القصص المشاركة ..
مسابقة سبمبوت الأولى للكتابة الإبداعية
المتايق الأول: 7osen
اسم القصة : رغبة الحياة
قصّت شعرها بأول الشتاء قصير ومهمل تكاد لا تحتاج تصفيفه. لا تعلم لماذا تجد نفسها دائما في حوار جدلي عقيم مع المواسم! في مواجهة استثنائية مع المسلّمات، وضد كل ما هو متعارف ومقبول! كانت ترتدي كعبا عاليا على الشاطئ، ولونا ابيضا فوق رأسها عندما تتوجه إلى مجالس العزاء. تبتسم عندما يبكي الناس، وتصمت عندما يتحدثون. قالت لها والدتها دوما أنها ستموت وحيدة، وكانت دائما تهز كتفيها " لا يهم".
على مقعد واحد في طاولة مطعم كبيرة جلست لوحدها تأكل، حمرة سوداء، خدود وردية وكحل أسود قاتم حددّ عينيها كبرواز لصورة. بعيدا عن الفضة المهملة بجانبها، كانت تأخذ قطع الدجاج المقلية بيدها، تغمسها بالصلصة الحمراء وتأكلها. بسبابتها تحمل كتلة من البطاطا المهروسة وتدخلها مغارة فمها، تسحب إصبعها وتمص بواقي الطعام مخلفة ورائها صوتا غريبا .. وغير مؤدب. تشعر بحرارة محاجر الناس تحرقها من كل جانب، فلا تهتم ولا تلتفت .. بلا انتظار، ولا فاتورة .. تضع كميّة كبيرة جدا من النقود على الطاولة، تأخذ بعضها، تغادر وهي تقفز فوق الحفر الوهمية التي حفرتها الجموع للإيقاع بالوحش المتمرد داخلها .
منذ ذلك اليوم البعيد الذي ظل مخترقا ذاكرتها المسكونة بالهواجس وهي تحيى حالة استثنائية ، تصب سخطها على كل شيء و تتمتع بالانصياع التام لرغباتها الفطرية . لا تزال يديه الكبيرة التي استباحت طفولتها في ذلك النهار الغابر تطل عليها في كل ليلة وتعيد قتل الحياة في داخلها من جديد ، تتساءل دائماً عندما تردد عليها والدتها تلك الجملة التي تحدث زلزال من الجزع المخفي في روحها " ستموتين وحيدة " هل كان من الأفضل لو باحت بما حصل لها على يد ذلك الرجل / الوحش المجهول الذي أقتلع براعمها الصغيرة بلا رحمة وداس ورودها الندية في أول بزوغها .
كان يوماً بعيداً جداً ، سنينها الأربعة عشر تتقافز على جسدها الغر الذي بدأت أثار أنوثة طاغية ترتسم على ملامحه ، النهار كان حاراً جداً والريح تهز أركان المنزل ، الأبواب تصدر أصواتا كأنها فحيح الأفاعي ، لم يكن أحداً في الجوار والمنزل خاليا إلا منها ، كانت للتو خارجه من حمام ساخن تستعد للنوم بعد يوم دراسي شاق عندما أقتحم غرفتها على حين قرة وفعل فعلته ، توسلته أن يرحمها وساقت عليه كل الأديان السماوية والأرضية لكن توسلاتها سقطت أمام حمم رغباته المتوحشة ، حاولت أن تقاوم ، دفعته بكل قوتها لكنها لم تصمد طويلا فقد كان قويا جداً حملها بين ذراعيه الفجة وطرحها أرضاً ، استسلمت ولم تشعر بشيء بعدها حتى استفاقت بعد حين ، الدماء تلطخ ثيابها وبقايا لعابه اللزج تلتصق بأسفل شفتيها ، الألم هادر و شبح الخوف من فضيحة تنسف حياتها يخيم على عقلها الصغير ، تقيأت كثيراً قبل أن تضع نفسها تحت الماء وتعيد ترتيب شكلها الخارجي وتصمت ، عاهدت نفسها أن لا تبوح بما حصل ، لم تكن تملك الجرأة ، كانت بريئة ، صغيرة ، لم تلطخها الحياة بمستنقعاتها الأسنة التي تخلف في الروح وجع ممتد ، لكن كل شيء نُسف بفعل نفس إنسانية تلبستها رغبات شيطانية مخيفة .
تغيرت حياتها بشكل معاكس بعد ذلك اليوم ، بكت كثيراً في كل ليلة ، لم تستطع أن تنام عاماً كاملاً ، الهواجس والكوابيس كانت ضيفها الليلي المخلص ، لكنها بعد مرور وقت طويل من الألم قدرته بأعوام خمسة تغيرت وتغير كل شيء ، الحياة بأكملها لم تعد تهم ، هذه الجملة لا تفارق فمها " لا يهم " . كرهت كل شيء ولم تعد لديها ثوابت ، يمتعها عذاب الآخرين وتسعد برؤية الألم يرتسم على ملامحهم ، أبكت عيون كثيرة ، مزقت قلوب من الألم والحسرة وتلذذت بإشعال فتيل الفراق بين الأحبة ، أصبحت آلة للخراب والضياع . واليوم بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على تلك الواقعة لا يزال إحساس لعابه اللزج الذي التصق أسفل شفتيها يمرها ويدفعها للتقيوء .. كأنها تتقيأ الدنيا التي حولتها إلى إنسانة من عدم .
في هذا الصباح استيقظت على وقع شعور شيطاني يبحث عن ضحية جديدة ينهل منها عزائه الوحيد في هذا العالم السابح بالتشوه والجنون ، كانت في طريقها إلى مطعمها المفضل عندما التقته على مفترق الطريق ، ترتسم على ملامحه ابتسامة ماكرة ، هو ، هذا من سيكون ضحيتها الجديدة ، ابتسمت له بخبث خفي يفهمه من يدرك أصول اللعبة ، قفز النبض في داخله وتبعها ، شعرها القصير و خطواتها المتأنية ، وجسدها المتمايل كل هذه العلامات تشي بأنها صيد ثمين سيعوض شحوح الفترة الماضية ، سار ورائها باحترافية كبيرة وجلس قبالتها على الطاولة المواجهة لها ، نصف ساعة فقط كانت كفيلة بالتعارف وتبادل أرقام الهواتف فعندما تكون النوايا مبيتة يحدث كل شيء بسهولة تامة ، حملت أحاديثهما رغبات مجنونة وشغف مصطنع يواري خلفه مقاصد شائنة ، انتظرت أن يفصح عن نواياه لكنه لم يفعل كعادة الجميع ، شعرت بالملل وبادرت هي ، لكنه رفض بخبث الواثق ، فألحت عليه لأنها تتوق للارتواء من منابع خيبته عندما تخلف موعدها وتتعلل بأسباب خارجة عن الإرادة ، وافق أخيراً ، وفي اليوم الموعد لم تذهب وساقت الأعذار ، لكنه لم يهتم إطلاقا على غير العادة ، اجتذبتها هذه المرة اللعبة ، يبدو إنه يستحق العناء ، أصبح هدفها أن تذيقه من الكأس المرة ، لن ينال مأربه حتى يتلظى بنيران البعد والهجران ، بعد فترة ليست بالقصيرة عاودت هي طلبها فوافق دون مماطلة ، هذه المرة ذهبت فاللعبة وصلت ذروتها ، وفي خلوتهما التي تفيض بمشاعر متناقضة سار كل شيء ببطء ودون رغبة حقيقية ، لم تجده كما وجدت سابقيه ، لم يكن متلهفا عليها ، حاولت أن تستميله ونجحت ، تحينت الفرصة المناسبة وابتعدت عنه حاول أن يستبقيها لكنها دفعته بعنف ، فاستكن دون مقاومة ، خرجت من أمامه مسرعة وشعورها الشيطاني ينتظر هاتفه لكي تتشفى بآهاته ووجعه من بعدها ، وبالفعل أتصل ، تحدث معها كأن شيئاً لم يكن وأنهى مكالمته بـ " تصبحين على خير " قالها بنبرة حركت بداخلها شيء لم تعرف كنهه ، لم تنم تلك الليلة ، مشاعر متضاربة كانت تخوض معركة شرسة في داخلها انتهت على لا شيء ، في اليوم التالي استيقظت على رسالة منه في هاتفها الجوال ، " صباحك جميل كعينيك " ، ابتسمت وشعرت بالخيبة معاً ، لا تعرف ماذا تفعل ، التيار يجرفها ، واللعبة هذه المرة لم تكتمل ، فكرت أن تتركه ، لكن جزء خفي من قلبها رفض بشدة .
عندما مالت الشمس قليلاً صوب الغروب رن هاتفها وارتجف معه قلبها الخالي من المشاعر ، أتاها صوته مملوء بالحنان ، ولم يزد على عادته في الكلام ، لكن كل كلمة تفوه بها كانت تحمل شعورا جديدا بدأ يتسرب إلى قلبين سلكا طريق الرغبة للانتقام والتشفي فوجداً الحب يجذبهما بيد حنونة تحقن قلبيهما بترياق الشفاء من سموم الماضي البعيد .
جرفهما السيل ولم تعد تجدي خطوة التراجع ، قُطع طريق العودة ووقع المحظور ، لم تعد للرغبة في قلبيهما مكان ، تغير كل شيء بسرعة غريبة لا يصنعها إلا الحب .
وفي ليلة حالمة باحت له بكل ما حدث ، ولأول مرة منذ سنين طويلة فاضت محاجرها بدمع ظل محبوس سنين طويلة خلف غضبان البغض والكراهية ، بكت عمرها بأكمله على يديه التي راحت تمسح دموع ضعفها وهوانها ، بكى هو الأخر بقربها واحتواء قصتها بحنان جارف ، أخبرها إنه عانى كثيراً من زوجته السابقة التي أحالت حياته إلى جحيم حقيقي فلفضها ومضى يبحث عن حياة اللهو والرغبات، اعترف إنه رآها للوهلة الأولى صيداً ثمين لكنه حين عرفها أدرك جوهرها الثمين فمضى يبحث عنه إلى أن وجده هاهنا في هذه اللحظة الجارفة .
لأول مرة منذ تلك الحادثة تشعر أن الحياة لازالت تسري بعروقها ، يالغرابة الأقدار كيف لها أن تغير الإنسان بهذه الطريقة ، تضع في طريقه أشخاص يبدون عابرين لكنهم يبقون فتتغير فيهم وجهات حياته دون أن تكون له يد في هذا التغيير ، أحبته من صميم أعماقها ، هذا الذي كانت تراه وقوداً لنيران كرهها وأحقادها كيف استحال إلى غيمة حنونة اجتاحت سمائها وأمطرت أرضها لتزهر من بعد جدباً وقحط .
كان يرتب لها مفاجأة ستسعدها كثيراً ، أخيراً وجد الإنسانة التي بحث عنها كثيراً ، ما أجمل الأشياء التي تقتحم حياتنا دون تخطيط مسبق وتسبغ عالمنا بفرح غامر يعيد لقلوبنا التي شارفت على الجفاف الحياة من جديد . انزلقت برشاقة على المقعد بجانبه وراح الهواء يعبث بشعرها الذي طال كثيراً منذ أن أعادها الحب إلى الحياة ، نظر لها بعينين هائمتين وقال " هل أنتي مستعدة للمفاجأة " ، أومأت برأسها موافقة وفي قلبها خفقة جانحة تتحرق لمعرفه ما يخبئ لها ، انطلقا معاً في مركبته ، انزلها قرب مطعهما المفضل ممسكاً بيدها بكل حنان الدنيا ، اقبلوا على طاولتها المفضلة ، قال "أغمضي عينيك"، ففعلت وعندما وصلاً ، قال "الآن بإمكانك أن تفتحي ، هذا والدي أتى ليطلبك زوجة لي" ..
وفي ليلة حالمة باحت له بكل ما حدث ، ولأول مرة منذ سنين طويلة فاضت محاجرها بدمع ظل محبوس سنين طويلة خلف غضبان البغض والكراهية ، بكت عمرها بأكمله على يديه التي راحت تمسح دموع ضعفها وهوانها ، بكى هو الأخر بقربها واحتواء قصتها بحنان جارف ، أخبرها إنه عانى كثيراً من زوجته السابقة التي أحالت حياته إلى جحيم حقيقي فلفضها ومضى يبحث عن حياة اللهو والرغبات، اعترف إنه رآها للوهلة الأولى صيداً ثمين لكنه حين عرفها أدرك جوهرها الثمين فمضى يبحث عنه إلى أن وجده هاهنا في هذه اللحظة الجارفة .
لأول مرة منذ تلك الحادثة تشعر أن الحياة لازالت تسري بعروقها ، يالغرابة الأقدار كيف لها أن تغير الإنسان بهذه الطريقة ، تضع في طريقه أشخاص يبدون عابرين لكنهم يبقون فتتغير فيهم وجهات حياته دون أن تكون له يد في هذا التغيير ، أحبته من صميم أعماقها ، هذا الذي كانت تراه وقوداً لنيران كرهها وأحقادها كيف استحال إلى غيمة حنونة اجتاحت سمائها وأمطرت أرضها لتزهر من بعد جدباً وقحط .
كان يرتب لها مفاجأة ستسعدها كثيراً ، أخيراً وجد الإنسانة التي بحث عنها كثيراً ، ما أجمل الأشياء التي تقتحم حياتنا دون تخطيط مسبق وتسبغ عالمنا بفرح غامر يعيد لقلوبنا التي شارفت على الجفاف الحياة من جديد . انزلقت برشاقة على المقعد بجانبه وراح الهواء يعبث بشعرها الذي طال كثيراً منذ أن أعادها الحب إلى الحياة ، نظر لها بعينين هائمتين وقال " هل أنتي مستعدة للمفاجأة " ، أومأت برأسها موافقة وفي قلبها خفقة جانحة تتحرق لمعرفه ما يخبئ لها ، انطلقا معاً في مركبته ، انزلها قرب مطعهما المفضل ممسكاً بيدها بكل حنان الدنيا ، اقبلوا على طاولتها المفضلة ، قال "أغمضي عينيك"، ففعلت وعندما وصلاً ، قال "الآن بإمكانك أن تفتحي ، هذا والدي أتى ليطلبك زوجة لي" ..
التقت عينيها بعينه وتقلص قلبها بلمحة سريعة ، هو ، هو ، أرتجف كل شيء داخلها بعنف مميت ، ومادت الأرض تحت قدميها ، ظلت تحدق بعينيه التي استباحتها قبل سنين طويلة ، هذه هي ذات اليدين والملامح ذاتها التي ظلت ملتصقة بذاكرتها منذ ذلك النهار الغابر ، ارتجفت أوصالها ووقف شعر يديها ، كادت أن تقع أرضاً ، العالم بأكمله يتداعى بداخلها وكل شيء ينهار بسرعة غريبة ، صرخت صرخة ارتجت لها أركان المكان وركضت بلا إرادة ، ارتطمت بعدد من الطاولات ووقعت أرضاً ، نهضت بلمح البصر ولوعة الصدمة تشتعل فيها دون هوادة ، أكملت ركضها بكل ما أوتيت من قوة ، تركض هرباً من هذا العالم البشع ، عالم غريب يدنينا من السعادة ثم ينتقم منا شر انتقام ، عالم يتفنن في إذاقتنا مرارات الألم ، ظلت تركض بقوة دون توقف ، تركض ، تركض والحياة تبدو لها كماضي بعيد ، يبتعد عنها شيئا فشيئا ، شهقت فجأة شهقة طويلة ووقعت من جديد على الأرض ، تذكرت جملة والدتها وهي تشعر بخدر النهاية يسري بعروقها " ستموتين وحيدة " ..
.. أغمضت عينيها وأنهار العالم ..
*
*
*
*
المتابقة الثانية : Being One
اسم القصة : الدخول الى الواقع
قصّت شعرها بأول الشتاء قصير ومهمل تكاد لا تحتاج تصفيفه. لا تعلم لماذا تجد نفسها دائما في حوار جدلي عقيم مع المواسم! في مواجهة استثنائية مع المسلّمات، وضد كل ما هو متعارف ومقبول! كانت ترتدي كعبا عاليا على الشاطئ، ولونا ابيضا فوق رأسها عندما تتوجه إلى مجالس العزاء. تبتسم عندما يبكي الناس، وتصمت عندما يتحدثون. قالت لها والدتها دوما أنها ستموت وحيدة، وكانت دائما تهز كتفيها " لا يهم".
على مقعد واحد في طاولة مطعم كبيرة جلست لوحدها تأكل، حمرة سوداء، خدود وردية وكحل أسود قاتم حددّ عينيها كبرواز لصورة. بعيدا عن الفضة المهملة بجانبها، كانت تأخذ قطع الدجاج المقلية بيدها، تغمسها بالصلصة الحمراء وتأكلها. بسبابتها تحمل كتلة من البطاطا المهروسة وتدخلها مغارة فمها، تسحب إصبعها وتمص بواقي الطعام مخلفة ورائها صوتا غريبا .. وغير مؤدبا. تشعر بحرارة محاجر الناس تحرقها من كل جانب، فلا تهتم ولا تلتفت ..بلا انتظار، ولا فاتورة .. تضع كميّة كبيرة جدا من النقود على الطاولة، تأخذ بعضها، تغادر وهي تقفز فوق الحفر الوهمية التي حفرتها الجموع للإيقاع بالوحش المتمرد داخلها ..
على مقعد واحد في طاولة مطعم كبيرة جلست لوحدها تأكل، حمرة سوداء، خدود وردية وكحل أسود قاتم حددّ عينيها كبرواز لصورة. بعيدا عن الفضة المهملة بجانبها، كانت تأخذ قطع الدجاج المقلية بيدها، تغمسها بالصلصة الحمراء وتأكلها. بسبابتها تحمل كتلة من البطاطا المهروسة وتدخلها مغارة فمها، تسحب إصبعها وتمص بواقي الطعام مخلفة ورائها صوتا غريبا .. وغير مؤدبا. تشعر بحرارة محاجر الناس تحرقها من كل جانب، فلا تهتم ولا تلتفت ..بلا انتظار، ولا فاتورة .. تضع كميّة كبيرة جدا من النقود على الطاولة، تأخذ بعضها، تغادر وهي تقفز فوق الحفر الوهمية التي حفرتها الجموع للإيقاع بالوحش المتمرد داخلها ..
الغرابة كان عنوانها , تسمع التعليقات و الهمسات و تتجاهل النظرات لم تتضايق و لكنها شعرت بالحزن عليهم نظراتهم للحياة نظرة ضيقة يرون بحدود المتاح , لم تندم بيوم على أي فعل لان في مفهومها أن لا أخطاء بالدنيا و لكنها ساحة للتجارب و التعلم و في كل يوم جديد تحدد مسارها على ورقه بيضاء كما تحدد عينها بالكحل الأسود و لا تخرج عن ماهو بالورقة مهما حدث استيقظت من النوم بسبب قفز قطتها السوداء على فراشها قامت لتستند و أخذت تمسح على قطتها بهدوء كان يوم عطله فتحت الستائر لتسمح لضوء الشمس بالدخول نرت الى المراة و عدلت شعرها الثلجي القصير و جلست على مكتبها و أخذت الدفتر و بدأت بكتابة كل ما تريده نـفسها بدا بأكل للفطور في مطعمها المفضل انتهائا بغمس جسدها بماء البحر البارد لبست نفنفوف قصير ولتسمح لرجلها بالانطلاق و بوت طويل يدفي رجليها خرجت و الابتسامة مرتسمة على وجهها و بدأت تمشي على ماهو موجود بالخطه اليومية .
يوم عادي من ايام الشتاء القارص لبست معطفها و خرجت لقضاء فترة العصر بالتزلج على الجليد كانت تسمع الالحان الهادئة و هي تتزلج بكل هدوء و الابتسامة لا تفارقها رافعه راسها عاليا لتلاحظ وجود شخصا ما بجانبها يتزلج التفت عليه لترى شاب اكملت التزلج غير مهتمة له و في كل مرة تسرع يسرع هو الاخر اخرجت سماعاتها و كان بجانبها يبتسم لها بادلته الابتسامه:
" الم تعرفيني ؟ "
هزت راسها بالنفي " لقد انتقلت لعمارتك رايتك في الصباح الم تلحضيني ؟
"" امم لا لم اراك , ماهو اسمك ؟
"" احمد , او دكتور احمد "
"طبيب جميل و انا جوى أعمل رئيسة تحرير مجلة الغرابة "
واطلقت ضحكة عفوية
" الغرابه ؟! لم اسمع بها من قبل "
" بالطبع لم تسمع بها لاني انا المجله انها يوميه لا يقراها احد غيري , ولكن عملي الذي اكسب منه النقود هو قراءة القصص "
" و كيف تكسبين النقود من القراءة ؟ "
" القصص التي تعجبني اقرر نشرها حسنا احمد علي الذهاب الان انك فتى لطيف و متى ما شاء القدر سوف يجمعني بك "
" اذن سوف يجمعنا كثير فنحن في نفس العمارة "
"حسنا اراك لاحقا "
و ذهبت بعيدا عن احمد في صباح اليوم التالي قامت على روتينها اليومي جلست على المكتب لكتابة خطتها لليوم لتستقبل اتصال من امها تخبرها ان صديقاتها سوف ياتون لها اليوم و تريدها ان تاتي هي الاخرى
" حسنا يا أمي يبدوا ان انك حفظتي درسك "
" تقصدين حفظت غرابتك اتصل بالصباح اليوم نفسه لتضيعيني في جدولك "
اخرحت سروال قصير "شورت "
من الخزانه و قميص خفيف بدون اكمام و حذاء و خرجت في البرد القارص ذهبت بسيارة الاجرة منزل والدتها دخلت و كانوا مجموعه من النساء التفتوا و لم يستطيعوا ان يزيلوا نظارهم عنها لقد كانت امها مصدومه مالذي تفعله هذة الابنة المجنونه نجن بالشتاء و هذا ما استاطعت ان تلبسه ابتسمت الام مجاملة و استاذنتهم و ذهبت مع ابنتها للمطبخ
" هل فقدت عقلك " بابتسامه "
اني اتحدى البرد انها خطة اليوم "
تنهدت و اخذت الصينية و خرجت بعد فترة لاحظت غياب امها لم تكن موجوده وسط اصدقائها ارادت ان تودعها قبل ان تذهب ذهبت لتراها في المطبخ و وجدتها تتحدث مع صديقتها , ان امها كانت تبكي صديقتها تتطبطب عليها
" لا عليك يبدوا انها تحب ما تفعله انها فرحة و متفائلة بحياتها "
" و لكني اخاف عليها كثيرا لا اريدها ان تبقى وحيدة انها تبعد الناس بتصرافتها هذة و في نفس الوقت تقوم باحراجي لا تهتم لاحد "
لقد استنتجت انها هي المقصودة بالحديث لم تتصور ان هذا هو شعور امها الحقيقي لها هل هي فعلا تقوم باحرجها و لكنها لا تتعمد لقد احست بالضيق تركت منزل امها و ركضت للخارج و كان هناك شاب على الدراجة النارية اوقفته نظر اليها و ازال الخوذة عن راسه و قام بتفحصها
" ما هذا يا امراة الا تشعرين بالبرد "
" لا فانا امراة الخارقه مفاومة لكل الظروف و الصدمات ! , بالطبع اشعر بالبرد "
قفزت خلفه و امرته بالتحرك اوصلها لعمارتها اراد التقرب و اخذ رقمها او اخذ موعد معها و لكنها اخبرته بجملته المعتاده
" دع القدر يدبر لنا الموعد "
جملتها الشهيرة للتخلص من الناس و سمع احمد الحوار و هو داخل للعمارة و مشوا بجانب بعضهم للمصعد و كان يبتسم و هي في قمة عصبيتها " ما المضحك ؟ "
" طريقتك للتخلص من الناس جميله , و لكن لم تقولي لي لماذا لم تحاولي حتى الحديث معه "
" اعتقد ان هذا من شاني الخاص "
وصل المصعد لطابقها وقفت و قالت بحزم
" لا تذهب اريد استعمال المصعد و لا احب الانتظار "
دخلت لشقتها و كان احمد بانتظارها بالمصعد جائت و في يدها سلة لم يستطع رؤية ما بداخلها و قفت امامه و ضغطت على زر الطابق الاخير اقترب من كتفها لينظر ما يوجد بالسلة " بيض !
" تريدين ان تطبخين بالطابق الاخير اليس لديك مطبخ "
اجابتها كانت نظرة عندما وصل المصعد لطابق احمد اغلق المصعد و قال:
" اريد ان ارى مالذي تريدين فعله "
لم تابه له و كانت تعامله و كانه ليس موجود صعدت للطابق الاخير و بكل غضب توجهت الى طرف السطح و اخذت بيضة و بكل قوتها رمتها الى اخر بقعه تستطيع الوصول اليها و البيضه الاخرى بقوة اقل منها و البضات الاخرى تسبقها الى ان وصلت اخر بيضه عند رجلها كانت هذة طريقتها التنفيس عن غضبها و هدئت و قامت تتنفس بصورة طبيعيه نزلت بالمصعد و لم يكلمها احمد يوم بارد ممطر اخذ احمد معطفه وخرج من الشقة ليقابل جوى بالمصعد كانت حالتها مزرية مبللة من المطر ولا يدري ان كانت القطرات التي تملئ وجهها دموعها ام المطر , لا انها الدموع لا زالت تنزل !
احمد : هل حدث لك شيء ؟
اكتفت بالسكوت لم يتركها و لحقها و كررت معه رمي البيض و لكن هذة المره كانت تقذف البيض بقوة رهيبة و مع كل رمية تخرج صرخة لقد تركها حتى تنتهي و لكن انتهى البيض و لم تسقط اخر بيضة عند رجلها فنزل على الارض و بدات بالصراخ ذهب احمد لعندها و شد على يدها " مابك اخبريني "
" هو من جعلني هكذا هو من شجعني على الاستمرار بهذة الصورة "
" و لكنك انت من تريدين هذا "
" اريد هذا و ا ريده ايضا لم اتصور ان وضعي هذا قد اضاع مني حبيبي "
انزل احمد راسه و تنهد ثم قام و مسك يدها و سحبها اخذها لشرب القهوة جلست هي و كانت ملامحها عابسة ابسامتها قد تلاشت لم يراها احمد سابقا على هذة الحاله جلس امامها و بتعابير جدية قال : اخبريني قضت الليله باخبار احمد عن علاقتها السابقه و كيف احبت شخصا و احبها هو الاخر بجنون و اراد الارتباط منها ولكنها ارتعبت من الفكره لا تريد ان تتقيد بزواج تريد ان تصبح حره فتملصت من علاقتها و قالت اذا كان القدر قد كتب لنا الارتباط سوف نتلاقى مرة اخرى و لم تعلم انها قد خسرته الى الابد و قد جمعها القدر به مرة اخرى و ولم تلتقي به وحده بل امراة اخرى تتابط ذراعية بكل فرح ,احست بالالم فهو من كان يقف بجانبها و احبها و احب غرابتها و كان يعشقها حتى الجنون.
اخذ احمد يساعدها و قال لها بان البقاء على هذة الصورة لا يساعدها بشيء الا البقاء وحيدة منكسرة و حزينة الى الابد شجعها على الخوض ببداية جديدة و العيش بالعالم الحقيقي لتعيش براحة:
" و مالذي علي فعله للعيش بالواقع"
" اولا ما هو لون شعرك الطبيعي ؟"
" بني "
" اذن رديه للونه الطبيعي امسحي السواد الذي يحيط بعينيك ضعي لمسة ورديه على خدك و حمره زهرية تناسبك و تناسب احلامك البسي المعطف و نحن بالشتاء و البنطال القصير للصيف خالطي الناس كلميهم انطلقي معهم افعلي ما يفعله الناس الطبيعيون و لا باس ان اتصلوا عليك في نفس اليوم للخروج معهم اخرجي لا تتقيدي بجدولك رفهي عن نفسك"
قامت جوى من مكانها بكابة و تركته بعد عدة ايام قليلة كان احمد خارجا للعمل و صادف جوى كانت بالضبط كما امرها ان تفعل اصبح وجهها جميل و بريء شكلها الخارجي كان طبيعي ابتسم لها:
" ما هو شعورك الان "
" اشعر اني غريبة "
" لا بأس انه شعور طبيعي فقد ولدتي على هذا العالم و احسست بنفس الشعور الغرابة و مع الوقت اعتدتي على عالم غير عالمنا و الان خرجتي منه و تريدين ان تاتي لعاملنا الواقع فهو اشبه بالولاده مع الايام سوف تعتادين على هذا العالم انه لطيف "
" احمد انت تعلم الكثير عني كيف تعرف اني عشت طوال عمري بهذة الصورة و ان لا احد اعرفه سوى امي و اني لا احب مخالطة الناس و اشياء كثيرة "
" اعتقد اني استنتجت ذلك "
بعد مرور عدة اشهر كان احمد يصادف جوى في احيان كثيرة تغيرت كثيرا بدت طبيعية و سعيده و تاتي الى هنا و معها صديقاتها وتخرج معهم ايضا وفي يوم وصل احمد لشقته لقى مظروفا عند الباب , كانت رسالة من جوى الى احمد لقد رايتك للمرة الاولى و كنت اظن انك شخص عادي لم اتوقع انك انت من سوف يقف معي و يساعدني للتخلص من الحالة التي كنت اعيش فيها لم استوعب مالذي كنت افعله حتى صفعني القدر و بين لي مالذي كنت افقده و لولاك لكنت انطويت على حالي اكثر و عشت حزينة لم اتوقع في حياتي ان اغير من نفسي ابدا و لكن كلامك لي كان دفعة قوية للواقع اشكرك من كل قلبي , ارجوا ان تكون اليوم غير مشغول اريد ان اعرفك على شخص مميز شخص سوف يكون زوجا لي بعد فترة بسيطة سالقاك اليوم في السابعه... جوى
ما إن انتهى من القراءة حتى سمع طرقات على الباب فتح الباب و كانت ام جوى تقف على العتبة و السعادة تشع من عينها:
" لقد كنت واثقة باختياري لك "
" اشكرك و لكني لم افعل شيء ابنتك كانت اقوى مما اظن ! "
" اخبرني يا احمد ابنتي ذكيه كيف لم تشك بشيء ؟ "
" لاني و كما توقعتها ان تفعل عندما اخبرتها اني طبيب لم تسالني ماهو تخصصك "
ازدادت ابتسامتها :" اشرك على كل شيء , على انتاقلك هنا و تحمل ابنتي و مراسها الصعب "
" لا بس فهذا عملي اساعد الناس على تخطي الازمات النفسية او ارشادهم الى صوابهم مرة اخرى "
*
*
*
التصويت والنقد والملاحظات من خلال التعليقات
آخر موعد للتصويت هو يوم الجمعة القادم
8-1-2009
تعليقات
القصتان جميلتان
فشكرا للمتسابقين على خيالهما الواسع و أسلوبهما الجيد . و فيما كانت قصة الرغبة في الحياة سرد وصفي تام . كانت الحوارات في قصة الدخول إلى الواقع تبث الحرارة في القصة و تقطع إتصال السرد هنا و هناك . لاشك في أن القصتين قد منحتني التعرف على وجهات نظر مختلفة لفكرة واحدة و كذلك سلطتا الأضواء على جوانب من الطبيعة البشرية .
و أنا أصوت للقصة الثانية الدخول إلى الواقع .
شكرا سبمبوت شكرا للكاتبين .
شكراً لك على هذي المسابقة المتميزة
وعلى نشر القصتين
:)
بس عندي تساؤل ليش القصة مالتي ناقصة ؟ ... وين الباقي
:)
آسفة جدا واقبل اعتذاري .. صلحت الخطأ وقصتك الآن مكتملة :)
بالتوفيق
لم يكن غريباً عليكِ أن تكوني سيدة الفكرة
" رغبة الحياة "
أمنحُ صوتي لهذه القصة , التي حوت مشاعر هؤلاء الضحايا بكل معنى الكلمة
وكيفية التصرف , ومحاولاتهم في العيش
التي دائما ما تبوء بالفشل
راائع يا حسين
إندمجت كثيرا بالقصتيتن
أحببت الأولى لقوة الحبكة فيها بالرغم من سوداويتها فهي تطبق المثل القائل
يا فرحة ما تمت
أما الثانية برأيي أنها تحتاج لقوة أكثر لتجعلنا نندمج بها ونتأثر بها كما حصل معنا في القصة الأولى
وما أعجبني بها هو ذكاء بعض الأمهات لإنقاذ ابنائهم
شكرا على المسابقة اللطيفة
وكل عام وأنت والمتسابقين بخير
:)
قصة 7osen وايد حلووه و الاسلووب ماشاءالله جميل جدا و السرد حلو
قصتي فيها وايد بدليات اعذروني P: ,
لما قريت القصه و هذي اول مره اقراها اممم عندي انتقادات على نفسي لي الراس ! ,
حابه اسمع النقد =)
و انتي بعد سبمبوت نبي رايج
وعائلتج الجميله
ربي يحفظكم ويحرسكم...
ثاني شي..
ما مداني اقرا الا القصّه الاولى...
ورأي...
لم أتوقع النهاية...
السرد جميل..والمفردات كانت سلسه ورائعه...
وايد اعجبتني القصة..بمعانيها
وبما تحويه بين سطورها
واسمحيلي أن اهني الأخ
7osen
على قصته الرائعه...
سبمبوت اعد بالعوده لقراءة القصه الثانيه
جهد تشكرون عليه
حبي
القصة الثانية...الدخول إلى الواقع
امممم....
لم تشدّني على الإطلاق..
الحبكه فيها مفهومة...لكنها لم تصاغ بطريقة جميلة تشد أو تجعلني أرغب بالاستمرار بقرائتها...
المفردات كانت بسيطه جداً..أقرب إلى العاميه في بعض الاحيان....
لم أجد فيها استمتاع لكن كاتب القصه قد يكون ذا مستقبل فذّ إذا ما طوّر من كتاباته ..لأن القصه كانت جميلة إلا انها احتاجت إلى بعض الرتوش...
أعتذر من المتسابق في القصه الثانية على عدم اختياري للقصه
القصة الأولى
رغبة الحياة
كانت ذا نهاية غير متوقعه...
تسلسل فكري..وجمال بانتقاء المفردات والوصف..شعرت رغم قصرها أني عشت اللحظات وانغمست مع بطلة القصّه..
أجدها رائعه...
فإن كان التصويت بإختيار أحد القصتين؟
فأنا اختار الأولى ..
سبمبوت..
يعطيييج الف عافيه
حبي
صوتي لحسين ..
صوتي لـ 7osen
~أتمنى تعرضين رايج ونقدج للقصتين ^^
صوتي ل "حسن"
إيمان
بس كلهم حلوين
:)
القصة الاولى كانت اقوى بالتسلسل و السرد و لو انها كئيبة شوي :)
اذا ما يصير صوتي بالكامل للقصة الأولى
لكن اعجبتني الاولى اكثـر (رغبة في الحياة) .. طريقة السرد والفكره والنهاية الغير متوقعه .. كانت راائعه ..
كل التوفيق اتمناه لكم :)
بالنسبة للقصة ،،انا اجد في(( القصة الاولى)) فكرة لها جاذبية،(تمرد فتاة على النمطية السائدة..في المظهر والسلوك) وواقعية لامست القلوب ((اغتصاب الطفلة))شدت القارئ منذ البداية لاكمال السطور دون ملل
عاب القصة السرد المضطرد دون ان يتداخل معة جمل حوارية،،مما سلب القارئ متعة الدخول في تفاصيل الحكاية،،ربما لان الكاتب ملزم بالمساحة وعدد الكلمات،،
هذا الى جانب ارتكاب بعض الاخطاء الاملائية،،،
اما بالنسبة للقصة الاخرى فللامانة حاولت متابعة القراءة
الى مابعد(( نفنوفها))والبوت الطويل..رغم ان الحوار بالفصحى!
واعتذر انني لم اكمل،
واشيد هنا بشجاعتها في النشر
ارشح حسين
شكرا لك سبمبوت..
امنياتي لك بولادة سهلة وعام سعيد لك ولعائلتك الصغيرة
لقلبك السلام
(وجوه ساكنه)
زوجج بشرنا :)
لظروف صحية .. لكن لا يمنع من المشاركه بالرأي فقط
أولا اهني الكاتبين على القصص الجميلة
واميل للقصة الأولى ( رغبة الحياة)
جميلة وجاذبة بكل معنى الكلمة ... القصة الثانية أيضا جميلة لكنها مباشرة بعض الشيء
شكرا سمبوست على احتواء الكتاب .. وامتاعنا :)