استراحة مناضلة مبتدئة .. في الحياة !
أنا وهي ونهدي ثالثنا .. يدي بيدها وعيني بعينيها، وعينيها على أنبوب الحياة الذي يمدها بالماء والتمر والحليب! غريب كيف من الممكن أن تكون حياتها ومماتها مختزلان بشيئين معلقين في صدري منذ نضوجي، كرهتهم فترة وأحببتهم فترة، وتناسيت وجودهم في أغلب أيام النشأة، وكأنهم لا موجودان.
فترة حالكة تلك التي بدأت أكبر بها وبدآ يكبران! احرجوني، ووضعوا أمامي قرارا بلا اختيار! إما ان أكون أنثى .. او أكون أنثى! لم أحب واقع الانحشار في دوّامة النضوج. كنت لازلت أتوق الى ضفيرتين معلقتين على جانبي رأسي، صوتي الطفولي الذي لازال أصدقاء والدي على التلفون يحسبونه صوت أخي الصغير. وتلك القدرة اللامنتهية على الجري والقفز والضحك ملئ فمي في الأماكن العامة. عندما يكبر صدري واغدوا امرأة .. سيكون صعبا علي ان اقتفي أثر الطفلة داخلي .. ستختفي الى الأبد، سأعيش وحدي مع امرأة لا اعرفها .. وربما لا أحبها!
أنا وعينيها البراقتين، فمها المزموم على حلمة الرحيق الأبيض، وصوت طريف تصدره وهي تنتهل حليبا دافئا رقراقا من مصدر أبدع في صناعته أروع خالق. كرة مخملية ناعمة ودافئة، تخضبها رائحة سحرية اسمها "ماما"، ومن خلفها البعيد نبض القلب الذي عاشت صغيرتي معه لتسعة اشهر، يسليها نبضي بوحدتها ويخبرها بلا توقف ان الجسد الذي تسكنه لازال يضرب عرض الدنيا وطولها .. ليمدها بكافة إمدادات الحياة.
تلتصق طفلتي بصدري، تمتص صغيرتي قوت يومها .. بكل طاقة جسدها الموغل بالصغر، شفتاها كقبضة رقيقة لفراشة جاءت تبحث عن الطلع على تاج زهرة، بلعومها يمرر دفق النهر الجارف الى معدتها، ومعدتها تهلّي وترحب بتسونامي الحياة. تصهل ابنتي من التعب، تفتح عينيها أكثر، تفقد هواءها فألمح فيهما رجاءها الأول. تبعد فمها عن نهدي .. تسند رأسها عليه، تغمض عينيها وتذوب بلحظات سحرية ..
أتركها .. هي وأصابعها الصغيرة الممدودة على وسادة الحياة، تلهث، تلتقط أنفاسها الهاربة مع جرعات الحليب، ترتاح من الارتشاف لدقيقة او دقيقتان!! اتركها .. أهبها كل وقت العالم حتى لو لم املكه. كيف استطاعت تلك المخلوقة من لا شيء ان تستخرج منّي كل هذا الحنان؟ لم يعد يهمني الوقت، لا المكان ولا الزمان، ولا حتى واقع العري الذي أجد نفسي داخله! انا وهي ونهدي وأنفاسنا التي تلاحق بعضها .. هي رجاءا خالصا لماما ان تمنحها بضع دقائق استراحة مناضلة مبدئية للحياة .. وانا حبا خالصا لكيان صغير جدا وبديع جدا الى أقصى حدود الوداعة.
تمر نصف دقيقة او أكثر .. أشعر خلالها بدفئ من نوع جديد .. اضمها اكثر إلّي .. تفتح عينها، وتعاود اقتناص انبوب الحياة ..
وأنا .. لاول مرّة منذ وقت طويل .. لا أتمنى ان يختفي نهداي.
تعليقات
سبمبوت ,, أبي أصير أم :**
>> يصير نشقح مراحل مو؟
هههه
الله يحفظ الصغيره ويحميها
لو يطلعلي المارد ويقولي تمنى بقوله ابي اصير ام (لا تفهميني غلط)
انا مو أُم ولا بصير ام بس عشت الاحساس بكلماتج الي كانت اهي المارد هذه المرة ..
الله يحفظها ويحميها ويبلغج فيها خير ونشوفها عروس بعد .. نقول 21 شنه ؟
فرحت لما عرفت انج ترضعينها رضاعه طبيعية وايد امهات مقصرين بحق عيالهم بهاذي ..
تحياتي لج وللأرنبة ..
الله يجعلها من الذرية الصالحة :)
بس ما قلتي لنا شنو سميتيها؟
وتعجبني جرأة قلمج
:)
فعلاً شكراً لكل كلمة حلوة .. تخلينا نقراها بفضل قلمج ...
دمتِ رائعة
كل الحب :*
:
شعوور روووعة .. سبحان الله
ربي يحفظها لج
ويخليج لهاا
حدي فرحانة فيكم
ودي المممكم :**
:)
أعيش وهمي هالصغيرونة وحنااااااااان العالم كله ويانة ..
وعذاب حلو =P
ربي يحفظها لج وينبتها نباتٍ حسن
ويجعلها ذخر لأميمتها وأبوها
بودي مراسلتك فهل أملك هذا ؟وكيف؟
بالطبع تستطيعين مراسلتي على بريدي المذكور في بروفايل المدونة
sjm1306@gmail.com
والحمدلله على السلامة
:)
دعواتي لها بارتشاف كل خير منك
وكل سعادة تجمعكم يارب :*