المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٠٩

الدقائق الأخيرة قبل صوت الخط ..

صورة
بيديها المضطربتين تعصر سماعة الهاتف فيخنقها السلك اللولبي، يلتف حول رقبتها ويثني تلك الأنفاس الأخيرة من الطيران خارج القفص. في الفتحات الصغيرة تبث املها الباهت، بالكاد تتكلم من بين الدموع .. وهو بالكاد يُسمع صوته من الجانب الآخر! - أنت تدري أني وايد أحبك! يدري .. بل على يقين أن المرأة التي تحادثه من بعيد كانت في يوم من الأيام أقرب له من روحه، أدفئ من اللحاف الذي يتدثر به في ليالي الشتاء، وأحن عليه من نفسه. منذ خمس ساعات وهما على طرفين نقيضين من مأساة على وشك الإندلاع. اتصلت به في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل .. قالت له انها تريد وداعا لائقا بالسنوات الحلوة التي قضياها معا! وداعا حارقا صاخبا يحمل في يديه اسواطا سوداء تزغرد حزنا مضاعفا على ظهريهما .. ولا وقت للصراخ ولا مجال للأنين. لملم صوته، وبواقي الرجولة التي تعلقت في كيانه: - كانت الخمس سنوات الأخيررة حلوة .. رغم كل إللي صار! شهقت لمسمع صوت التاريخ الذي جمعهما، خمس سنوات ليست قصيرة من عمر زوجين شابين، نشقت: - حلوة .. ومرّة ! أنة ثقيلة كسرت حدة الصمت، أخرجها من جوفه: - الله يكتب إللي فيه الخير عصرت السماعة أكثر وبكت .. بحرارة

يوميات رمضانية .. ما يطلبه القراء .. وأشياء أخرى !

صورة
على السفرة، دقائق قبل الأذان أجهز حولي وفي مكاني كل ما سيدخل في جوفي بالثواني المعدودة القادمة بعد انطلاق المدفع! "ميري" تصب في حيزي قلاص ماء وكباية فيمتو قبل الجميع، تمريتي في حضني، وكل الأطباق التي أحبها من سمبوسة الجبنة الذائبة ولقيمات الوالدة الشهية وصمون الهامبورغر الصغير كلها مقبلات منمنمة في بيتنا غير قابلة للمساومة. تسألني أختي " شفيج صايرة أم بطين هالسنة، كل شي تزهبينه يمج ؟؟ وأجد في السؤال غباء من نوع خاص !! أنا أم بطبن لإنني حرفيا أم بطين! دبتي امامي وخوفي الطبيعي الفطري على طفلتي الصغيرة القابعة في داخلي الصائمة طوال اليوم يدفعني بغريزة الأمومة الجميلة أن أكون على أتم الإستعداد لإطعامها بدون تأخير ولا مقاطعات " حمّود صبلي ماي لو سمحت" و " يما عطيني السلطة من فضلج"! لا وقت لدّي للمجاملات ولا خدمة الآخرين من حولي لأنني الوحيدة التي تطعم اثنين وأحيانا ثلاثة عندما تقرر "غدونة أن تلتصق فيني وتخطف اللقمة من يدي قبل أن تصل الى فمي. والدي هو الآخر في صفي، ما إن يجدني صامتة إلا ويسألني " ها شنو تبين يبا " فطرته السوية هو الآخر تدفعه

معرض : Straight From the STATES

صورة
تقيم أربع بنات متميزات معرضهن الأول والفريد من نوعه تحت رعاية شهر رمضان الكريم بعنوان Straight from the States يحتوي المعرض على ملبوسات وشنط وأحذية وأكسسوارات طازجة من ارقى المحلات المشهورة في الولايات المتحدة المعرض مقام في The Exhibition مقابل قصر السيف - بجانب سلايدر ستيشن آخر يوم هو يوم الأثنين الموافق 31-8-2009

Me .. Myself and Ramadan !!

أهلا رمضان .. و عادت عليكم .. يا هلا و موسيقى مقدمة برنامج الشعرواوي و صوت السور القرآنية وهي تسوح سماء المنطقة حزة التراويح كلها أصوات أسمعها في رأسي ما إن يتم الإعلان أن غدا رمضان .. حتى قبل ظهورها الحقيقي على أرض الواقع! إذا كانت رائحة رمضان الدارسين بأنفي .. وطعمه تمرية بفمي فإن كل ما سبق .. صوت رمضان بأذني .. أستقبله لوحدي هذه السنة بلا صديقي العزيز، هو في الجبيل وأنا هنا تماما مثل بداياتي بين والداي الحبيبان وكوكش اخوتي وأخواتي .. ولكن هذه المرة مع كوكش اضافي من الأحفاد .. ولدين لاخي وبنوتتي !! طعمه مختلف قليلا لإني وما أن اضع أول لقمة في فمي .. أشعر بغربة الروح من فراق الحبيب !! رمضاناتي منذ تزوجت وهي في حالة استنفار وعدم استقرار : السنة الأولى صايمة سبع أيام .. وفاطرة الباقي لظروف النفاس ! السنة الثانية صايمة كل الأيام مع الأمريكي ولكننا في ريجيم قاسي .. بلا خبز، سمبوسة وحدة، 3 تمرات بدون هردة لقيماتتين! (( تحية للدكتور بدر النصرالله)) هذه السنة: حمل ،لا نفاس ولا ريجيم .. ولكن بدون الأمريكي .. مما يجعل اللقمة صعبة والشربة لا تروي ولكنني ولله الحمد أصوم بخفة ونشاط ..

بعيدا من هناك ..

صورة
لم تصدق اذناها عندما تلقت الإتصال من والدتها، كم مرّ الوقت سريعا وانتهت السنوات التي كان المفترض ان تقضيها دلال في الغربة. و كأنه الأمس عندما التمّت العائلة توّدع الراحلة الفتيّة لبلد يقع في النصف الآخر من الكرة الارضية. تتذكر ذلك اليوم جيدا قبل خمس سنوات، كانت الام تبكي بحرقه، و الأب قد ارتسمت على ملامحه تلك التوليفة الغريبة من صمت وجمود، دائما ما يكون وجهه جامدا عندما لا يجد شيئا يقوله. هو رجل من مزيج غير متجانس من الماضي والحاضر، من الجهل والتعلّم و الهيبة واللاوجود. الأخوة الأولاد الكبار كانا في زاوية ضائعة من المكان، يقفون بعيدا يتفرجون على حفل الوداع وكأنهم لا يريدون ان تتلطخ يداهم بقرار القبول الغير متوقع! أصّر احدهم على والديه ان لا تذهب اخته الصغيرة للدراسة خارج الكويت، برّر ان الزمن لا أمان فيه، وامريكا بلد مليء بالمخاطر والمغريات. صرخ وانتفض ان البنت لا تؤتمن على نفسها، "وبنات هالوقت "يرعيين" وما تردهم اخلاق ولا وازع ديني" و جاء بآيات قرآنية و أحاديث نبوية تخدم الموضوع احيانا ولا تخدمه احيانا أخرى. أقفل الأب - ببادرة غير مسبوقه- اذناه واستمر في استكمال ا

تفاصيل غدّونة ..

صورة
مثل العروسة البلاستيكية البالغة الواقعية، ملامح تكاد تلمسني .. عندما كنت صغيرة كانت تستهويني الدمى الأقرب للآدمية، والداي يعلمان ان لعبتي الجديدة يجب أن تفعل شيئا في حياتها الصامتة، تأكل وتُخرج، تبكي وتضحك، معها قنينة حليبها او مصاصتها .. ويا حبذا لو كان معها حفاضا وملابس اضافية! ذلك النوع الآخر من الدمى الموغلة بالثلجية لا تعجبني أبدا .. في النهاية كنت طفلة احترفت محاكاة الواقع وتقليد الكبار. " غدونة " "غدن" بالعربية و "غودي" بالإنجليزية بحرف (G) كما يناديها والدها هي أقرب ما يكون للحقيقة التي حلمت بها! في ملامحها، تضاريس تكوينها، وتفاصيل تركيبتها ربما التصوّر المبدئي لطفلة سأتذكر معها تاريخ معاد لطفولتي، وشيئا مبدئيا من مستقبل أمومتي. غدونة هي اللعبة الوحيدة التي لازالت لدي، لم أكسر يدها بحركة دفاشة، ولم امشط شعرها حتى يسقط، ولم ألون على وجهها بألولاني الشينية حمرة وكحلة! هي الوحيدة التي اضعها على صدري بدلا من الرف، وأنومها بجانبي في السرير ولا أركلها خارج حدود مرقدي وأنا نائمة .. هي الوحيدة التي أتحدث معها ولا أمل سوالفنا حتى وإن لم أكن أفهمها. تفاصيل &

برونو من النمسا .. !

صورة
ساشا بارون كوهين الممثل المبدع / المعتوه هو نفسه بورات الذي ظهرت شخصيته من كازاخستان عام 2006 الى هوليوود ليجن الناس الذين باتوا يبحثون عن كل ما هو غير اعتيادي او تقليدي .. ليدهشهم ويسليهم. يظهر شاسا من جديد على شاشات السينما الهوليوودية بشخصية جديدة اسمها "برونو" جاءت هذه المرة من النمسا لتضع على كاهل المتلقي كما هائلا من الإنبهار والإشمئزار، الإعجاب والصدمة .. كلها على حد سواء؟ فلسفة الممثل اليهودي الديانة البريطاني الجنسية تنصب في مفهوم جديد نابع من خلط السينما في التوثيق، أن يجمع عمل جماهيري ترصد له استديوهات السينما الكبرى ميزانيات هائلة، في شخصية خارجة عن المألوف لم يعتد عليها الناس، بمواجهة تلك الشخصيات العادية جدا التي تصادفنا كل يوم في حياتنا اليومية. وكلما كانت شخصية البطل خيالية، مبالغ فيها ومستبعدة عن الواقع كلمّا كان بإمكان الناس العاديين أن يظهروا على حقيقتهم المخيفة. "برونو" شاب في التاسعة عشرة، مثليي التوجه الجنسي علنا، يعيش حياته للموضة ويقدم برنامجا تلفزيونيا شهيرا في بلد منشأه متخصص أيضا بالموضة اسمه "فنكيزايد". مثل كل شاب بهذه المواصف

هممممممممم .. مجرد سؤال !!

في صحيفة الوطن اليوم خبر صغير يقول: ضبط 3 «جنوس» في الفروانية كتب المحرر الامني: ضبط رجال أمن النجدة ثلاثة «جنوس» في منطقة الفروانية وهم في كامل زينتهم. تفاصيل القضية بدأت عندما كان رجال امن نجدة الفروانية في مهمة روتينية فشاهدوا مركبة يستقلها ثلاثة نواعم ظن رجال الامن بانهم فتيات نظرا للمكياج الذي يضعونه فتم استيقاف المركبة والطلب من مستقليها الترجل ليكتشف رجال الامن انهم جنوس فتم القاء القبض عليهم واحالتهم الى جهات الاختصاص. انتهى الخبر السؤال .. لماذا تم إيقاف المركبة من قبل رجال الأمن أصلا خصوصا عندما ظن رجال الأمن بأنهم فتيات؟ هل ركوب 3 فتيات متمكيجات في سيارة جريمة تستحق التوقيف؟؟

خمسة من جديد !

صورة
(5) أنا وعبداللطيف، عبداللطيف وأنا مثلما بدأت قصتنا بتعارف مضطرب على حافة مرحلة عمرية، تبدأ مرحلتنا الجديدة انا وهو على حافة مرحلة عمرية أخرى. كم كبرنا، وكبرت معنا مشاغلنا وملاهي الحياة من حولنا. كم أصبح اللقاء في الخيمة صعبا ومضنيا بعد أن تركها قاطنوها وأصبحنا نحن الإثنان بقايا صحبة استثنائية لن تعود من جديد! أنا وعبداللطيف وثالثتنا خيمتنا والليل الذي يطل علينا بكل ذكرى كانت يوما جميلة. لا نعودها إلا ونتذكر ما قاله ضاري عندما جلس في الزاوية، لا اراديا كلما ذكرنا اسمه التفتنا الى قبر الصورة والرمل والوتد. نكتة ناصر وهو يقف على رأسه، ومكان ناصر المخصص للنوم في الربعة الشرقية! اين من الممكن أن تذهب كل تلك الذكريات إذا لم نعد نعلكها انا وهو كلما وجدنا أنفسنا وحيدين في خيمة طفولتنا؟ سألته مرّة وهو يجلس على الكرسي المقابل لسريري بينما كنت منهمكة في ضب الذكريات بشنطة سفر، إن كان سيتذكرني بعد عشرون سنة؟ بعشوائية حرك قدميه ورفعهما من على الأرض ليتسنى للكرسي الدوّار أن يفتل، دار عبداللطيف بكرسي مكتبي أكثر من ثمانية مرّات، أقل بواحدة من السنوات التي قضينها معا .. اعلم أنه كان يصارع دمعة

عيدين .. لا ثالث لهما !

صورة
(4) في العشرين كبرنا على أنفسنا نحن الثلاثة ولكننا لم نكبر على خيمتنا، لم الاحظ يوما كيف تغيرت ملامح صاحباي ولا كيف تحوّل الصبية الذين نشأت بين عيونهم الى رجالا طويلي القامة مكتملي الرجولة! ولم يهتما هما كثيرا في التغييرات الكثيرة التي حصلت في دائرتي الإنثوية. حوادث من المفروض أن تكون محرجة مثل بروز مفاجئ لأشيائهم التي تختبئ في بناطيلهم بينما هم نائمين، بقعة الدم التي التصقت خلفي في فترات أهملت فيها نفسي، ظهور الخيط الاول من شواربهم وشعر وجوههم، تغير أصواتهم وبروز نهداي كانت كلها من الممكن أن تكون مثار نقاشات غير مريحة. ولكن بيننا لم يكن هناك شيئا يختبئ ولم يكن هناك ما يحرج! نعلم اننا في طور النمو، ونعلم اننا سنتغير كل في طريقته الخاصة. تواجدت بعض التلميحات الطريفة على ناصية النضوج، ولكنها لم تكن يوما دنيئة .. كنّا فعلا أصدقاء. وعندما تذمرت من حاجتي الى سلة قمامة في الحمّام .. احضروها لي بلا نقاش .. كانوا يعلمون .. وكانوا يقدرون ! إكتشفت والدة ناصر في ليلة أن ابنها يكذب عليها، كانت حجته للخروج من المنزل في أول الليل من كل يوم والعودة في آخره هي ديوانية واحد من الأصدقاء الذين تع

ثلاث اعتبارات .. وفرضية !

صورة
(3) بعد سنة من وفاة ضاري توقفنا عن الحديث عنه، خفّت حدة نظرات اللوم والعتاب المكتومة التي تعلو وجوهنا في وجه ناصر كلما ذكر أحدنا اسمه في حكاية او ذكرى، ونضبت لوعة الذنب التي كانت تزهر بصدق على جبينه. كلنا يعلم أنه لم ينهي حياته لمجرد النقاش الذي دار في تلك الليلة، كانت مخلفات الدمار النفسي تأخذ مجراها في دهاليز ضاري بحدة يوما بعد يوم. الشكل النهائي للأسرة التي يعيش داخلها بات يأخذ منحى آخر لم يتقبله ضاري ولا أختيه. الداخل كان أكثر ظلاما مما ما يراه الناس ويتهامسون عنه، ضاري كان يعلم ويرى أشياء أكثر بكثير مما كنّا نعرف ونرى. هو وأختيه في النهاية آثروا العذاب بصمت على أن ينسفوا الوحدة الظاهرية للعائلة "الكريمة". انتهى موضوع ضاري وأفلت سيرته عندما دفنا له صورة في فناء خلف الخيمة، وقررنا أن لا نتحدث في موضوع عائلته الذي كان يوجعه طوال حياتنا. مع الصورة دفنا سكين السويس آرمي التي لم تفارقه يوما، وفوق قبر الصورة شاهدا على المدفن غرسنا وتدا اضافيا من أوتاد خيمته .. خيمتنا. بعد السنة ايضا التحقنا كلنا في المرحلة الثانوية، أنا في مدرستي الخاصة ثنائية اللغة بريطانية الصرامة، عبداللط

أربع حوارات .. وطلقة !

صورة
(2) منذ ثلاث سنوات وطئت قدمي أرض الخيمة البرتقالية الصغيرة لأول مرة، كانت واحدة من الهدايا التي يسبغها والد ضاري عليه كلما عاد من سفرية "بيزنس" كما كان يسميها. كان ضاري يبتسم ويرفع يديه بعلامة "بين قوسين" الساخرة دائما عندنا يتكلم عن سفريات والده "البيزنس". لم يكن ضاري غبيا ولا أختيه ولا والدته التي رضيت بالأمر الواقع وسمحت لهدايا ثمينة تنزل عليها من سماء الطائرات الفارهة أن تشتري كرامتها وسكوتها. كما كان المرجح أن امه ايضا كانت تستمتع بحياتها كيفما شاءت، تصاحب من تصاحب، وتقضي ليالي طويلة خارج المنزل في حفلات صاخبة وصداقات مشبوهة. كنّا كلنا نعلم .. ولكننا نؤثر السكوت. رغم عمرنا الصغير علمنا ان والد ضاري سمسار نخاسة، وشركة العمالة المنزلية التي كانت تغطيه بالأموال والجاه والثراء الفاحش لم تكن فقط شركة مجردة لعمالة منزلية آسيوية. رغم عمرنا الصغير علمنا أن جيوب دشاديش والد ضاري تفوح برائحة نتنة! الخيمة التي نقطنها ليلا وتسكننا لساعات متأخرة من الليل مصنوعة من الجلد الطبيعي، برتقالي شاحب. في أحد تجلياته قال ضاري أننا إذا عزلنا مالا نستطيع بيع هذه الخيمة