نمت بعدما حررت السجينة ..


لم أنم البارحة .. أمي الله يهداها قررت أن تأخذني في جولة استقبالات


جيران وأصدقاء وأحباب وأهل ..

ثلاث بيوت مختلفة من الساعة الثامنة والنصف وحتى وقت قصير قبل

الحادية عشرة ..


مع أنني لست معتادة على التوجيب بكثرة ( ادري بتقولون ما تستحي)
إلا أنني شعرت بإحساس جميل وانا ارى أمي مستبشرة متهللة ببدايات البنت
التي اصبحت تتزاور وتوجب معاها ..
احببت الإبتسامة والفخر على وجهها البشوش ..



عودة للمنزل .. زوجي في الصالة حاضنا اللابتوب .. يلعب
أخذت اللابتوب عنوة وبعد حنّة لتفقد سريع للإيميلات
لا شيء مهم!


توجهت للفراش بعدما تركني حانقا .. قال انه سينام
لحقته .. وتدثرت من البرد ..
بدأت سنفونية التشخير بعد أقل من عشر دقائق ..
الرفسة الأولى نفعت وتوقف الإرتجاج الدماغي واستقر رأسي ..


اقلب يمين .. شمال .. اضع رأسي فوق المخدّة .. تحت المخدة
لا جدوى ..
اعلم جيدا أنني لن انام إذا اجتاحت رأسي الأفكار والإبداعات الليلية
لمقالة يجب ان اكتبها، موضوع يجب ان اتحدث عنه .. أو قصة قصيرة
عادة ما ترهقني الأفكار عندما لا تصاحبها رغبة بالتنفيذ
طردت فراشات الأفكار عندما قررت ان افتح كتاب ..


((السجينة ))
ادري مو خوش عنوان حق الليل ولكن القصة رائعة ..
السجينة هي رواية عن قصة واقعية
تحكي فيها المناضلة المغربية مليكة أوفقير ابنة الجنرال محمد اوفقير
عن عشرين سنة عاشتها في العذاب والحرمان هي اسرتها
كانو المسجونين هم:
الأم فاطمة
مليكة التي كانت بالثامنة عشرة
اخوها رؤوف 15 سنة
سكينة 12 سنوات
مريم 9 سنوات
ماريا او ميمي 8 سنوات
عبداللطيف سنتان ونصف !!
نعم .. سنتان ونصف
والد مليكة هو الجنرال محمد اوفقير اليد اليمنى والرجل المهم المهاب في حكومة الملك
الحسن السادس ..
كان ايضا الجنرال اوفقير وزير الداخلية ووزير الدفاع آنذاك
ولكنه ايضا كان المنفذ والمخطط لإنقلاب على الملك تم في سنة1972
من هنا بدأت المأساة ..
بعد ان قتل الجنرال بخمس رصاصات في صدره، واحدة في ظهره وأخرى في رقبته
الاولاد الستة مع الام احتجزوا أولا في بيتهم رهن الإحتجاز القهري
الذي قرره الملك عليهم
ثم سجنوا في معتقلات عدّة ذاقوا خلالها الويلات والاهوال
حتى انهم حبسوا في سجون انفرادية لأكثر من 6 سنوات
يسمعون بعضهم ويتحدثون سويا ولكن لا يرى اي منهم الآخر ..
حتى بعد ما تلاقوا بعد 6 سنوات .. لم يعرف كل منهم الآخر
الحكاية مأساة حقيقية
مثلت حياة 9 أشخاص .. حيث قررت خادمتاهم عدم تركهم فحبستا معهم
9 أشخاص فقدوا عشرين سنة من عمرهم ..
حتى الصغير عبداللطيف الذي دخل السجن وعمره سنتان
خرج منه وهو بعمر الثامنة عشرة ..

الكتاب رائع والقصة أخاذة وملهمة ..
ترجم الكتاب عن الفرنسية واصدرته دار الجديد
اسلوب الكتابة مميز واللغة جميلة منظمة ومنسقة
لا تدع مجالا للملل من اسلوب الترجمات التقليدي
القصة لواقعيتها تعرف القارئ عن قدراته العقلية والجسدية والنفسية التي
من الممكن ان تقهر كل شيئ ..
الكتاب موجود في الكويت .. اشتريته من مكتبة الكتب الصغيرة في الآفنيوز قرب الفود كورت
Ci Ga Books
اذا كنت ممن يقرءون .. لا تفوت هذه القصة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..