المشاركات

عرض المشاركات من 2010

نتف ..

صورة
اقترض من جارتي قليلا من السكر، بابها جار بابي لأكثر من سنتين ولم نتعارف على بعضنا إلا عندما احتاجت زيت للقلي! على مسطبة مطبخي الرخامية أذيب ملعقتي بفنجان الشاي، ابتسم خفاءا بيني وبين نفسي! حتى آخر حفنة سكر وضعتها بلا شعور في كوبه، قبل ان يغادر للعمل عب قهوته ووقف عند الباب يربط حذائه، بمكاني المتواري خلف الوهم أتخيل نفسي أطبع قبله ما على خده، ربما كانت قبلة وداع او ذلك النوع من القبل الصديقة التي يعتاد عليها المتزوجون! انفض الفكرة من رأسي وأركلها بعيدا مع صوت الباب يصفع نفسه عندما خرج للعمل دون مع السلامة ! في أول أيام زواجنا كنت أقبله خطفا على شفتيه وهو يهم بالرحيل، الآن لم أعد أعرف كيف اقترب منه أكثر من ذراعين، بين الأزواج، تصبح المسافات الصغيرة جدا أميال غربة، نتوه فيها، نحوم حولها ولا نعرف طريق عودة. أمشي على أطراف أصابعي وهو نائم لكي لا اوقضه، اضع كفي على فم ابني ذو السبع شهور، اكتم ضحكه لكي لا يزعجه، وأجري صفى ومروى كل يوم ما بين القدور والمقالي لكي لا يتأخر طعامه أكثر من المعتاد فيعتقد أنني زوجه ناقصة الأهلية. ألوم والدتي في جلسة نسوية بعيدة: - الله يسامحج يا يمّا خليتي "خ

صفعة غربة وقرصة حنين ..

صورة
اليوم : الثاني والعشرون الموقع : مطار جورج بوش - هيوستن تكساس الوقت: الخامسة وخمس وخمسين دقيقة *** قبلها كنت أحن الى الوطن، للحضن الذي ضمني طوال عمري، لصوت أمي قريبا على الهاتف، لأختي تركل الباب وتدخل وبنات خالاتي يتصلون لجلسة نسوية شهيرة في إحدى مقاهي الآفنيوز. أحن للوقت الذي كنت أحفظه في صرة، أفتحها متى شئت وآخذ منها ما اريد .. لسيارتي وللشوارع التي اعرفها عن ظهر غيب .. في إحدى رحلاتنا، كتفي بكتفه وكفي لازالت بكفه، يتحشرج صوتي وأنا أخبره أنني تعبت المسؤوليات التي لم أعتد عليها .. تعبت من الحياة الخالية من بشر وجدوا خصيصا ليجعلوا حياتي أسهل وأيسر .. تعبت من الغربة، من اعتمادي الكلي عليه في التنقل .. تعبت من تغيير الخفاضات، وتعبت من غسل المواعين والتنظيف المستمر عندما أشعر أنني لست في بيتي وأنني يجب ان لا أترك ساقطا من يد الطفلتين إلا والتقطته قبل ان يصل الأرض! والدته حنونة ورحيمة الى ابعد الحدود، لم تشتك ولم اسمعها يوما تتأفف ..! ولكن شعوري أنني لست في عالمي او في دائرتي يعاجلني بصفعة غربة وقرصة حنين .. أخبره ولازلت أمسح على يديه، واضم بإصبعي سبابته أنني أود ان اعود قبله .. سآخذ "

رسالة جديدة ..

صورة
وكأنه دهر مضى قبل أن أفتح مدونتي اليوم وانقر على طلب " كتابة رسالة جديدة ".. اشتقت المدونة واشتقت عيونكم عندما تقرأني .. لازلت هناك، اعيش في مكان متناقض كما هو مزاجي .. بنفس اليوم تنقلب درجة حرارة الجو من البرد القارس الى دفئ رائع! طبيعي جدا ان ارتدي "كوت" من الصوف الحار ولا ازال انتفض من البرد، وبعد ساعات أجدني أخلع كل الطبقات وأجري في حديقة اللعب مع الأطفال بتي شيرت ! أتساءل ماذا حصل؟ يبتسم ويقول لي: Welcome to Houston!! بلدك جميل عزيزي، أخضر كبير وواسع في الواقع نستطيع ان نضع عشرة من كويتينا داخل حدود ولاية "تكساس" وحدها ولكني كويتية سيدي، بطبيعة الحال سأشتاق للبلد الصغيرة الحارة اغلب الاوقات، بطبيعتها الصحراوية القاحلة وبردها النادر ونويرها الأصفر الذي يشعرنا بصدق أن بلادنا تمر بمرحلة ربيع! أشتاق الى 360 كثيرا، لا اعرف لماذا 360 ! ربما لإنه الأقرب الى بيتي، ربما لإنه المكان الذي كنت التقيه بعد اسبوع من الفراق .. ارتدي اجمل ملابسي، اسرح شعري واضع ألوانا خفيفة جدا على وجهي والتقيه .. فيشع نور عينيه علي ويخبرني كم أنا جميلة! هنا .. ليس لدي وقت لأبدو جميلة

مليئة بالمفاجآت ..

صورة
وصلت هيوستن، وصلت بعد ما بجيت بالطيارة تقريبا بالساعة الخامسة من الرحلة كان بعد فاضل على الرحلة 12 ساعة! "خضرة " كانت في مزاج حركة حركة حركة ستوب ونورية في مزاج لعبة الكراسي الأمريكي تنعز بكرسي ومسك الريموت وقعد يلعب تنس طاولة وأنا كنت الكرة ما بين مضرب الليتل مونستورز إللي طلعتهم للدنيا بسابق الإصرار والترصد .. كانت الرحلة Interesting من البداية، فبعد "السكرانة" إللي كانت معانا في طابور الـ Check in والهوشة إللي حضرناها من البداية الى النهاية بين عائلة مصرية ومسئول طيران القطرية وبعد ما قال الأبو " خلاص يا ابن .... الغيلي التزاكر" .. ركبنا الطائرة الى الدوحة لتصر خضرة ان تبكي العشر دقاق الأولى وتتشيطن التسعة والأربعين دقيقة وتنام العشر ثواني الأخيرة مطار الدوحة Busy Busy Busy نورية كانت نايمة تقريبا أغلب الوقت وخضرة "معك الى الأبد" .. السيكيورتي لرحلة الولايات المتحدة أشبه بخلية نحل من " إخلع" .. إخلع الحذاء والجاكيت والحزام والجوارب .. شيل اللابتوب من الحقيبة، حط البوك والمفاتيح في الصندوق، شيل العيّل من العربانة .. بغيت ابجي .. الله

من أروع ما سمعت ..

صورة
الحب يعني اتنين بيدّو .. مش إيد يتبني وستميت إيد يهدّو .. الحب حالة .. الحب مش شعر وقوالة الحب يعني براح في قلب العاشقين للمعشوقين يعني الغلابة يناموا في الليل دفيانين .. الحب يعني جواب لكل المسجونين هما ليه بقوا مسجونين ! يعني أعيش علشان هدف .. علشان رسالة يعني أحس في قيمتي فيكِ إني مش عايش عوالة .. يعني لما اعرق .. تكافئيني بعدالة الحب حالة .. الحب مش شعر وقوالة .. الحب حالة ما تتواجدشي بوسط ناس بتجيب غداها من صناديق الزبالة. الشاعر الشاب هشام الجخ .. يتحدث عن وطنه

ومشلوعة عيني ..

صورة
مقصرة ومشلوعة عيني .. بس أدري انكم بتسامحوني على التقصير بكرا السفر .. بكرا شهرين في ديار "الفرنجة" مع طفلتين مخلوطتي الأعراق معجونتين بالشطانة الأبدية لما الحين ما حطيت ولا عود بجنطة سفر، ولا صليت صلاة الإستسقاء ولا قريت صورة يس ولا تشهدت على روحي الشهادتين .. "غدونة" تقول انها ما تبيني اقعد يمها بالطيارة لإنها بتلون .. ما ادري يمكن اقطع حبل ألوانها !! وبتحذف " هنا" من الويندو اذا خذت اغراضها !! طبعا ماله داعي أفسر وأقول ان "خضرة" ما يحلى لها إلا الشي إللي في إيد " نورية"! وقعدي بالوسط بس فاككي وراضي ومسحي دموع اربع اربع .. عاد اليوم بروح في Mission impossibe الى سوق بو إمية ما راح أخلي ألوان، طين، لعبة، تركيب، مسجلة، مكنسة، منظرة، دمية، شباصة، عضاضة، ستكرز .. إلا وشريتها !! ولو أكو ماريجوانا او بانجو ترى باخذ وكيفكم قولوا إللي تقولونه !! وحدة من الشايتين .. يا ذابحه يا مذبوحة، يا قاطّه يا مقطوطة، يا شايحة يا مشيوحة، يا دافنة يا مدفونة !! أدري ان ما راح يهوّن علي مصيبتي (( الحمد الله على كل حال طبعا .. وألف من ذتشره )) إلا دعاؤكم لي في

"غدونة" تلتقط الكرة !

صورة
هناك عادات نصنعها تباعا لتصنع عادات أخرى عند الآخرين .. مثال ؟؟ عندما أستحم وآخذ الخمس واربعين دقيقة التالية في تهذيب شعري "الغير مهذب" يجد "الأمريكي" وابنته وقتهما الكنز للقيام بشيء ما خاص جدا لهما. في غرفتي والباب مفتوح، أجلس على طاولتي وأطل على نفسي من خلال المرآة. عادة ما ينتظرني الإثنان للخروج. بعد تحلطم "الزوج" وأسئلة غدونة .. Mommy .. you didn’t tange ??? tange = change يأخذان بعضهما في وقت مستقطع من عمق الإنتظار، بابي المفتوح يمكنني من سماع كل شيء، ومع الحركة والجري ألمح أطيافهما تجتاح المكان وتخلف فيه دفئ العلاقة التي من الممكن أن تبني سدود ابنتي تزرع في نفسها رياحين الرضا. كان "الأمريكي" يوم أمس يعلم ابنته كيف تلتقط الكرة الصغيرة " كرة دورا الوردية" عندما يهم بإلقائها إليها من بعيد. في أغلب الأحيان تفشل "غدونة" في التقاط كرتها، ربما كان خوف الإصطدام! أرى والدها يجلس أمامها لا يفصله عنها سوى شبرين، يعلمها بحنكة "رياضي مخضرم" كيف أنها إذا شاهدت الكرة وهي تطير بإتجاهها سوف تتمكن من التقاطها لا محالة. يشرح لها

مغموسة بالعسل .. ملفوفة بالسولوفان

صورة
كل الكلام .. لم يكن له توقيت ولا حدود، لم يكن للحكاية بداية ولا نهاية، كانت هكذا تطفو، تتمخطر من غيمة الى غيمة .. تتلاقفها آذاننا فتطرب ونضحك. لم اضحك هكذا منذ زمن! أعشق الضحك الذي يجعلني أنازع لشهقة هواء تاهت منّي. كانت الروح تحكي ولا تشعر بالخجل من تعليق تعلق على طرف اللسان او إحساس ضاع في حنايا الروح وقرر أخيرا أنه الوقت المناسب والمكان المناسب والآذان المناسبة للبوح. قالت لي الزين أن احضر معي خضرة ونورية، أعلم مسبقا ان خضرة خارج الحسبة لإن وقت نومها مقدس وإذا كسرته سهرت معها طوال اليوم. أما نورية فقد دفعتني الى غرفة ملابسي عندما اكتشفت أنها انتهت من اللبس ولم أجهز .. - Mommy .. go change, I want to go to your friend تحسب غدونة أن كل ما عندي مسبقا وبضرفية الميراث في الحيا .. لها. حتى صديقاتي، والأمسيات التي أخططها معهن، لابد ان أجد "غدن" في حلتها الجديدة و "عناقيصها" على طرفي رأسها تعلن تصميما كاملا على المعية. أخرج من غرفتي بعد حين لأجدها "متشردغة" على فراشها بنومة عميقة والبنطلون يسحب من عليها ليوضع بدلا عنه بنطرون بيجامة التايغر التي تحبها. "هن

نتلاشى للأمام .. (16)

صورة
يعتنق عبدالوهاب ديانة الحب، رومانسي تعمه فوضى اليأس، تزعزعه نبرة دلع وتكبسه كلمة "أحبك". وسمية مسبقا تعرف كل هذا فسبقته دائما بخطوة. بدا الثنائي الجديد الذي كنت أعرف أطرافه مسبقا غاية في الألق! على الرغم من سنّي، عرفت بفطرة السعادة أن وسمية وعبدوالوهاب متوافقان الى ما لا نهاية. عندما يتحدثان يكمل أحدهم حديث الآخر، وعندما يصمتان لا تتوقف عينيهما عن الحوار. كانا مليئين ببعضهما يرتشفان شهد العلاقة الجديدة التي فاتت، دارت من جديد وعادت لتتوج مسيرتيهما العاطفية المتلاطمة الأمواج بنقطة نهاية سعيدة ومرسى ينعم بالهدوء. ذهبت وسمية الى شقة عرسها، استأجرها عبدالوهاب على شارع الخليج العربي الشهير، في حضن الشعب البحري تطل الشقة على البحر بامتداده الأزرق وأفقه الجميل. قالت لي وسمية يوما أنها لن تنسى تلك الشقة الفارهة ما عاشت، حيث كانت اللحظات بيضاء والذكريات رائقة وشفافة. وعلى الرغم من أن وسمية مرة أخرى لم تعد جارة طفولتي، إلا أنني لم أشعر يوما طوال فترة زواجها من عبدالوهاب أنها بعيدة عنّي! كانت دائما على بعد خط الهاتف عندما ارفعه عليها لأقول أنني اشتقتها، كان في نفس اليوم يأخذني عبدالوها

نتلاشى للأمام .. (15)

صورة
ترتشف استكانة شاي بالنعناع الأخضر وتسألني إن كنت أرغب يوما بالزواج .. - لا يمّا آنا ما أحب الرياييل .. - هاو .. ليش؟ - ما ادري .. أفكر قليلا .. - لحيتهم تقزز تضع استكانتها على الصينية الستيل وتضحك ملء قوامها المكتنز وشفتيها الغليظتين. يدخل والدي فتعيد عليه ما قلت ليلتقطني من الأرض ويبدأ بحك لحيته بخدّي! لا اعلم من أخبر والدي انها لعبتي المفضلة؟ كلما وجدني بمتطاول ذقنه بدأ معي نوبة الخدش حتى يحمر وجهي. اشتكي لوسمية التي اعلنت مؤخرا خطبتها على عبدالوهاب، مشكلتي مع لحية والدي .. - انحاشي .. ركضي حيل بسرعة عشان ما يصيدج - بس اهو كبير وسريع ما اقدر انحاش منّه .. تضحك وتخبرني عن ذكرياتها مع والدها، كان "بابا عود" رجلا معتدلا بكل شيء حتى بمعاملته لبناته الثلاث اللاتي كن يجدن دوما طرق جديدة للحصول منه على ما يردن. الى اليوم تتندر عماتي على الطريقة التي كان يغضب بها منهن، كان يخرج طرف لسانه ويعض عليه، ويبقى متوجعا متورما لأيام. وسمية الصغرى بين الفتيات كانت المفضلة لديه، يحبها ويدللها قدر استطاعته، وعلى قدر احتمال جدتي لدلاله لها إلا أنها كانت تتصرف حيال قربها من والدها بصورة غريبة.

القلادة إياها فيييييين ؟؟

صورة
حاليا في مكتبة دار العروبة لمن فاته المعرض.. مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع النقره - مجمع العثمان شارع قتيبه ص. ب. 26223 الصفاه 13123 2664636 - 2610842 وايضا .. مي من مدونة مكتبتي تكتب رأيها في " القلادة إياها " الرابط شكرا مي .. قرأتها مرتين، وظللت مبتسمة حتى بعد حين :)

نتلاشى للأمام .. (14)

صورة
عندما أخبرت والدتي عبدالوهاب على سفرة الغداء أن وسمية طُلقت شهق بلقمة الماء الذي عبها للتو وكح بعدها الى حين! سأل واستفسر ثم قام واستنفر لوحده غاضبا من الرجل الذي أخذها ليهينها ويعذبها. - والله ما تستاهل .. خوش بنية.. على الرغم من علاقة والدتي بوسمية التي لم تكن لها ملامح واضحة، إلا أن أمي كانت دائما في صفها. تدافع عنها عند أبي عندما تشتكي منها العجوز ومن سوء أفعالها. كانت أمي المتعاطفة الأولى مع وسمية والمتعاقدة معها بالخفاء لتخرجها من بيت أمها الى بيت رجل يستحقها. - شرايك وهّاب .. ما تبي تاخذها؟ احمر وجه عبدالوهاب وتوقف قليلا عن الكلام. كان عبدالوهاب واحدا من هؤلاء الشباب النادرين الذين لا يهمهم قول القائلين ولا توجهات المجتمع الرائجة من كل زمن. كل ما يهم الشباب من الارتباط بامرأة بلا سوابق، امرأة من عائلة معينة ومن أصول معينة، امرأة لا تعمل او تعمل فقط في مجال نسائي. لم تزن ثقلا في تفكير عبدالوهاب كل تلك العوامل، كان فكره مُنصب كليا على شخصية المرأة وما يحسه هو نحوها. كان مؤمنا حتى في ذاك الوقت بكل تلك الأفكار التقدمية مثل حق المساواة بين المرأة والرجل، عمل المرأة بكافة المجالات، و

سأكون في المعرض ..

صورة
لإنه اليوم الأخير .. سأكون في المعرض من الساعة 6:00 أشتري حصتي من الكتب وأهدي "القلادة إياها" لكل من فاته الإهداء

نتلاشى للأمام .. (13)

صورة
- شفيها بنت أخوج؟ اسمع داوود في غرفة وسمية يفح بأسئلة لا تعنيه! بات الشك يساوره بعد أن دار حولي سبع مرّات يشم رائحة سر دفين. سألني يوما بينما آكل فطوري وأتعرّق من الغثيان الذي بات يزورني بكثرة، إن كنت مريضة؟ نظرت اليه وأخبرته أنني أعاني من نزلة معوية. نظر لي بتردد وانزلقت نظراته الوقحة الى بطني، وقف أمامي ووضع كفه على بطنه وربت على كرشه الصغيرة .. - سلامتج ما تشوفين شر ! كيف لا أرى الشر وهو أمامي كل يوم، يطوقني بنظرات محمومة ويحاول ان يفتح معي مواضيع باردة! لم أحب داوود منذ ان تزوجته وسمية قبل أربع سنوات. بعد موت عبدالوهاب بثمانية سنوات قررت وسمية أن يكون لها زوجا لتحظى بتلك المكانة الاجتماعية التي تحتاجها كل امرأة بعد أن تفقد رجل. تهب فيه وسمية : - ما فيها شي .. وإياني وإياك تأذيها بكلمة، البنت مريضة وبحاجة للراحة. - ما شفتكم ولا مرّة تروحون الطبيب! هذا اي مرض إللي يتعالج بالبيت؟ - نفسي .. ما سمعت عن الضغوط النفسية والكآبة؟ - كآبة؟ وهذي ما كملت خمسة وعشرين وكآبة ؟؟ عيّل لا امتنت وعيّزت مثلج شبيصير فيها؟؟ تصمت عمتي، اعلم حتى وأنا استرق السمع أنها تفكر .. - شرايك تسافر جم شهر؟ أنا ادفع

نتلاشى للأمام .. (12)

صورة
الى اليوم لا اعلم لماذا كانت عمتي تحادثني أكثر من الكبار التي كانت تنتمي اليهم، أكاد أجزم حتى وانا في تلك المرحلة الخضراء من طفولة أنها كانت تقول لي جزءا كبيرا من أسرارها، تشرح لي أحاسيسها الدفينة، كانت تعري روحها أمامي وتبكي بحضني بينما نحن جالستان على الطرف الأيسر من سريرها. عمتي كانت تشكي ما يحزنها لطفلة لم تتعدّى السابعة ربما لإنني كنت لا أفهم أغلب الحديث، فلا أردده لأي مخلوق حولي. عندما عادت وسمية من بيت حسين الى الأبد شدد عليها اخوتها الثلاثة خناقا حادا، تعاليم والدتها كانت واضحة وبينة. المطلقة قنبلة موقوتة لابد وان يأتي اليوم الذي تشهر فيه أنوثتها سمّا يدمر اسم العائلة. كانت جدتي تخاف على وسمية من الرجال وتخاف منها! وسمية صغيرة وجميلة ومكتنزة .. ومطلقة! امرأة بلا أختام ولا شمع احمر يدل الراغب القادم على طهرها، وسمية الآن وبعد طلاقها شابة سهلة المنال، ناقصة عقل ودين لا يردعها صك عذريتها ولا تطهر سمعتها صابونة مسك. بقي لوسمية سنة أخيرة لتنتهي من دراستها الجامعية، تقرر العجوز ان يأخذها عامر للجامعة قبل عمله ويرجعها عثمان بعد الظهر ما إن يستيقظ من النوم. بقي عثمان مدة طويلة بلا عمل

نتلاشى للأمام .. (11)

صورة
تحذير.. يحتوي هذا الجزء على كلمات وتفاصيل صالحة فقط للكبار .. لا أنصح القراءة لذوي الإحساس المرهف او الحساسية المفرطة اتجاه الجرأة في الطرح. لم أحادثه منذ اربع أيام، تمسك يدي هاتفي مئة مرة. تقفز أصابعي على أرقامه بنزق، أعقف أصابعي وأصفع الحنين الذي يخنقني ويختنق فيني. طلبت مني وسمية أن أختفي، أن أهمل امتحاناتي النهائية، أن لا أذهب للجامعة وأن لا أريه وجهي. كانت تريد ان تعرف أولا رأي عائلته. تخاف وسمية من الرجال بقدر قوتها عليهم، تؤمن أن السر إذا خرج عن اثنين شاع وانتشر، كل ما كان يهمها الآن أن يبقى السر في قلبي ورأسها الى أن تستبصر شأن آسيا وتعرف موقفها. في بيتها الرخامي البارد، في صالة معيشة لعب فيها عمر وكبر. تنتظر وسمية قدوم آسيا، أخبرتني عندما عادت أنها لم تتخيل آسيا صغيرة وجميلة الى هذه الدرجة. بيضاء صافية بشعر فاتح وملامح ناعمة. شعرت وسمية بالأمان عندما رأتها لأول مرّة، بدا لها الأمر منتهيا ميسرا. الإنطباع الأول الذي يرتسم عنوان لمظروف تختبئ فيه آسيا أنها رائقة وحضارية الى أبعد الحدود!بهدوء نزلت آسيا سلم بيتها وسلمت على عمتي بود. جلستا، وأخذت المرأتان بحديث شيق حول أمور العمل