المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٠٩

صباح البلو بيري مفن..!!

صورة
نتقابل أنا وهي كل صباح .. تتصادم نظراتنا بقرب الجدار، ترتد على نفسها ثم تلتفت كل واحدة منّا على الأخرى. تنشأ دون ان نعلم ابتسامة بيننا .. صامتة ومؤدبة. على ذراع واحد من الكافيهات التي تمد السنتها الحمراء على دروازة العبدالرزاق، تحيطها البنوك والبورصة حيث كل ما في المنطقة يوحي بالجدية. يخيل للمار في حلقوم الشارع الطويل انه حتما يشم رائحة اكداس المال المكومة في خزينات البنوك! في الصباح تصحو المنطقة من سباتها تتمطّى نومها المتقلّب على الأرقام الحسابات .. وفي الصباح الباكر ايضا تفتح الكافيهات أبوابها للبانكرز والبروكرز القادمين من بيوتهم بكعوبهم العالية وشنطهم الجلدية الفاخرة. او بغترهم المنشّاة وبدلهم التي تتدلى منها كرفتات ملونّة. أوقف سيارتي على ناصية الطريق، أصفر وأسود ولكن لا يهم! اعلم ان الوقت مبكّر وعيون الشرطة لازالت في نعاس. توقف سيارتها هي الأخرى أمامي .. هذه المرّة الثالثة هذا الاسبوع نتقابل أنا وهي على بقايا جوع من الليلة البائدة، ورغبة جامحة بفنجان قهوة وكعكة محلاّة. اترجل من السيارة وتنزل هي .. ابتسم لها كالعادة واخطف نظرة سريعة على حقيبة يدها .. ((ايف سانت لوران)) الجديدة ذا

في طابقي فنان ..

صورة
أعيش صباحاتي اليومية في الطابق التاسع من بناية شاهقة .. جارتي كانت زميلة وأصبحت صديقة مع مر الأيام .. نتجابل أنا وهي على الحلوة والمرّة . أمس من الزهق وضيقة الخلق وبدايات انفلونزا حادة قلت لزميل موهوب أن يرسمنا أنا وهي كاريكاتيريا (( تماما مثلما يرانا كل يوم )) قبل نهاية الدوام .. تلقيت هذه الصورة الطريفة جدا .. والله ضحكت من كل قلبي :) (( على فكرة أنا إللي على اليسار )) شكرا محمد !

حقوق مكتسبة !!

صورة
حق مكتسب للمرأة أن تسمع كلمة أحبكِ ختاما لمكالمة هاتفية.. او وداعا على عتبة باب المنزل .. وحق متأصل فيها أن تبتسم خلسة لوحدها عندما تضع السماعة وتغلق الباب! حق مكتسب للمرأة أن تمتنع عن الإجابة عن بعض الأسئلة الخاصة جدا بتضاريس مشاعرها.. وحق متأصل أن تطالب وبشدة بردود ترضيها عندما تسأل الرجل ذات الأسئلة! حق مكتسب أن تصحح المرأة وضع يد الرجل تحت رأس طفلها الجديد .. وحق متأصل أن لا تسمح له بإنتقاد طريقة حملها للطفل بيد واحدة على جانبها الأيمن عندما تكون مستعجلة! حق مكتسب أن تحصل المرأة على وقتها الخاص في حضن الرجل كلمّا شعرت بالحاجة اليه.. وحق متأصل أن تتمنع دلالا وتتبعد غنجا عندما تعلم كم يشتاق اليها! حق مكتسب أن تبكي دموعا عندما يخبرها أنه مسافر .. وحق متأصل أن تبكي دموعا عندما يعود! حق مكتسب أن تعرب له عن رغبتها في طفل جديد .. وحق متأصل أن تؤجل الموضوع الى ان تستعد لإستضافة ذلك الطفل في جسدها! حق مكتسب للرجل أن يحدد المنطقة التي سيبني فيها البيت الجديد .. وحق متأصل للمرأة أن لا توافق على خريطة البناء إلا عندما تعجبها مساحة خزانة الملابس ورحابة الحمّام! حق مكتسب للرجل أن يشاهد مباراة

أشياء تتكسّر ..

منصورة وسعدة وحوراء ولطيفة يقفن في منتصف الطريق، والطريق طويل والشارع معتم والدنيا برد. كيانات ملوفوفة بقماش اسود لامع تقاسمنه وهم في رحلة مضنية من الحياة الى الحياة .. يعلمن الأربعة انهن في طريقهن الى ضياع من نوع جديد. التفتت سعدة خلفها فلم تجد إلا عيون الصحراء السوداء تحدق بها، لا تتعب ولا ترمش! على ناصية الطريق الصحراوي النائي وضعن بعضن، واحدة تلوى الأخرى تحاول ان تنقذ القطيع .. بلا فائدة. يتعالى أنين حرقة يقطع حبل الصمت الذي ربط الأربعة .. "منصورة لا تبجين .. خلاص" قالت لطيفة وهي تهمس بأذن منصورة، سمعتها حوراء فقالت لها بعينيها الكبيرتين ان تخرس. اربع كيانات منكوشة هزيلة سوداء تقف بإنكسار على ناصية طريق وعِر، في ذلك المكان الذي اليه الناس العاديون لا يذهبون! لأول مرّة تشعر حوراء أنها في مأزق. على الرغم من رفرفة جسدها مع البرد القارس. جرحها الذي في ركبتها ونزيفها الذي بين فخذيها .. لازالت تشعر برعشة ادرنالين تهزها .. فتتنفس هواءا باردا وتنتشي. (( كيف استطاعت الجري بهذه السرعة!! )) "امشو" قالت لطيفة وسحبت منصورة من كتفها .. "وين نروح؟" سعدة تتسا

منذ عرفت ليزيل آلبايكون ...

صورة
لم يضهر الحمل عليّ بعد، ولم تتمدد الكرة تماما من رقبتي الى ما لا نهاية. كنت لازلت رشيقة، حركتي خفيفة كفراشة تعلم انها تحمل بين جناحيها سر خطير. منذ انتقالي كليّا الى شقتي الجديدة وأنا أخطط لاستقدام خادمة، ومنذ عرفت عن بشائر حملي وأنا استبسل لإيجاد الفتاة المناسبة لتشاركني بيتي الصغير. . فكرة استقدام خادمة لا اعرفها ولا اعرف شيئا عنها تزعجني. . كيف لي أن افتح لها مصراعي حياتي وأدخلها الى أدق تفاصيل أيّامي ..؟ تزيدني أمي وبنات خالاتي هوسا من تجاربهم السابقة مع الخادمات الفلبينيات اللاتي انوي التعامل معهن. واحدة حاولت اغواء الزوج، والأخرى وجدوا في حمّامها دم وشعر ملفوف بخرقة قذرة! وواحدة كانت تضرب رأس الطفلة الصغيرة بالريموت كونترول!! هذا طبعا غير القصص "التشايدة" التي نسمعها عن أناس لا نعرفهم تشيب الرأس، ويقشعر لها حتى بدن جنيني الذي لم يكتمل داخلي بعد. أستعير واحدة من خادمات أمي، هندية شابة ذات ملامح غريبة وتصرفات أغرب! قبل أن اترك المنزل أقول لها بالضبط ما يجب عليها أن تفعل. بعد ساعتين أعود لأجد أنها أنهت عمل يوم كامل بأقل من نصف ساعة! تغسل الحمام وتغسل معه برشاش الماء التويل

بلاستك تشيز كيك !!

صورة
كشتة بر او طلعة بحر، أحمل السطل الأحمر والشبل الوردي وأمشي على الشاطئ حافية القدمين .. بين أصابع قدمي يدخل الرمل ويخرج مخلفا دغدغة من نوع جديد، تلك التي تحترفها الطبيعة عندما ترسل نسمة هواء بين خصل شعري، أو فراشة ترفرف قرب ارنبة أنفي! رميت حذائي على البساط الذي تفرشه أمي على الشاطئ، تشاهدنا نلعب وتضع عليه ألعابها الكبيرة .. ألعاب أمي تختلف عن ألعابي، وأدواتها لا تشبه أدواتي .. ابريق الشاي الذي يحتوي على شاي حقيقي، أكياس المكسرات المملحة .. ووعاء الكيك الذي تفوح راحته اللذيذة ما ان تخرجه من سلّة النزهات التي اشتراها لها والدي من أحد اسفاره .. عندي مثل كل العابها .. ولكن مستزلمات مطبخي وردية بلاستيكية رقيقة، حاولت أن أعجن فيها كيكة يوما عندما كانت كعكة امي تسبح في حمّامها الحار داخل الفرن، ففتحته بسرعة والقيت ماعوني البلاستيكي الذي وضعت فيه رشة دقيق وقفشة ماي وحبة فراولة .. أوووه نسيت الجبن! ركضت للثلاجة والقيت مربع "كيري" داخل الماعون وتركت " التشيز كيك" تكتمل!! سارررررررررررررررررررررووووووه !! صرخة أمي حادة هذه المرّة، اعلم أنني اقترفت ذنبا ما

نائمة؟؟

صورة
كل يوم على الفراش، عندما يغطيني اللحاف وأجد تلك البقعة الدافئة أسرقها قسرا من حيزه. بقدمي ادفع ساقه قليلا وأغزو مكانه المغمور بالحنان. يحس بحركتي ويعرف دون وعي أنني أريد شيئا. حتى وهو نائم يحرص على تنفيذ طلباتي. ربما هو لا يعلم أو لا يتذكر عندما يصحو في الصباح، ولكنه عادة يطفئ اللمبة الصغيرة بجانب رأسه عندما أتململ منها قبل أن أقول له. ويفسح لي مكانا عندما يشعر بنرفزة جسدي. يقول لي أحيانا عندما يسهر في عز رقادي بصحبة لعبة كرة القدم الأمريكية التي تجلس بحضنه وتشاركه أرقه أنني تكلمت أثناء نومي! ذكريات الليل لا يمحوها النهار بيننا، واحد منّا لابد يتذكر ما حصل بالليلة التي قبلها .. الى أن جاء اليوم الذي تذكرنا فيه كلانا ماذا حصل في عتمة الليلة السابقة .. لم يوافقني النوم، لم يفي بوعده عندما ضربت له موعد صداقة في الساعة ذاتها التي اعتدنا فيها على اللقيا. أشحت بوجهي بعيدا عن الخيبة التي حاصرتني، على مخدتي قلّبت المواجع وآلام الوحدة في ليلة تركني فيها ونام! هو .. سابح في سبات عميق. أعرف مدى عمقه من لحن تنفسه الهادئ الذي غط في رحاب الليل كطفل رضيع، أخذ كل ما يرضيه من حليب دافئ وحضن كبير فغفى

راسين بالحلال ..

صورة
في غرفتها في الطابق السفلي بجانب الحمام والمطبخ وكل شيئ، تجلس جدتي كعادتها على كرسي وثير خصصته للصلاة! كلمّا ازورها أجدها تصلّي، فنتندر دائما أنا وبنات خالاتي أن كل صلاتها تراويح. منذ صغري وجدت في غرف الجدّات سحر ما! تلك الغرفة المليئة بأسرار الزمن الجميل، بأشياء قديمة وكنوز عفا عليها الدهر الى ان اصبحت بلا معنى. الجدّات وحدهم يرون لها معنى، لهذا هي لازالت ملفوفة بقرطاس عتيق، والقرطاس في صندوق، والصندوق داخل خزانة، والخزانة مقفولة بالمفتاح ومغطاة بسجادة قديمة. اسمع صوتها وأنا احوس في الغرف المجاورة: منو هنيييي؟ اقفز بفرح: آنا يمّا .. واجري اليها اسبق الخطى لألحق عليها قبل ان تبدأ بصلاة جديدة. - يمّا .. هذي اي صلاة؟ - هاو العصر!! تجيب باستغراب وهي تعلم أنني اشحذ اسنان سخريتي التي تحبها!! - يمّا ؟ شعندج توك تصلين العصر؟؟ مواعدة من ورانا؟ وينه .. وينة؟؟ أكيد خاشته بالكبت؟ تضحك بثقل جميل وحياء اجمل: سوّيرة الله يخس بليسج! ويني آنا وين هالأشياء. اقبل رأسها وأجلس على الأرض عند قدميها: ما يندرى .. ياما تحت السواهي دواهي! تضرب كتفي ونضحك، وأبدأ في جولة دورية بنظري في غرفتها.. السرير الوثير ال

شايفة نفسي !!

أراها من النافذة العالية تُقبل .. تجرجر خلفها مواجه .. وفي عينيها شرار .. لم نتمكن انا وهي على الإتفاق منذ بداية تعارفنا .. كانت ولازالت تعتقد انني شايفة نفسي ..! عند باب بيتي، في حضن خلوتي، وأمام عيون ابنتي صرخت: " آنا بس بعرف انتي على شنو شايفة نفسج ؟؟" أدخلتها الى صالتي، أجلستها على أريكتي، وأضيفتها بشاي من ابريقي .. وأقول لها .. " آنا مو شايفة نفسي .. آنا فقط .. غير" أنا غير لإن بيتي ليس عاجيا عاليا صعب الوصول اليه، اسكن ارضي وافتح بابي واخاطب الصامتين .. أنا غير لإنني لا أخجل من كوني امرأة، ولا احتقر النساء الأخريات لإنهن يعتقدن أنني دون المستوى! أنا غير لإن قلبي قابل لللمس، لا أخبئه بعيدا عن الناس، ولا ألفه بألف متر قماش لكي لا تصله الشمس ولا برودة الشتاء .. أنا غير لإنني لا أخاف الرجال .. ولا تهزني ذكورتهم الطاغية .. ولا تشعرني بذنب انوثتي، نظرة حادت عن أصول الأدب. أنا غير لإنني لا أحتفظ بأحداث حياتي بزجاجة معتمة، أسراري قابلة للإفشاء، وفرحي قابل للمشاركة .. أنا غير لإن اسمي قابل للنشر، وخاضع للمحاكمة الأدبية والفنية والدينية والاجتماع

طيورهم !!

صورة
سر موجع .. وحادثة أكاد لا انسى تفاصيلها وان حاولت جاهدة نفض الغبار العالق على جدران ذاكرتي .. بيت كبير في منطقة بعيدة، أسرة من أم وأب وطفلة في السابعة وأخ شقي في الرابعة .. داخل الحوش ملحق، والملحق يسكنه حارس مصري .. بسيط وأمّي .. جاء من الصعيد ليحرس المنزل لنا ولوالدي. كان لطيفا وعطوفا ويلعب معنا أنا أخي.. الى حجرته أمي تمنعنا من الذهاب .. تقول اتركو له وقتا لنفسه .. واحترمو خصوصيته .. لم أكن أفهم جدوى الخصوصية تلك، عادة ما أكون خائفة عندما أكون لوحدي! يوم .. ظهيرة حارّ من صدر الكويت .. والدي في العمل .. وأمي في المطبخ .. أنا وأخي الصغير نتسلل الى غرفة الحارس "الصديق" ونجلس معه نشاهد كارتونا نحبه .. أخذني من جنب أخي وأجلسني بحضنه، أدخل يدي في جلبابه الواسع وأمسكني شيئا لا أعرفه .. شيء طويل .. ملمس غريب .. وعر ومتماسك ..! يدي المتخبطة .. استيعابي الصغير .. وعقلي الطفل لا يستطيعون حل اللغز وفهم الحكاية .. داخل جلبابه لعبت يدي .. وعيناي على الكارتون. ..راقه الشعور .. أخذني الى حمّامة الصغير .. أوقفني على الأرض وخلع إنسانيته .. أراني ما كنت أمسك .. وحركه يمينا وشمالا .. وكأنه يُ

غرافيتي على جدار كويتي ..

صورة
في مجلة تقرأ أمها قصة فتاة في السابعة من عمرها تعرضت لإغتصاب .. تناديها من غرفتها، تغطي وجه المغتصب مسجونا بعد المحاكمة، وتريها وجه الفتاة الصغيرة التي كانت بمثل عمرها وهي تبكي. تخبرها الأم قصة الطفلة وتقول لها انها تبكي لإنهم سيودعونها السجن .. لإنها سمحت لرجل أن يلمسها!! *** على الماسنجر تخبرها فتاة لا تعرفها أنها متزوجة منذ يوم .. الى الآن زوجها لم يلمسها وهي في غاية الخوف !! تسألها ان كانت تستطيع ان تساعدها وتشرح لها ماذا سيفعل بها زوجها، وماذا يجب ان تفعل هي !! تخبرها أنها ستغادر نافذة الدردشة "لإن زوجها لا يسمح لها بالحديث مع المتزوجات الجدد!" *** بعد أن توطدت علاقتهما في العمل وأصبحا " صديقين" يقترب منها ويخفض صوته .. يخبرها سرّا " انا ولي" تستفسر اكثر .. فيفسر أكثر " الله اختارني لأساعد الناس وأزيح عنهم همومهم" ، اخفت ابتسامه وشيئ من سخرية. بعد اسبوعين جاء يخبرها عن الثواب الكبير والأجر الجزيل الذي ستحصل عليه فتاة صالحة عندما تهب نفسها لتمتيع ولي!! *** عندما كانت تحبه سألته متى سيتزوجها .. قال لها " لن يكون" لإنه انسان بسيط و

كأس ماء باااااااارد !

صورة
عند الدوّة .. تأخذ المنقاش وتلعب بالرماد.. تحب شكل الرمل ذو اللون المختلف، يتطاير مع كل نسمة هواء.. طفلة صغيرة تقف بجانبها وتنظر للوهج .. برتقالي .. مدهش ومثير. حركّت نورة المنقاش بسرعة فتطايرت كمية أكبر من الرماد ودخل بعضه في عيني الصغيرة بجانبها .. صرخت الطفلة وسقطت للوراء .. تتنبه الأمهات في الجانب الآخر من الصالة الكبيرة، تجري أم الطفلة لإبنتها، تنتشلها من على الأرض وتطير فيها الى الحنفية لتغسل عينيها .. وتصرخ أم نورة من على مقعدها: " نورو هدّي المنقاش وتعالي .." تتجاهل الطفلة عبارة والدتها لبرهة وتكمل اللعب بالرماد .. ثانية ثم نداء آخر يقابله عناد. تنتفض نورة عندما تسمع صرخة حديدية مرعبة من حنجرة أمها .. لا مجال للعناد .. تركت المنقاش، واستدارت، نظرة واحدة لوجه امها غيّر تركيبة ملامحها .. تعلم أنها الآن في مشكلة ! أصابع والدتها تلوك غضروف اذنها بلا رحمة .. وهي تبكي بحرقة .. تسألها والدتها ان كانت نادمة على ما فعلت؟ تعيد عليها السؤال وتستجدي الإعتراف .. كم تود الكلام والتأسف والندم .. ولكنها تبكي كثيرا ولا تستطيع النطق بأي شيء.. تتحرر اذنها .. وتخبرها والدتها أن تذهب للغر

البنوتة .. توتة توتة !!

من مذكرات أم جديدة ضايعة بالطوشة .. تحذير: ينصح لأصحاب الكبد الرقيقة " إللي تلوع بسرعة" عدم اكمال قراءة الموضوع ! *** تتصل علي والدتي أول شيء تفعله في الصباح، تختصر السؤال عن أحوالي وتقفز عدوا الى السؤال عن البنوتة: " ها .. بشري .. مشى بطنها وإلا لأ؟" اصمت قليلا على الهاتف واتساءل متى أصبح السؤال الأول في صباحاتي.. مقتصرا على موجز أخبار أمعاء ابنتي؟؟ أتنهد بقلق حقيقي واخبرها أن الحظ لم يحالفنا الى الآن .. اتصلت على والدتي من يومين وانا أبكي .. كانت دموعي ممزوجة بدموع البنوتة التي أحملها على صدري وأدعو " اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب اذا ما شئت سهلا" .. رفعت والدتي السماعة لتصعق بالبكاء المشترك بيني وبين بطن البنوتة .. أخبر أمي أن خروجها "يابس" ويألمها مجرد التفكير بالعملية تجزع طفلتي في حضني وتضمني بشدة، ينحشر موضع الألم بيني وبينها وأتمنى من كل قلبي .. " عسى فيني ولا فيج!!" أخبرتني أمي الوصايا العشر بعجالة .. كومتهم فوق بعضهم والقتهم عليّ بسرعة البرق .. بعدما اقفلت السماعة من والدتي وأنا أرتب كل الأفكار والإرشادات والن

دائرة مفرغة !!

(1) طرقات قوية وسريعة على الباب .. أمي لا تفتح .. في وسط الصالة وبين الأريكة الطويلة والكرسي الجلدي، على السجادة الملونة نجلس انا وأخي .. قالت لنا امي ان نضع ايدينا على آذاننا ونغني .. " سميرة بنت الشلبي .. قاعدة على المهلبي .. تقرا كتاب العربي .... " حاولت أن أغني ولكن الطرقات تشتد فتطير كلمات الأغنية التي تعلمتها من صديقاتي في المدرسة من رأسي .. ماما تجري في ارجاء المكان وأخي الصغير يبكي .. تشتد الطرقات وتتحول الى صدمات .. جسد أبي يبتعد ويصطدم بالباب بلا هوادة .. يترنح الباب وترتج معه قلوبنا! تحملنا أمي بكلتا يداها، أحس بدموعها على رقبتي، وقبضة يدها المهزوزة تكاد تفلتني .. تصل الى غرفتنا وتدفعنا داخل خزانتنا، تجري الى سريري أولا ثم الى سرير أخي .. تأخذ كتابي ودبدوبه القطني وتلقيهم في الخزانة .. معنا، تتكلم بسرعة لم اعهدها، صوتها يكاد لا يسمع من خلف الدموع .. " لا تطلعون

تحت طيّات الطفولة ..

صباح الخير والضباب والجو الأوروبي !! عندما تحركت سيارتي اليوم في الصباح، تحركت معها ذاكرتي .. ربما هي رائحة الضباب الذي ملئ ارجاء المكان .. أخذني من يدي كما كانت ماما تفعل .. وأعادني من على مقعدي الجلدي الى دفئ طفولتي .. لا ادري لماذا اليوم وأنا بطريقي نحو العمل .. تذكرت ثلاث قصص .. مبعثرة .. وعشوائية .. ولكني بقيت طوال الدرب .. مبتسمة :) _________________________________________ تحت الطاولة ______ بلحظة طفولية صافية، واحدة من تلك اللحظات التي نتعلم فيها مبادئ انوثتنا. كنّا أنا وهي نتشارك "كيتكو بو خواتم" على أحد "زحلاقيات" الحديقة ونتبادل اسرارنا، قالت لي سرهّا. كنّا في الخامسة او السادسة آنذاك .. لا اذكر. ولكني اذكر جيدا أنني أخذت الموضوع على محمل الجد. أكلت البطاطا المقرمشة من ابهامها وقالت: " ذاك اليوم .. لمّا كنّا آنا وسعود وحمد وبدر تحت الطاولة نلعب غميضة مع الباجي، قلت لهم .. تبون أوريكم خلفيتي؟" واكملت بعد أن اكلت الخاتم من سبابتها: " اضحكوا وآنا ضحكت، بس ما وريتهم شي .. كنت اقص عليهم"! صعقت ساعتها ولم أخبر أحد عن فضيحة

يوم اختفت مبسم !!

صورة
لم تكن مبسم حاملا ولكن .. فاحت رائحة الفضيحة بسرعة في ارجاء المكان. الكل بات يعرف ان سعد ابن سليم تسرّى بمبسم بنت خلدون! لا اعرف كيف انتشر الخبر، وكيف عرف سر الشبق بين اثنان متحابان سرقاه خلسة من جيب الظلام، فذابا حبا وهياما الى ان روي النبع تحت قدميهما بماء البكارة؟ ولكن اعرف أن الجو كان معبقا بأشياء كثيرة من بينها الحرج والنميمة والغضب. لم يكن والدي سويا في ذلك الوقت! فقد التحق منذ بضع شهور بمجموعة الراشد سلطان الذي جاءنا من "النجارين" القرية الملاصقة لقريتنا والتي تبعد عنّا مشيا يومان ونصف. كانت المجموعة غريبة الأطوار، لم يكن الدين غايتهم، بل كان التطرف بمفهومه المجرد واعتناقه الصرف بحجة تطهير الروح واعدادها ليوم العذاب العظيم. كان أبي غريبا جدا اختلفت ملامحه، واهترأت ملابسه لإنه يأبى ان يغيرها أو يغتسل. كما تعددت الأشياء في يديه! كان يدخل علينا عندما ينتصف الليل كل يوم وقد مسك في يده عصى يستدل بها على الطريق على الرغم من انه بصير يرى كل شيء أمامه بوضوح! دخل علينا مرة وهو يربط نفسه بحبل طويل خشن، قد شدّه على خصره ورقبته حتى برزت عروقه واسودت اوصاله من شدة الإحتقان! كان