المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١١

( سلمــــــــــــــــانة ) 3

صورة
لوحة Jane Burt في احد المطاعم الرائجة على شارع الخليج العربي في الكويت جلست سلمانة وهديل ينتظرن جنان، يقضون عادة وقت الإنتظار في مناقشات نسائية ثورية بحته: -         أنا متأكدة ان اللي اخترع كلمة عانس هو ريّال، لاحظي حروف الكلمة .. لاحظي طريقة نطقها، لاحظي صوتها و موسيقاها. كلمة جدا قبيحة " عنس .. عانسا .. عنوسة " و الله كأنها مسبّة. عشان جذيه أمي تفضل تسمع " بنتك ماتت " و لا " بنتك عانس". -         لا .. مو لي هالدرجة! -         و الله يا هديل لي هالدرجة و نص. -         المشكلة ان الفجوة بينا وبينهم قاعد تكبر جيل بعد جيل،   كانت أمنياتهم زمان "ريل \ بيت \ عيال"، الزواج بحد ذاته كان الإنجاز الأكبر إللي تنتظره المرأة عشان تكتمل إنسانيتها، وتحقق ذاتها. الحين تغيّر الوقت وتغير الوضع. نبي نبني نفسنا، نحقق مستقبلنا، نلقى ذاتنا. واذا عرفنا منو احنا بالضبط راح نلقى الشريك الصح اللي نعيش معاه الزواج الصح. وما نرجع بيوت أهلنا مطلقات. قفزت سلمانة بحنق: -         "مطلقة" شفتي حتى هالكلمة حروفها قبيحة .. " طلق .. طالق .. م

( سلمـــــــــــــــانة ) 2

صورة
نقاش دار في وسط المعيشة، بين رأسين مختلفين تماما يعيشان في ذات المنزل ولكن بقلوب متباعدة .. -         يمّا .. باجر حفلة تخرجي .. مابي أي شي يشغلني عنها. -         يعني شدعوه الناس إللي بيون بيشغلونج عن الحفلة؟ الحفلة الساعة 7، وأنا قلت حق أمة ايون الساعة 5، ما راح يقعدون اكثر من ساعتين! -         اشدراج ؟؟ يعني اذا صارت الساعة 6:30 بتقوليلهم يالله طلعوا بنتي عندها حفلة تخرج؟؟ وتظمنين يعني انهم بيون 5 بالضبط و ما راح يتأخرون؟ -         إي اقول لهم يطلعون اذا صارت الساعة 7، و أدق عليهم الحين واقول لهن ما يتأخرون. -         يعني ماكو إلا هاليوم ؟؟ خليني اركز على فرحة تخرجي. -         و انتي خليني أركز على فرحة زواجك، بنت خالتك خالدة تزوجت، وأسيل بنت عمتك إللي اصغر منك تزوجت من سنة وعندها ياهل، وكاهي رانيا انخطبت .. و انت خليج قاعدة في البيت. -         ردينا على هالإسطوانة !! -         أنا قلت .. ما راح إينيا من دراسة الإعلام إلا عوار الراس، قوليلي هذا أي ريّال يرضى ياخذ وحدة خريجة اعلام. باجر توقف له وتقول له باشتغل مذيعة وإلا مخرجة توقف كتف بكتف مع الرياييل!!

( سلمـــــــــــــــــــــانة ) 1

صورة
لغتها العربية و قطع أحجار من كل شاطئ زارته وحجاب على الرأس، ثلاثة أشياء فقط جاءت بها من هناك. هي تركت هذه الأرض لأصحابها و ذهبت الى حيث لا يذهبون، كانت لا تريدهم و لا تريد ان ترى صبغة الشمس التي تترك لونا فريدا على الوجوه. تركت الجميع وتحدّت اللاآت التي سمعت والتهديدات التي ألقيت كالقمامة على رأسها، الصراخ الذي طال أعمق نقطة في قلبها. ذلك الصراخ الذي عاشت معه منذ كانت صغيرة، الصراخ الذي يصم آذانها ويرعبها حتى لو لم تكن هي المخطئة. العينان السوداويين التي يمتزج بهم الزئير فيغدوان بلون الدم. كانت تخاف منهم و لا تنساهم. غريب أن يغادر الإنسان وطنه و لا تلعب أغنية ما – حزينة كانت أم سعيدة – فيما وراء عقله. هي رحلت بلا أغنية وتبدلت الحان الفراق بغضب صاخب، ولا أيادٍ تلوح عطفا للوداع. لغتها العربية والصبغة السمراء والعينين العسليتين وحجاب ملون على رأسها جاءت بهم من الغربة البعيدة .. و الباقي لا يهم. في المطار، ذلك الحضن الكبير جلست على المقاعد البلاستيكية المتلاصقة. هي تحب المطارات، فهي بداية كل أمل وخاتمة كل غربة او ربما لا تكون!   تحب المطارات لأنها تضم اكبر لحظات التلاقي، فبعد الف