المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٠٩

ها هو اليوم .. همّي على الطاولة !

على طاولتي المستديرة التي اضع عليها عادة كل ما هو جديد ومثير في حياتي، على تلك الطاولة التي وجدتم عليها دائما قطوف أفراحي و قصاصات صادقة من داخل كياني .. من أيامي التي أخبركم بكل ما يدور فيها. على نفس الطاولة اليوم قررت أن اضع لكم .. همّي! الحياة مع زوجي جميلة ورائقة، التفاهم العقلي والترابط النفسي بيني وبينه يكاد يصل بي احيانا الى آفاق عالية من التفاؤل. أحمد الله كثيرا ان مصيبتي لم تكن يوما فيه ولا في ثمرات الحب التي خلفناها طفلة جميلة تمشي بيننا، تتشبث بأيدينا وتعد الى واحد اثنان ثلاثة لنسحبها للأعلى فتطير بين ذراعي ماما و بابا. انتقل زوجي مؤخرا للعمل في المشروع الجديد التابع لشركته الكبيرة في السعودية، يأتي ليزورني كل نهاية أسبوع ويقضي معي ومع ابنته في بيته الدافئ الذي اشحنه في لحظات غيابه البعيدة، شوقا وحنينا لا ينضب. يأتي فتلتقي ابتساماتنا ببعضها ونعلم أننا سنكون بخير. يمتلك زوجي وحتى الآونة الأخيرة فيزا رسمية من الشركة الكويتية التي كان يعمل تحت مضلتها عندما كان في الكويت. الآن هو لا يعمل في الكويت، والشركة لن تجدد له إقامته لأنه الآن يعمل تحت مضلة الشركة السعودية!

لـــولــــوة ..

صورة
ما إن بدأنا العد التنازلي حتى شعرت برغبة عارمة في وضع يدي بشعرها .. مموّج بشغف عارم للحرية، طويل ومجنون تماما مثلها عندما تحاول إقناعي بأن أشرب عصير خيار! تجادلنا يومها .. قلت لها: "لماذا أضيّع وقتي وفرصة تجربة شيء جديد في شرب عصير خيار؟ الخضار الوحيدة التي لا لون لها ولا طعم ولا شخصية؟" أخذت الكأس من أمامي .. ارتشفت منه قالت: " أحيانا .. في خضم دأبنا الضاري في البحث عن أنفسنا .. نكون بأمس الحاجة لأشياء خجولة الوجود، لا طعم فيها ولا لون ولا رائحة" بعد الرشفة الأولى من العصير المائل لونه للاشيئ، أدركت أنها فعلا جادّة بكل ما تقول! سألتني مرّة: هل جربت القفز من النافذة؟؟ - اي نافذة؟؟ - اي نافذة .. حتى لو كانت في المستوى الأرضي. - لا - لماذا؟ - لإنني دائا أجد الأبواب مفتوحة امامي .. ضحكت .. قالت: - هل فعلا تعتقد ان كل الذين خرجوا من نافذة لم يجدوا الأبواب مفتوحة امامهم؟ في القفز من النافذة، لذّة الشعور بأنك تهرب! سألتها .. هل للهرب لذّة؟ قالت .. نعم، خصوصا لهؤلاء الذين ليس لديهم

كركوبيات ..

ليتني في كل سنة أكبر سنة .. وأصغر سنة .. لأجد نفسي كل سنة .. محشورة في نفس السنة! الشقة الجميلة ذات النافذة الكبيرة التي تسمح للشمس التي أحبها أن تدخل بلا استئذان، الغرف الكبيرة والأبواب الخشبية الغامقة كلون الشيكولاته. المطبخ اللطيف الذي يذكرني بمطبخ طفولتي، والمفتاح الذي أحمله معلقا في علاقة مفاتيح سيارتي. هل فعلا أنا أملك مفاتيح بيت .. ام مفاتيح حياة؟ لم تعطيني يوما والدتي مفتاح منزلها حتى عندما أصبح لدي مفتاح سيارة تؤهلني لاجتياح الشوارع والعودة وحدي، ربما كانت تخاف علي من المفاتيح او تخاف على المفاتيح منّي! ولكني عندما تزوجت، كانت مفاتيح بيتها أول شيء أتسلمه منها! غريب كيف يطير هم البنت بعد توقيع العقد من على كتف الأب إلى كتف الرجل الآخر.. والأغرب عندما تدرك البنت متأخرا جدا في الحياة أنها يوما لم تكن همّا .. لا لهذا ولا ذاك! أنا وابنتي ذات السنتين امرأتان في بيت واحد كم تحب إحدانا الأخرى.. نلعب ونمرح ونتشاجر ونتصافى كمخلوقين متحضرين يعيشان في مجتمع غاية في السلام .. اكتشفت مؤخرا أننا في وئام لإن لها الجزء الغربي من المنزل، وأنا لي الجزء الشرقي .. وكل منّا يعرف

خارج صندوق هوليوود ..

صورة
لم أكن أعلم أن للفن السابع روّاد غاية بالتطور والموهبة خارج الصندوق الهوليوودي محكم الغلق .. وكأن أمريكا - بعبعع العالم - قد احتلت وتربعت على عرش كل شيء في أذهاننا، فلم نعد نملك الرغبة في استكشاف عوالم أخرى تنتج سحرا خلابا بلكنة مختلفة على الشاشة الفضية! قادتني الصدفة عندما اكتشفت أن قناة Show Movies الأولى والثانية تعرض كل يوم فلم محترم في تمام الساعة الثامنة، مما ينطبق تماما مع مواقيت تشردغي الأفقي على الفراش كدعوة خاصة مني ليستوطنني النوم. نعم أنا دجاجة أنام مبكرا جدا، وكم أنا فخورة بدجاجيتي! لثلاث أيام متفرقة عرضت القناتين لا اذكر بالتحديد ايها، ثلاث افلام من انجلترا .. أفلام انجليزية بحتة لا تدخل فيها الصنعة الأمريكية ولا تتدخل فيها أيادي هوليود الخفية. في الليالي الثلاثة لم ارمش، ولم أشعر إلا والوقت يطير منّي مدفونة بجمال القصص المطروحة على طاولة اللكنة البريطانية الخالصة، السينماغرافي فن اشتهر فيه الأمريكان، وسحب البريطانيون البساط منهم في أفلام غرائبية خيالية مثل "هاري بوتر" و" لورد أوف ذا رنغ". ولكن ان يتشكل هذا الفن الراقي في قصص حية من واقع الحياة، هذا

فلنتفلسف قليلا ..

صورة
ماذا لو كانت سبمبوت .. تكذب ؟ كان لقبي عندما كنت صغيرة " أم شلاخ" لإنني بطبيعة الحال كنت أكذب! تفسيراتي الآن والنابعة من نضوجي ونظرتي الشخصية للتاريخ الذي تركته ورائي تنقسم الى قسمين: الأول: أنني ومنذ صغري كنت فتاة مبدعة تتمتع بخيال واسع وفكر خلاّق. منذ صغري وأنا احيك القصص، وأؤلف على صديقاتي وقريباتي وبنات خالاتي ألف رواية وستين الف حدث! لماذا كنت اكذبها؟ لإنني ببساطة لم أتعلم بعد معنى أن يكون هناك عالم تماما مثل الكتابة استطيع أن اسرد فيه عصير خيالي الجبّار دون أن يحاسبني عليه أحد. كنت فعلا أؤلف القصة وأصدقها، أصدق أن ابن جيراننا غمز لي وأنه قال أنه يحبني! ان والدي سيأخذنا في الصيف الى امريكا! وأنني جمعت عيادي ما يقارب ال800 دينار على مر السنين وأنني احتفض فيها بحسابي الشخصي في البنك! الثاني: أنني كنت بحاجة ماسة للتجمّل. واقعي المعاش لم يكن بالضرورة ما حلمت به، فأكذب لأخلق لنفسي عالما آخر تماما مثل الذي اريده، اكذبه على نفسي وعلى المحيطين من حولي لأصدقه وأعيش حذافيره وكأنه جزء من حياتي الحقيقية. يمنحني ذلك شعورا وقتيا بالسعادة عندما أشعر بأنني أزحت الزحام ودخلت دائرة ا

يوميات رجل مُنقَب !

صورة
تنويه: أنا لست ضد النقاب، ولا ضد المرأة التي ترتديه راضية قانعة سعيدة بقرارها، محتسبة فيه تقربا واجتهادا الى الله .. أنا ضد فكرة ان ترغم المرأة على ارتداءه اكراها .. بدون قناعة منها ولا قبول. المرسوم: والدي في غرفة المعيشة يناقش والدتي البسيطة الأمية في موضوع "وجه" اختي. نعم لوجه أختي جلسة منفصلة للحوار من طرف واحد. اسمع صوته ولا أسمع صوتها، يسأل ويرد على نفسه، يحاور عقله بصوت عالي، ويغضب ويثور على الأفكار الافتراضية التي تدور في خلده. يعلو صوته ما إن يظهر صوت متقطع متردد من تحت حلقوم أمي: " هو له داعي يا بو فهد؟" تنهال كلمات عالية النبرة أشبه بالشتائم، أمي تخالها مسلمّات فطرية جبل عليها الرجل في تخاطبه الرسمي مع حرثه. وأنا، لا اهتم لها كثيرا لإنني ومنذ صغري اعتدت سماعها، واعتدت على تقبّل أمي لها. أسمع أمرا نهائيا بتبليغ المرسوم " لعنيزة" عنيزة .. اسم حركي مستعار منحته لأختي، لا استهزاءا ولا استخفافا ولا تصغيرا لها، ولكنها اكتسبته فقط لإن لها صوتا حادا مهدرج أشبه بصوت الماعز الصغيرة. أمي قامت تنادي عنيزة .. في نهاية الدهليز المظلم، الذي يشق صدر البيت يفت

قائمة أم عدنان .. الجزء الثالث والأخير !

صورة
(( يس – والقرآن الحكيم – انك لمن المرسلين – على صراط مستقيم )) .. ساعة حائط،.. رقم سبعة كبير مقطوع من كارتون ملون .. ولوحة معلقة تمددت فيها امرأة تحت قدمي المسيح! الجدران الأربعة ارتدت نياشين عشوائية لا تمت لبعضها بصلة. الحائط على يمين الباب يكاد لا يرى من تراكم أشلاء الأشياء فوق بعضها، ولكن لازالت ساعة الحائط تطل من بين الأغراض كعين واحدة لمارد محبوس. الفراش الذي عادة أراه من نافذة الباب الزجاجية بدا أصغر بكثير مما تخيلت، الأغطية الرثة القديمة التي تغطيه لازالت نظيفة، والمخدة عطرة على الرغم من أنها كانت في نفس المكان منذ اليوم الاول الذي جذبني فيه فضولي لأسترق النظر الى داخل الغرفة. صناديق حديد وأخرى خشبية تحمل على صدرها اقفالا مفتوحة وأخرى موصدة؟ في زاوية الغرفة أكياس اسمنت جديدة لم تفتح متراصة فوق بعضها اعتراها السأم غبارا منذ الأزل. على الحائط الذي تأبط الباب وقفت مكتبة طويلة بأرفف عديدة، امتلأت الأرفف بالكتب البالية والمجلات القديمة واسطوانات ليس لها تاريخ! شاهقة كانت المكتبة تلامس بالكاد الى سقف الغرفة. في الرفوف العليا أوراق مكدسة وفوضوية فوق بعضها، بانت من اسفل على أنها اوراق

سنتان .. ونحن صديقتين !

صورة
( كل عمرك .. وأجمل أيام عمري .. قضيناها ونحن صديقتان ) تتقمص ابنتي شخصية القطة وهي تلعب معي، تمشي على اربع وتسبّل عينيها وتصدر من فمها الوردي مواءا ناعما .. تقترب مني بخطوات رائقة وتتمسح بكتفي، تمد لسانها وتلحس راحة يدي وكأنها قطة صغيرة تلعق حليبا من وعاء! اضحك عليها ومعها .. لكني بذات الوقت ادهش من سرعة الأيام التي مضت على ظهر برقة، وجعلت من قطعة اللحم التائهة، انسانة غاية في الجمال .. لم تكتف بزوبعة ذاتها ونفسها التي تكبر وتنمو وتتعلم، بل باتت تغزو بفكرها الغض وخيالها الذي تطور في لمح البصر عوالم مخلوقات أخرى تحبها .. مرة قطة .. ومرة كلب! في الحادي والعشرين من الشهر الفائت، وتحديدا في ثاني أيام العيد .. بينما نجم الروح لم يكن هنا، احتفلنا أنا وغدن ولفيف من الأطفال بعيد ميلادها الثاني .. وقفت وسط الجموع لا تدري أن كل ما حولها ومن حولها لها، كانت متجهمة وباكية لإنها ومنذ الصباح اردات قطعة كيك وماما لم تعطها! كانت واقفة في المنتصف .. الكل يغني لها إلا هي .. كانت فقط تريد كيكة! سنتان ونحن صديقتان .. أكبر وتكبرين معي .. تغدين طفلة فتسحبيني معك الى عالم .. نختبئ أنا معك فيه خلف الست