليست مرغمة على المشاركة فيه. وما زاد النار اشتعالا هو معرفتها اللاحقة من زميلة مشتركة ان بعض النساء مدعوات ايضا على العشاء . ارادها ان تغادر البيت، ليستضيف هو لفيف رجالاته وبعضا من رشّات السكر التي سيأكلونها كعكة لذيذة على مائدة طعامها. فاض الطوفان في صدرها، ان لم يخبرها بوجود النساء "سيدات الأعمال" فهو حتما يخبئ الأمر عنها عمدا. قصد ان لا يخبرها بجميلات الجلسة لإنه لا يريدها ان تعلم .. ولا يريدها ان تأتي! استشاط غضبا عندما وا

(( ميني لؤلؤ ))

صورة
افكر كثيرا بالموت هذه الأيام، ربما لإنني لا أنام! ينخر أنين الليل بصمته الصارخ فيستجدي الأفكار التي عادة لا تزور. لا أفكر بالموت نفسه، ولكن بتلك اللحظة .. ذلك العشر من الثانية.. رعشة القلب الأخيرة والشهيق الوحيد الذي لا يتبعه زفير. تُرى وجه من سأرى؟ ولفراق من سأموت قبل أن فعليا أموت؟ تجتاحني دمعة فوضوية عندما أحتار بين وجه زوجي ووجه طفلتي .. الحيرة ستقتلني قبل أن يتوقف النبض ويرتاح الخافق، علّها تقتلني .. وأرتاح. يشبهان بعضهما الى حد كبير ولكنه رجل ثلاثيني وهي طفلة لم تتعدى السنتان. أول ما يخطر برأسي عندما يسألني زملائي بالعمل عنها هي تلك الإبتسامة! فم صغير أحمر وأسنان أسميها "ميني لؤلؤ" ، صغيرة جدا ولطيفة الى ابعد الحدود.. يدغدغ اذناي ايضا وقع خطواتها، صوت الباب المتطرف عندما تزيحه عنّي بيديها، تراتيل همهمتها، وصراخها الحاد عندما يدخل والدها الى البيت بعد الدوام (( داديييييييييييييييييييييييييي )) ، تعلمتها من اسبوع.. تجري اليه بيد متضرعة ليحملها وترى الدنيا من منظور آخر .. من علو. تلقي رأسها على كتفه وتستمتع بالدفئ كما اتنعم فيه أنا في ليلة شتوية حالكة .. يقتلني تمسكنها في

تاريخ ما تحت مخدتي ..

قالت لي أمي أنني منذ طفولتي نمت على 6 أسرّة، وفي كل مرّة – عندما تهم بتغيير السرير – تجد تحت مخدّتي أشياء … من يوم الى سنة تحت مخدتي أسئلة صغيرة جدا بحجم الليدي بيرد، أحيانا منقطّة وأحيانا ملساء تنزلق من عيني دون ان اعلم. جمعتها والدتي ووضعتها في صندوق الأيام علّني اكبر يوما واتعلم الكلام واسألها. تحت مخدتي كركبة من دمعة جوع، وشهقة ألم من مغص في بطني، ورعشة خوف من ضوء قوي لا يناسبني. تحت مخدتي شعرة "بطن" نزحت من رأسي تذكارا من أيام الرخاء عندما كنت آمنة وسعيدة في فقاعة تماما مثل حجمي. تحت مخدتي ابتسامة والدي، اقتطعها من وجهه كل صباح عندما يحملني بيديه ويقبل جبيني ويذهب .. تحت مخدتي قطرة من حليب أمي، أخبئها هناك ان جعت ليلا .. وهي متعبة. تحت مخدتي كل كلمات الحب والإطراء، كل دعوات النشأة والصبا والصلاح، وبروش ذهبي من جدتي كُتب عليه اسمي وكلمة "ترعاها عين الرحمن". من سنة الى خمسة تحت مخدتي كلمات اسمعها لأول مرّة وارددها بيني وبين نفسي قبل ان أنام.. تحت مخدتي صور لوجوه أحبها وأخرى لا أحبها، نبرات اصوات تسعدني واخرى ترعبني، ضحكة والدي عندما يلعب معي، وبسمة

رقصة غادة .. دفا مش زي أي دفا ..!

صورة
عرضت في بوست سابق حكاية عن 3 مدونات تحولت الى كتب من اصدار دار الشروق العريقة. هذه المدونات كانت ملك لثلاث بنات موهوبات مصريات، وضعن أجمل حواديتهم وحكاياتهم، صرخاتهم وآهاتهم وضحكاتهم على الورقة الإلكترونية واطلقوها في فضاء النت لتغدوا شيئا جميلا تتلقفه آلاف النجمات من عيون القراء من كل مكان .. تكلمت عن كتاب غادة عبدالعال ( عايزة اتجوز)، وكتاب رحاب بسّام (أرز باللبن لشخصين ) ووعدت ان اتكلم عن كتاب الرائعة الثالثة غادة محمد محمود ( أما هذه فرقصتي أنا ) بعد ان يصل لي من القاهرة .. واقرأه كتاب ازرق صغير عليه رسم غرافيتي لرجل وامرأة يمسكان ايدي بعضهما ويرقصان .. وهذا بالضبط ما حصل لي مع الكتاب .. أنا وغادة أمسكنا بأيدي بعضنا ورقصنا على الحان كلماتها ودفئ أحاسيسها .. غادة بنت مصرية أصيلة في العشرينات من عمرها، تعرفها من أول ما تقرأ اهداء الكتاب. عالمها .. أب متوفي، وأم موجودة "بمعنى الكلمة" وحبيب اسمه حامد تحول مع صفحات الكتاب الى خطيب .. تقول غادة في (أحتفل بك في نفسي وبنفسي فيك): " اليوم قرأت العائلتان الفاتحة .. اليوم شق صدري فخرجت من حبسك داخل ضلوعي، بعين نصف مغمضة ، تل

جاكيتات وتريننج سوتس !*

صورة
أفتح بريدي الإلكتروني في الصباح على مكتبي عنما أصل للعمل، ازفر .. أصفف الصحف اليومية من المفضلة الى المنبوذة في قائمة رأسي واضعهم على جانب لا اراه من مكتبي وازفر.. اتذكر أنني نسيت قنينة الماء المعدني التي اجلبها معي كل صباح، يتعكر مزاجي اكثر وازفر.. تمر السكرتيرة التي لا اطيقها ولا تطيقني، تلقي كلمة لا اسمعها ولكني اعرف عشوائيا أنها عنت اغاظتي، ازفر.. هناك شيء خطأ ما في يومي، استرجع طفولة الصباح واعيد اقتفاء الأثر .. استيقضت متأخرة جدا ولم يكن لدّي الوقت الكافي لآخذ حمّامي الصباحي، شعري لم يتفق معي على مجمل نقاط المناقشة فيأست منه وتركته كما هو. لم أجد شيئا مقنعا ارتديه، لم تستيقض صغيرتي من النوم كعادتها لتودعني عيناها بفراشات دفء قبل ان اترك المنزل. امطرت البارحة وسيارتي متسخة .. ولدّي الكثير من الأعمال لأنجزها بوقت قياسي. آها .. لهذا انا ازفر.. تطالعني الإيميلات اغلبها تعيس .. ازفر تلتقط عيناي مانشيتات الصحف فلا ارى اثر بشائر ولا اثر صديقتها سلام .. ازفر لا أحب الصباحات العصبية الخالية من حنان، ولا أحب ان أكون رغما عن إرادتي في دوّامة من شتات! بريد الكتروني بعنوان اغراني، فتحته .. اش

أيام ملونـــــــة

اليوم العادي عندما استيقض في الصباح على رنين المنبه، سنوز – سنوز – سنوز ثلاث مرّات والرابعة دعاية. شعري القصير كالعادة متعارك مع نفسه ومتصادم مع المخدّة طول الليل، اتجاهله. اغسل وجهي، افرش اسناني، اصلّي وأجد بسهولة شيئا ارتديه. اهذب شعري ولا ازال في مرحلة مبكرة. زوجي يدخل بعد ان أخذ دوش سريع، لبس وأكل توستة مرشوشة بالعسل، يجلس في كرسي خلف طاولة التسريحة وضعه خصيصا لتوستة الصباح مصحوبة بسوالف قصيرة معي من هنا وهناك .. يقبلني ويذهب. . اضع الرتوش الأخيرة أضم ابنتي اشمها واعصرها، تأخذها المربية فتفتح شرنقتها لتطير من بين يديها فراشة وردية وقبلات صغيرة. اليوم البني عندما اصحو على صوت المؤذن الجديد في المسجد القريب، مزيج من صرخات آلام بطن "غازات"، وأنين الرجل الأول في العالم الذي يجرب نوبات طلق الولادة. افتح عيني، كلمة الله يسامحك تخرج من فمي دون ان اعلم. الساعة الخامسة وثمانية وعشرين دقيقة. . يصمت المؤذن، فألتهم الدقيقتين الباقيتين قرفصاءا ببقعتي الدافئة. يرن المنبه، اهز زوجي ويصحو. آخذ دوشا دافئا ولا ازال اتثاءب تحت الماء. أخرج، أصلّي .. لبسي .. شعري .. توستة زوجي المرشوشة بال

كُبب الطين المحشوة بالحصم :)

هجوووووووووووووووووووووووووووووووم .. يقولها عزيز فنهجم، كور الطين المصفوفة على أحد الطاولات الخشبية العتيقة في الباحة الرملية خلف منزل جدتي كانت السلاح الأول. كنت صغيرة لا اعرف متى بدأت الحرب مع جيش بيت الجيران ولكني اعلم انهم الخطر القادم الى الشرق ولابد من الإبادة الكاملة. بيت ام سعد الجارة التي تحبها جدتي هو نفسه بيت "أفراح وأشواق" كما كنا نسميه نسبة الى البنات اللاتي كنا نكرههم، ربما لإن شعرهم ناعم وطويل خلافا عن شعورنا. لأم سعد عدد كبير من الأولاد والبنات وقد فقدنا الإهتمام بالعد بعد الطفل السابع او الثامن، كانت الصعوبة تكمن في معرفة الشخصيات وحفظ الأسماء خصوصا ابناءها وبناتها الكبار المتزوجين سلفا والغير موجودين في صفوف جيش الأعداء. نحن فعلا لا نعرف من بدأ العداء، ولكن اغلب فترات طفولتنها قضيناها في البراحة الخلفية ونحن نتراشق معهم بالحصم! في أحد الصباحات قالت أفراح لمي بنت خالي أنها "عبده" وتطاولت على شعرها الكيرلي وقالت "أم كشة أم كشة طاحت عليها العشة" ، مي جاءت واشتكت .. عزيز ابن خالتي والقائد الأعلى للقوات الأرضية والجوية والبحرية المسلحة يجم

قصتي ..

(( نشرت في مجلة ماري كلير - اكتوبر 2008)) في نظرة .. ذابت الحواجز بين تاريخ اثنين من البشر، تقلصت المسافات بين بلدين بعيدين جدا عن قلب شمسيهما .. في صدفة .. تقوقعت هي داخل عينيه ذات الرموش الطويلة، وتضاءل هو طفلا صغيرا في رحاب بيت السكاكر .. في وقفة .. قررا انهما أحبّا بعضهما كثيرا ولا يريدان الإفتراق .. *** نظرة حالمة و في نفس الوقت خائفة عبر النافذة، الصقتُ وجهي في الزجاج و أنا اشاهد وجوه مألوفة من رجال اعرفهم و لا اعرفهم يمدّون يدا مصافحة لوالدي، اراه من بعيد يهز يدا مرحبّة و يبتسم، حمدا لله .. هو حقا يبتسم على الرغم من كل الآراء التي دقت ابوابه طمعا بالعدول عن رأيه الذي بات يشكل اختلافا نادرا في المجتمع الكويتي التقليدي، أنا اعلم انه سمع الكثير من المبررات الذي تجعله يرفض القادم من بعيد، و لكنه صمد و أصرّ على استكمال التجربة. دقّت الساعة الرابعة عصرا من اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر، هو اليوم الذي انتظرناه طويلا ليكتمل فيه حلم الإرتباط، اخترنا التاريخ معا، سهلا و جميلا لكي لا ننساه و لكي يكون وقعه موسيقيا علينا. الساعة الرابعة و الثلث "الملاّج" لم يصل بعد و "ر