صفعة غربة وقرصة حنين ..




اليوم : الثاني والعشرون

الموقع : مطار جورج بوش - هيوستن تكساس

الوقت: الخامسة وخمس وخمسين دقيقة

***

قبلها كنت أحن الى الوطن، للحضن الذي ضمني طوال عمري، لصوت أمي قريبا على الهاتف، لأختي تركل الباب وتدخل وبنات خالاتي يتصلون لجلسة نسوية شهيرة في إحدى مقاهي الآفنيوز.

أحن للوقت الذي كنت أحفظه في صرة، أفتحها متى شئت وآخذ منها ما اريد ..

لسيارتي وللشوارع التي اعرفها عن ظهر غيب ..

في إحدى رحلاتنا، كتفي بكتفه وكفي لازالت بكفه، يتحشرج صوتي وأنا أخبره أنني تعبت المسؤوليات التي لم أعتد عليها ..

تعبت من الحياة الخالية من بشر وجدوا خصيصا ليجعلوا حياتي أسهل وأيسر ..

تعبت من الغربة، من اعتمادي الكلي عليه في التنقل .. تعبت من تغيير الخفاضات، وتعبت من غسل المواعين والتنظيف المستمر عندما أشعر أنني لست في بيتي وأنني يجب ان لا أترك ساقطا من يد الطفلتين إلا والتقطته قبل ان يصل الأرض!

والدته حنونة ورحيمة الى ابعد الحدود، لم تشتك ولم اسمعها يوما تتأفف ..!

ولكن شعوري أنني لست في عالمي او في دائرتي يعاجلني بصفعة غربة وقرصة حنين ..

أخبره ولازلت أمسح على يديه، واضم بإصبعي سبابته أنني أود ان اعود قبله ..

سآخذ "هنا" وأعود .. لتتبعني انت بعد قضاء يوم السنة الجديدة مع والدتك!

يصمت .. أشعر بخيبة صوته ورقعة في قلبه .. يحاول ان يحيل الحوار الجاد الى هزل:

You dont love me anymore?

اشهق ..! تذكرني شهقتي "بماجدة" تشهق فراق حبيبها في أفلام الأسود والأبيض ..

أترك يده واضم ذراعه الى صدري ..

I love you so much .. but I need to get back ,, I miss home

يفهم ..

هو أكثر شخص من الممكن ان يعرف كيف يكون الإشتياق ..

بدون ان ينظر بعيني ..

يوافق بصمت ..

***

على أريكة تراثية أجلس وأتحدث لموظف شركة الطيران بلغتي العربية، "خالتي" "ماري آن" تنظر إلي ويتلون وجهها مع غرابة الكلمات، يبدو المنطوق بغاية الإثارة بالنسبة لها، هو صامت وأنا أحول حجزي وصغيرتي من الثاني يناير الى الثاني والعشرون من ديسمبر.

***

ما إن حصل التأكيد على مقعدي في طيارة العودة أصبح كل الصعب أهون !!

المسؤولية، العمل، الأطفال، الحفاظات وحتى دورة التظيف الصباحية ..

أصبح الليل أدفا، البنات أحن وهو بغاية الوسامة ..

جدته العجوز المريضة بدت حزينة عندما اخبروها أنني سأعود ولن أراها في الكريسماس .. قالت لهم أنها ليست مستعدة لتركي أعود !

***

يأتي يوم العودة .. أحمل حقائبي وغصة في قلبي، ثقل في رجلاي، وشوق له ولغدن حتى قبل الفراق ..

في ذلك اليوم أبكي على كل شيء، أبكي مرات عديدة ولا استطيع النظر في عيني غدونة ..

في ذلك اليوم ضمتني دون سبب، قبلتني دون سبب، وقالت لي أنها تحبني حتما دون سبب ..

في ذلك اليوم بالذات .. كان مزاجه ملبد بالغيوم أكثر من أي يوم مضى !

***

في طابور المطار لإستلام البوردنغ وتسليم الحقائب، انا وهنا وهو وغدن، يصف معي في طابوري ويساعدني بحملي قبل الوداع ..

نقترب من الموظف وأرجع خطوة ..

المح مكتب شركة الطيران بضع خطوات عنّي ..

أبكي، أمام الناس وبدون مقدمات

أسأله إن كنت سأجد مقاعد لي ولهنا في الطائرة التي سيرجع هو عليها ..

يضحك ويدفعني لأستعلم ..

أقف هناك وأصلي أن يساعدني الله لأبقى معه، أخطأت يا ربي وها أنا اصلح خطأي ..

يا الله ساعدني ان أبقى مع أحبائي .. قدمنا معا .. فأكتب لنا ان نعود معا ..

تنتشل عينيها من شاشتها وتقول لي ان المقاعد متوفرة

أدفع الفارق ..

واركض نحوه ينتظر دوري في الصف، يتباطأ خطوة ويأجل التقدم !

أخبره أنني سأعود معه ..

ويخبرني كم أنا مجنونة !!

تعليقات

‏قال الزين
وانا مع ويهي ليش قاعده اصيح الحين

متى بترجعين
ابي المج

:**
‏قال ~هند~…
الحمدلله على السلامة :**
‏قال غير معرف…
لو منج انا ما افرط بعايلتي ابدا كل شئ اتحمله من اجل ان تكون عايلتي مع بعضها وخصوصا بالاعياد اسعدي مع عايلتج افرحي بالعيد بينهم زوج طيب ابناء رائعون امه طيبه وجدته متمسكه فيج انها النعمه مجسده اي شئ ىهون من اجل عايله محبه سلام
‏قال Towtor
ياه وجالك قلب ترجعى قبلهم ؟؟ الحمد لله انك انتظرتى معاهم .. ربنا مايفرقكم ابدا :) وترجعوا بألف سلامه رغم انك وحشتينا جدا جدا .
Meshmesha
‏قال الحــــر
بالسلامه
:)
‏قال سبمبوت
الزين

ناطره لمتج ولهت عليج وايد
طايره في الثاني من يناير وواصلة في الثالث ان شاء الله.


هند
الله يسلمج، بس تراني ما طرت غيرت رايي بآخر لحظة. واصله ان شاء الله بعد 4 ايام.


غير معرف

ألحين عرفت الشعور وتعلمت الدرس :)


تووتر

ما لي قلب ارجع قبلهم .. استنيت معاهم راجعين مع بعض ان شاء الله.


الحر

الله يسلمك
‏قال MaNoO
اكيد هرجع رد على البوست بتاعك لكنى بدعوكى لتدوينه العام الجديد عندى زى ما بدعى كل اصحابى المدونين
‏قال Ayamee
الغالية سارة ...


الله شكثر ولهانة عليج
مع إنج ما تعرفيني :(
كثر ما أنا أعرفج من كتاباتج
ومتابعتج من سنين..

أشوه إنج ظليتي معاهم ..
ولا كنت صج راح أبجي على غدونة حبيبتي الله يحفظها
ويحفظكم ويسهل أموركم وترجعون ديرتكم ..

وبصراحة عندي موضوع أبي أكلمج فيه
مادري إذا تقدرين تعطيني إيميلج عشان
أتواصل معاج
راح أكون شاكرة

تقبلي ودي

فاطمة الشارخ
‏قال سبمبوت
حبيبتي ايامي

حتى لو ما اعرفج .. فأنا اعرفج!

كما تقرأوني فأنا اكتب لكم

بريدي الإلكتروني

sjm1306@gmail.com

اكتبي ما تشائين

سارة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

من الذي خلف الباب ؟