المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٠٩

الدائرة التي تدور حول النقطة الواحدة.

صورة
امسك قلم رصاص، انقط نقطة على الورق، ارسم دائرة حول النقطة و حرك قلمك مرارا و تكرار على الدائرة ليدور القلم بلا توقف حول النقطة. هكذا استطيع ان الخص حال العديد من البنات في مجتمعي الكويتي الغريب. نحن نكبر و نشب على عبارات مثل " ضل راجل ولا ضل حيطة " ، " المره ما لها إلا ريلها" ، " بيتج اولى فيج" ، " ما ابيج ترجعيلي مطلقة" و أخيرا " صبري و تحملي هذا ريلج و ما لج غيرة". لازالت المرأة الصغيرة في مجتمعنا تتمنى الزواج مثل كل فتاة بالعالم. تحلم باليوم المنشود و بالفستان الأبيض، كما أنها لازالت كلمة العنوسة تذل و تحرق و تؤلم و تفتت القلب و تعصر الشخصية. فالفتاة التي لم تتزوج تتهم بأنها غير مرغوبة، والفتاة المتزوجة لازالت تعتبر محظوظة و قايم نصيبها بغض النظر عن دواخيل هذه العلاقة و تفاصيلها. لا أحد يهتم ان كانت سعيدة او راضية طالما أنها أخذت من منزل والديها .. فالصفة في هذا المجتمع أهم بكثير من سعادة و راحة الموصوف. الكثير من بنات الكويت يؤمنون بالعفة، بل و يطبقونها بحذافيرها في حياتهم. الكثير من الفتيات لازالوا يرفعون شعار العذرية المطلقة، ف

تتعلم منّي . وأتعلم منها !!

صورة
تتعلم منّي ان تصمت إذا لم تجد شيئا تقوله، أن تنصت للخواء في الأجواء حولها وتستمتع بقطرات من صوت لاشيء يترك اذناها سواحا للهواء العليل وصوت السكون. أتعلم منها أن ابكي على ما كل ما يقهرني، أن اصرخ بوجه كل من يغضبني، وأن انتحب دقيقتان عندما أضيّع شيئا أحبه. تتعلّم منّي أن جمالها يكمن في الأنوثة والإنسانية داخلها، وأن قوارير العطر وأقلام الكحل، وأنابيب الروج ماهي إلا ألوان دافئة تضع رونقا على عنوان المقال. أتعلم منها كيف اصبح جميلة عندما ابتسم بصدق، وكيف اصبح فاتنة عندما أحب بعمق، وكيف اصبح بمنتهى الجاذبية عندما أتصرف على سجيتي. تتعلّم منّي مبادئ الإنسانية عندما أمسح على رأس طفل لا اعرفه، أو أساعد امرأة عجوز على اجتياز السلم المتحرك. وأتعلم منها أن افعل وأمضي .. ولا انتظر مقابلا على أي شيئ. تتعلّم منّي السواسية واحترام الآخرين عندما أصنع كوبا آخر من العصير لخادمتي، أو عندما اسحب لها كرسي المطعم لتجلس بينما يداها مشغولتان. وأتعلم منها أن لا ضير من اجتياز الخطوط العريضة والأكل معها على طاولة واحدة .. ومن صحن واحد! تتعلّم منّي أن تكتب، أن تمسك قلما ما وتخربش عندما تشعر بالملل. أن ترسم دوائر ك

وجهان لصفعة واحدة !

صورة
تذكر عندما كنّا صغارا نتقاتل على حبّات العنب المثلجة التي كانت ماما تضعها لنا في صحن مشترك؟ لا اريدك أن تأكل اكثر منّي .. و كنت تحرص على ان لا تترك لي الحبّة الأخيرة. مسكينة ماما، كانت تعتقد انها عندما تحشرنا أنا وانت والعنبات في صحن واحد، كانت تعلمنا عمليا معنى المشاركة. تقاتلنا وتشاجرنا الى ان صفعتك وشددت شعري فأحسست لأول مرّة بمرارة أن يكون لي شعر طويل. اتذكرعندما كنّا نتصالح، فتقترب واقترب الى ان تسقط الحواجز، وتبرد الصفعة، و تطير الشعرات التي اقتلعتها من رأسي ونبدأ من جديد باللعب. تارة تتنازل عن ذكورتك فتلعب معي بالدمى، عادة ما تختار باربي السوداء ذات الشعر الأسود القصير، ربما لإنك تجد فيها ولو عزاءا ضئيلا لخشونتك التي تبعثرت على اعتاب منزلها الوردي ذو الحديقة الجميلة، داخل غرفتها، في خزانتها التي امتلئت ملابس مزركشة وحقائب مربعة. كنت تلبسها اجمل ما لديها، فتبدو انت وهي في غاية التألق. وتارة اضع انوثتي جانبا، ارفع شعري فوق رأسي لكي لا ينسدل وامسك بشخصيات الأبطال معك، يتصارعون ويتقاتلون مثل جبابرة الكارتون. كان دائما بطلك اكبر وأقوى من بطلي، ولكن بطلي كان عادة ما يملك

كارما .. قليلة أصل !!

(3) فبراير .. ======= اضع على رأسي شالي .. وأستعد لأشد رحالي بعيدا عن البيت الذي لم أشعر به بالدفئ منذ زمن .. أعلم أنه ليس الوقت المناسب، أراه في الصالة يمسح دموعه .. لازال ينتحب. اليوم هو اليوم الثالث والأخير من عزاء والدته. لم اقصد أن ازيد حزنه ولا أن أشعل همّه .. ولكني لا أقوى على الإنتظار اكثر ..! اذهب اليه وهو يجلس في بقعة بعيدة توّا فرغ من نوبة نشيج .. يرفع رأسه ويرى الحقيبة بيدي .. لا يتكلم .. ولكني أقول له أنني مغادرة لم أعد أطيق العيش معه بعد الآن! حياتنا أصبحت أشبه بالصحراء الخاوية من كل فرحة .. صفراء جافة ووعرة. أعرب له عن أسفي على التوقيت الدنيئ لإلقاء القنبلة .. لكني فعلا لا اريد الاستمرار. لا يتكلم .. ! تغرق عيناه بدمعة صامتة .. لا اشعر بشيء .. أخرج من الباب وتلفحني نسمة هواء .. استنشقها كلها .. وابتعد. ابريل .. ======= أنا في عذاب .. كيف استطعت أن اترك الرجل قبل أن يجف الدمع على قبر والدته !! غاضب علي وحانق من قلة أصلي .. ربما يدعو علي بكل صلاة .. " يا رب لا توفقها " لهذا ربما لم أجد بعد الرجل الجديد الذي يتمناه قلبي .. حياتي بعد الرحيل بطيئة ومملة الى ابع

خمس أيّـام صينية ..

(2) ( رحّال ) .. اليوم .. تغادريني هكذا بلا التفاتة للوراء؟ بلا تردد .. بلا اضطراب؟ حتى عينيك لم تبرح مكانها ولم تلتصق سوادتيك بالزاوية بحثا عن بقعة خفية .. لعلك ترين اطرافي خلسة قبل الرحيل! لم تلوّح يداك لي وداعا، ولم تدفعي الصغيرة لتحرر لي من فمها قبلتين محلقتين .. " وداعا بابا .. سنشتاق اليك". من أين أتيتِ بهذا القدر من الفولاذ؟ متى اسكنتيه داخل قلبك؟ ومتى جفّت ينابيع عينيك من رحيقهما العذب؟ كنت تبكين عندما اغادر في رحلة عمل، وتبكين عندما أعود! بكاؤك كان يثلج صدري ويجعلني أعلم ان هناك دفئ صادق ينتظرني .. اين ذهب الدفئ في لمسة يديكِ؟ وكيف اختفت تلك الإبتسامة الشهية على شفتاك؟ الى اين طارت الألفة؟ هناك شيئ مختلف! ( اي ميل ) ..الأمس .. أعود الى المنزل بشوق، أرتب الوسادات الملونة الجديدة التي اشتريتها خصيصا ليوم الوصول .. بيدي. أخبر نفسي .. "سأحمم حصة الصغيرة - غدا صباحا - وأعطرها، البسها فستان ابيض مُزهّر بعباد شمس اصفر عند الطرف .. أضعها في حضن المربية واقفز عدوا الى غرفتي .." أخلع كل تعب الدنيا، والبس من جديد الشوق الذي احمله ما ان غادرت .. لماذا أشعر بالحد

هكذا العمر ينسكب ..

ثلاث قصص لثلاث أحداث .. من اليوم الى الأربعاء .. ستجدون كل يوم قصة ! ================================================== (1) وأخذتني من معصمي .. ووضعت لي في راحتي حفنة تراب، تساقطت حباته وتسربت من فرط كثرتهم عليّ .. يدي صغيرة سيدي لا تحتمل كتلات رمل ناعم حملته فوق طاقته من رسائل مخفية، ارسلتها من روح خوفك إليّ. تلك المبادرات الغامضة على أشياء لا اعرفها ولا أفهمها تكاد تضيعني أكثر منك .. تكاد تخلق فيما بيننا فجوة بعمق الفراق الذي كان بيننا. كنت بعيدا عن العين .. ولكنك لم تكن يوما بعيدا عن القلب، ربما لإن عيناي وقلبي استثناءات الجوارح الكثيرة من حولنا. خذ حفنتك .. لا أريدها، وليس لدي وقت لأحللها وأفسرها وأطرحها مضغة لم يكتمل نموها على رصيف التوقعات .. أنتظر منها جوابا شافيا لكل جراحي ودواءا كاملا لكل أسئلتي التي يوما لم تفكر أن تجيب عليها! في الخيمة الكبيرة كانت تجلس .. الجو ربيعي والهواء المشحون بمليون نسمة خجولة يكاد يكون الزائر الدائم في رحلات كشتاتنا .. للتو عدت من أمريكا، كاليفورنيا سرقتني لأربعة أعوام وهذه الخامسة .. لم تعد الدراسة وحدها هاجسي، ابتلعتني الأرض التي تلفظ من بطنها كل

*صندوق البرميت ..

صورة
بين ظفيرتيها يقع خط الإستواء.. والخط الأبيض مختبئ تحت بخنق أسود مطوّق بخيوط النشل الذهبية. مفرقها الناصع لازال يرى بالعين المجردة بالرغم من سواد الغطاء. في الخارج في براحة الرمل القريبة من بيتها لازالت تلعب الحجلة والغميضة مع بنات الفريج. "أمي قالت ما نروح بعيد لي بيت بوجاسم .. بعدين تجينا حمارة القايلة" وضعت خطا عريضا لصويحباتها " ما نروح يعني ما نروح". تأففت رقيّة وسحبت مزنة بعيدا عنها : " اذا ما تبين تيين معانا كيفج .. احنا بنروح ناكل سبال". صمتت ولحقتهم بعينيها وهما تبتعدان. جلست على الرمل تحفر حفرة، وداخلها تضع الصخرة السحرية التي تساعدها دائما في اكمال القفز على خريطة الحجلة بدون اخطاء. كانت دائما تفوز. من بعيد يقبل .. يمشي بإتجاهها، أحست بالقادم فرفعت رأسها لترى، عرفته فأطرقت تكمل الحفر " آنا اواريج يا رقيّة .. والله ما اعطيج ربازتي ولا أخليج تفوزين". اقترب منها : "طيبة .. شتسوين؟" بدون ان تنظر اليه : " قاعد احفر"، يجلس على ركبتيه ويمد يده "اساعدج؟" لم تنظر "لا". يبتسم، يقرص خدها بتحبب ويق

لا أنتعش !!

مزاجي اليوم .. فضاء مزدحم .. وخواء ثقيل !! أغمضت عيني البارحة في السابعة والنصف مساءا قبل الجميع .. كان شيئا خارجا عن إرادتي.. أشعر أن زوجي متباعد الأفكار .. على طاولة غدائنا لا المس بوادر تواصله! هناك شيء في رأسه، بدا في غاية الهدوء .. أرى في منامي أحلام متضاربة .. روح الحلم كانت غريبة .. أمي تغسل عمتي الصغيرة في الماء والصابون بينما هي تبكي وتنتحب! أدخل بيتي الجديد كبير جدا .. الغرف فارهة وواسعة الى أبعد الحدود .. أحمل على كتفي (لوفا) تتعلق عليها (دودة) !! في الحلم .. الدودة كانت ابنتي !! آخذ بنات خالالتي لأريهم بيتنا الجديد الكبير جدا .. بقاعاته الكبيرة، أثاثه الذي لا يشابه ذوقي .. وغرفه الواسعة .. يبدون اعجابهم معجونا بأصوات صفقات أحذيتهم ذات الكعوب العالية على رخام بيتي الجديد!! وقبل رحيلهم .. آخذهم الى محل "العسل" الخاص بي والقابع في غرفة خارجية من بيتي !! يأخذون ما يشتهون من عسل طازج وصافي .. كما يأخذون شمع العسل أيضا .. أودعهم .. أفيق من نومي في الصباح .. أتذكر كل الحلم لا تخفى علي تفاصيله !! حلم متناقض متضارب غريب .. وغرابته تكمن في أنني أخاف من الدود، أحب منزلي الحق

أنا والزلاطة .. اليوم الأول!

صورة
"صباح الخير" .. أدحرجها من قمة أنفي لتسقط على الأرض لا تلتقفها السكرتيرة عند مدخل المكتب، تتركها تسقط على الأرض وتتدحرج وتقف .. وتنبت داخلها نخلة ترد بعد سنة وشهرين .. "صباح النور" .. متهالكة ضعيفة وما لها خلق شيء لا أهتم .. وأدخل الى مكتبي .. زميلتي في المكتب أخذت اليوم مرضية .. يعني اليوم آنا بروحي .. ارتاح لإن يومي سيكون هادئا .. واغتاظ لإن الطوفة غالبا لا تشاركني السوالف كما تفعل مناهل .. أجلس على الكرسي وأطالع الصحف .. خمسة مكدسين على مكتبي كل يوم، اقرأهم بعجالة وانتقي ما يحلو لي ليكون ضمن الرسالة الصحفية اليومية التي يرسلها رئيسي للمدراء والقياديين!! اغلبهم لا يطلع عليها، ويقال ان بعض السكرتيرات تلقمها فم القمامة ما ان تمسكها بيدها!! لا اهتم .. محظوظة أنا لإن مطالعة الصحف واقتناص مقتطفات الأخبار وقراءة مقالات الكتاب المفضلين روتين صباحي أحبه وافتقده إن أخذ منّي بالغلط!! يحاورني بطني واتجاهل، يوجعني رأسي واتجاهل، ثم تصرخ علي معدتي .. لا مجال للتجاهل !! أمس كانت بداية الرجيم .. اتفقنا أنا والبطل زوحي أن ننقص أوزاننا 5 كيلو بشهر .. ينتهي الرهان بتاريخ 15-4-2009

كانت ليلتي ..!

أشاهد صور صالات الأفراح التي تطير زاجلة الى بريدي الإلكتروني بذهول، وأسترجع يوم فرحي .. تلك القاعات في الفنادق الفارهة التي أعادوا تشكيلها وربما بنائها من جديد بألوانها النادرة .. زخرفاتها المذهبة معجونة بإسمي العروسين وصورة ثلاثية الأبعاد لملامح وجهيهما مغموسة بغموض في عين الأحرف! تلك الكراسي التي تقبع هناك مزهوّة بفساتينها الحريرية وشرائطها الستان .. الطاولات المستديرة الفخمة والمبرقعة بمفارش من دانتيلا بيضاء، تتوج سطحها زهور لم تكن يوما موجودة في الكويت .. الكريستال المدلّى من السقف، الكوشة المخاطة تماما لتشابه ابتسامة العروس وتتآخى مع لون طرف فستانها .. الهدايا الصغيرة في الصناديق الخشبية المنقوشة والساكنة على صدر كل كرسي .. الحلويات الضخمة التي تدور بلا توقف .. ووليمة العشاء التي لم يسمع بها بعد فرعون ولا هارون الرشيد ..! جميلة الصور .. وبديع كل الفن والجهد والذوق الذي وضع تحت اسم الليلة الكبيرة، ابداع موازٍ للإبهار يكاد يسبق الكمال بخطوة. استعيد الشريط .. 12 \12\2006 كانت ليلتي .. فستان رقيق من التيل الأبيض أضعه فوق جسدي منسدلا ذيله كطابور من صغار الغيوم، تركت مدرستها لتذهب تسوح

الفيل يا أيها الملك ..

صورة
يحكى أنه في زمان كان هناك ملك، والملك عنده فيل صغير يحبه جدا ويدلـله. يأخذه صباحا معه في حواري القرية يمشيان جنبا الى جنب والملك يتفقد أحوال الرعية. الملك كان قاسي القلب مخيف. والناس كانت تهابه وتتجنب لقياه. كبر فيل الملك فأضحى حرّا، متى يشاء يسوح في أرجاء القرية بلا حسيب، كان ضخما ثقيلا مربّى بالقصور. يتحرك بين البيوت الطينية والدكاكين المتهالكة فيكسر ما يكسر ويهدم ما يهدم ولا يكترث .. فهو في النهاية فيل الملك! اجتمع أهل القرية يوما ليتباحثوا حال الفيل الغدّار، لا يهمه مأواهم ولا حوانيت رزقتهم. يمشي ويهدم وقد ضاقوا ذرعا بالصبر والهوان. أجمعوا على رأي كانوا يخشونه عندما قال أحدهم أن الفيل لن يترك القرية سالمة إلا اذا اقتنع الملك بمنعه من التجوال. ارتعبوا من فكرة مواجهة الملك الظالم .. ولكنهم لم يجدوا بُدّا من الشكاية .. صباح يوم لبسوا أجمل ما لديهم من هلاهيل، ودعّوا زوجاتهم، قبّلوا أولادهم خوفا من اللاعودة، وذهب الرجال يتقدمهم كبيرهم ورأس مشورتهم في موكب متوار خائف وصامت طوال الطريق إلى بوابة القصر المهيب. في حضرة الملك وأمام العرش وقفوا خانعين، يلكز أحدهم الآخر للبدأ بالسلام والمبادر

كبرت ..

وأخيرا كبرت .. رغم كل الأشياء التي كنت اعتقد أنها تمنعني من أن اصبح امرأة .. رغم شعري المجنون الذي يكره الجاذبية ويأبى الارتباط ببعضه .. رغم سمرتي وغمقان لوني .. رغم أسناني التي تحب بعضها كثيرا حتى تراكبت .. رغم المثلثان العريضان فوق عيناي يسمونهما الآخرين حواجب !! رغم قصر قامتي .. وإمتلاء بنيتي .. وتشابك أفكاري .. وبعثرة شخصيتي على ناصية الطريق الى النضوج. كبرت .. رغما عن كل الأكاذيب التي كنت اختلقها عندما أشعر أنني مهددة بالإختفاء من على ساحة الحدث .. رغما عن كل الخيالات التي كنت أعيشيا عندما أحس أنني في طور الإنقراض .. رغما عن حقيقة أنني لست الأجمل بين بنات خالاتي، لست الأهم بين اخوتي، و لست الأذكى بين زميلات صفّي. رغما عن ضياع هويتي، وانطماس ذاتي الغضة في معارك الإنتماء .. رغما عن الشتات في من أصدّق من صحبي! ومن أحب من أهلي! ومن فعلا يسكنني في قلبه ويحفضني من كل مكروه. ورغما عن صورة مهزوزة لنظرة مزاجية لديني الذي كالرسوم البيانية يرتفع وينخفض طبقا لمعطيات ظروفي .. كبرت .. وأنا أغار من كل الفتيات اللاتي لا يخفن من الأمشاط ذات الأسنان الدقيقة. وأنا اغبط كل

بلطية العايمة فلم بطولة وجه .. وكراكيب !

صورة
هناك عبقرية روحية في وجه عبلة كامل ناهيك عن أدائها. تلك الملامح العارية البعيدة عن الإضافات والألوان، الجسد الذي تُرك يسرح بخياله في دهاليز الزمن بلا قيود ولا سلاسل ممّا زاد المرأة التي تسكنه صدقا وقربا وواقعية، وأخيرا .. تلك الإبتسامة التي تشرق من الداخل بلا رتوش ولا تحفضات. عندما علمت ان فيلم "بلطية العايمة" من بطولة عبلة كامل، أخذت صديقتي في صباح السبت الى سينما الآفنيوز. على الرغم من عدم ثقتي الكاملة بالحكاية المصرية الحديثة، إلا أنني افتقد عبلة كامل، وأحب ان ازيد رفها الذي في رأسي صورا واعمال كلما سنحت لي ولها الفرصة. لفتت نظري تفاصيل التصوير في المشهد الأول، صامت وبطيئ عمدا ليعطي انطباعا بالتكرار والروتينية، "بلطية العايمة" تبدأ صباحها بين كراكيب بيتها، تغتسل وتجهز "الفطار" للأولاد، وترسلهم الى المدرسة. عنصر الفقر المدعق يطل برأسه منذ البداية ليعطي مقدمّة ضمنية لما سيواجهه المشاهد من بؤس. عرفت من المشاهد الاولى ان القصة ستكون واحدة من تلك القصص التي يتعارك فيها الخير ملبوسا بالفقر، مع الشر الملفوف بالغنى والجبروت. وعندما رأيت "سامي العدل&quo

النفيسي يقتل العمّة " بيغي"!

صورة
قرأت في ايلاف الإلكترونية مقالا للكاتب شاكر النابلسي بعنوان (ظهور بن لادن جديد في الكويت). يتحدث الكاتب عن السيد عبدالله النفيسي الذي في احدى محاضراته في البحرين شرح كيف لمجاهد مسلم توّاق للشهادة، "أن يقتل 330 شخص أمريكي في ساعة واحدة عن طريق شنطة تحتوي على اربعة ارطال من مسحوق الإنثراكس المدمر". لا أدري لماذا وأنا أقرأ المقال .. خطرت على بالي العمة "بيغي"! ضمن عائلة زوجي وفي مدينة "كوربس كريستي" – تبعد ثلاث ساعات عن هيوستن" - يقع بيت خشبي صغير ومتهالك. في البيت القديم تعيش الجدّة الثمانينية التي تقلها كل صباح ابنتها الخمسينية "بيغي" الى عملها كموظفة استقبال في المصبغة القريبة . العمّة بيغي – عمة زوجي – تعيش في ذات المنزل مع ابنها الذي التحق توّا للجامعة هو وخطيبته التي أحبها منذ أن كانا معا في المرحلة الإبتدائية. خُطبا وسيتخصصان معا في علم الآثار والجيلوجيا ليبحثا عن عظام ديناصورات في غانا وكينيا ويتطوعان بوقتهما الفائض في مخيمات إغاثة المجاعة. أهداها خاتما ماسي صغير من مجموعة جدته. ترعى "بيغي" ايضا الصبي "زاك" ابن

صالون تجميل .. وردي

بيديها الصغيرتين تمسك المشط الزهري وتمشط شعري، لا تتكلم، ولا تخبرني كما كانت تفعل كم هو طويل وناعم! اخنق الألم الذي يعتصر صدري وهي تغنّي لي " انتي الروح ويمكن أكثر .. ما قصرت بحقج لكن .. الوقت إللي بحقج قصّر ..) اغنية حزينة كنت اغنيها لها عندما تريد أن تنام .. الى الآن لا تستوعب الكلمات ولكنها تحب اللحن وتردد ما كنت أقول. للمفارقة .. تكاد تكون الإغنية وصفا حرفيا لحالتي .. تعيد مشطها الى قمّة رأسي فيلمس البلاستك البارد فروة رأسي، تخفف من ضغط يديها لإنها تعلم بقلبها أن تمشيط هذا الجزء يؤلم ان لم يكن هناك شعر يكسوه. في واحدة من تلك الأيام الربيعية الجميلة قررنا أنا وهو أن نأخذ الطفلة الى البر، أهله يحرصون على نصب أجمل مخيم في المنطقة المعنية يسمونه Camping five stars ، وكان المكان بالفعل خمس نجوم لعدة أسباب .. زوجي لديه اربعة أخوه هو خامسهم .. ولا أخوات، عندما كانوا صغارا كانت والدتهم تشير الى خمس نجمات في السماء وتسمّي كل واحدة بأسم احدهم، وعندما كانوا يسألونها عن القمر، كانت تخبرهم أنها أختهم التي لم يكتب الله أن تأتي الى الدنيا بعد. كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر. وعندما علموا ا