المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١١

( سلمــــــــــــــــانة ) 9

صورة
عندما رأته سلمانة لأول مرّة كانت لا تعلم انه سيصبح جزءا كبيرا من تاريخ انتفاضتها، لم تؤمن يوما بجدوى التعارف الأسري وسط منظومة "القعدة" ثم " الخطبة " فـ "الملكة" و الزواج. كانت دائما تسأل صديقاتها ممن سبقوها بالتجربة .. كيف ينشأ الحب؟ و متى تبدأ الألفة بين قلبين لم يقضوا وقتا كافيا ليعرفوا ولو ابسط الأشياء عن شريك الحياة ! كانت دائما تسأل – وفقا للأعراف و الزواج التقليدي - متى يبدأ النصف الأول في حب النصف الثاني؟ قال لها: من أنت؟ قالت: صندوق قال: أي نوع من الصناديق؟ قالت: صندوق مبيّت قال: ماذا بداخله؟ قالت: دمية صغيرة ترتدي دراعة وبخنق طويل قال: ماذا تفعل الدمية؟ قالت: ترقص قال: لماذا ترقص؟ قالت: لأنها تحب الرقص قال: لماذا تحبه؟ قالت: لإنها امرأة قال: ولماذا ترقص في صندوق؟ قالت: لإنها لا تستطيع الرقص .. إلا في صندوق! قال: غريبة ! قالت: أنا صندوق مبيت مثل صناديق اوروبا الخشبية التي ما ان تفتحها حتى تجد دمية صغيرة لراقصة بالي تدور على موسيقى هادئة .. أنا النسخة الخليجية من ذلك الصندوق. ضحك و قال: على

( سلمــــــــــــــــانة ) 8

لم تكن تعلم سلمانة انها ستنهمك بكل مجريات عملها الجديد بهذه السرعة، أخذت تتعرف أكثر على زملائها وزميلاتها بالشركة، وأخذت تشعر يوما بعد يوم انها نزلت عن كينونتها الكويتية الخاصة واستساغت المعرفة الجديدة مع الجنسيات الجديدة. الكويتيون دائما يشعرون انهم مختلفين عن الجنسيات العربية الأخرى. ربما هي صدفتهم العجيبة بالحياة التي جعلت لهم وطنا مستقرا يرقد على بحور من البترول، فكلما يعلوا سعر البرميل تعلوا في عقولهم فكرة انهم الأفضل. سلمانة وجدت بعض الصعوبة في البداية من التأقلم مع الطاقم الغير كويتي! فهي الوحيدة هناك التي لا تعلك الكلمات ولا تمط الحروف ضمن حوار لا نهاية له. ولكن مع مرور الوقت عرفت مميزات جديدة للجنسيات العربية خارج نطاق الخليج غير اللسان الطلق والمجاملات المحبوكة. من الممكن ان يكونوا حقا أصدقاء، الرجل فيهم لا يملك تلك النظرة الغريبة للمرأة بجانبه، ولا يعتقد انها تريد شيئا خفيا منه عندما تمد له يدا مصافحة. تعوّدوا على الصداقات والعلاقات الإنسانية غير المشوبة بأي تلميحات من أي نوع. المرأة صديقتهم اذا قررت ان تكون وعادة ما تنتهي الجملة. أحبّت المجتمع الجديد الذي يمثل

( سلمــــــــــــــــانة ) 7

صورة
لا تدري لم هي الآن تحب هذا المكان، ربما لأنها أخيرا باتت ترى الوجوه التي تحمل ملامح الوطن! اللون الذي تركته يأفل من ذاكرتها. الابتسامة ذات الإشراقة العربية التي لم تر نورها منذ سنين. اللغة التي تحاكيها دون أن تتكلم، تذكرها بتاريخها، بمجريات حياتها .. بكل الحوارات التي أحبتها. كيف كبرت، ماذا قالت وماذا   قيل لها.   أحسّت بالجوع يتسرّب الى معدتها، أخذت ما يهمُهّا وتوجهّت الى احد المطاعم الممتدة على احد ضفتي المطار الأنيق، قررت ماذا ستأكل وجلست تنتظر. تذكرت عندما كانت تجلس في أحد المطاعم المتوارية تنتظره، وتذكرت عندما قال لها ذات يوم بعيد: -         عندما أتأخر لا تنتظري .. ابدئي في الأكل .. أنا لا أمانع! توقفت عن كل شيء و نظرت طويلا إليه وهو يأكل طبق السلطة الذي وضع أمامه! لماذا لا يفهم الرجال ابسط قوانين النساء؟ لماذا يجدون تلك الصعوبة البالغة في ان يعطوا امرأة تهمهم الأشياء التي تريد والمشاعر التي تتمنى؟ غريب أن يولد الرجال من كل انحاء العالم بمفهوم معوّق لمعنى الرجولة، يعتقدون انه كلما كان الرجل خشنا جافا مع امرأته .. كلما أحسّت بأنوثتها أكثر وكلمّا تأكد هو من انه رجل