المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١١

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

صورة
- راح تبجين .. وبييب كاميرتي وأصورك واضحك عليك! اضحك عاليا على وأنا أتمدد في الضفة الأخرى من الهاتف، صديقتي تناكفني لإنها سبقتني في مضمار الأمومة بأشواط، اختبرت مشاعر العناد والفقد والفراق حتى وإن كانت واحدة من تلك الفراقات السعيدة، عندما تتباعد اليدين "الصغيرة" و"الكبيرة" اللاتي ظلتا متماسكتين منذ النظرة الأولى .. المسكة الأولى! "غدونة" مختلفة ضمن بعد رابع لا أعرف تفاصيله ولا قياساته المجهرية! "غدونة" ليست طفلة أنجلبتها وأحببتها لإنها ابنتي فقط، بل لإنها معلمتي التي أدخلتني ما إن تواجدت في الحياة الى حيّز لم أقربه من قبل. "غدونة" لوحدها، وفي لحظة واحدة من وجود علمتني أن حياتي لم تعد حياتي! أصبحت ما إن وطأت قدميها الصغيرتين خارج النفق الدافئ مُلكا لا لشخص، بل لحالــة! أعود إليها أحيانا وأسميها حالة اللاأنا! عندما اقترب موعد التحاق ابنتي/ معلمتي في المدرسة جلست مع نفسي وأصدرت مراسيم ذاتية تتمحور حول أين نوع من امهات طلبة المدارس سأكون! هل من هؤلاء الأمهات اللاتي يتدخلن في تفاصيل يوم صغارهم الدراسية! هل سأكون

( سلمــــــــــــــــانة ) الأخيرة

صورة
هناك فرق شاسع بين الحشرجة والاختناق! لكن سلمانة في تلك اللحظة التي شخصت فيها عينا والدتها وظهرت في رقبتها عروق الغضب أحسّت أن صوتها يتحشرج اختناقا فاضحا بجزعها! طالما تخيلت لحظة الاعتراف الكبير، لا يعترف الناس إلا بذنوبهم قال لها جوناثان يوما .. أضاف: أنا لست ذنبا! لم تجبه في تلك اللحظة الممسدة بالصمت، حجب ظلام ما، تلك المسافة القصيرة الفاصلة بينهما، رأت خلال العتمة مصيرها او ربما .. مصير اعترافها. نجلة استغرقت وقت أطول مما تصورته سلمانة لتبدأ .. -         انتِ من صجج وإلا تتغشمرين ؟؟ سؤال لم يتبعه برهة صمت طمعا بإجابة! صفعة دوّت على وجه البنت التي جاءت لأمها تبوح حبها للغريب. لا تعرف لمَ ولكنها في تلك اللحظة الحاسمة تذكرت وجه شادية عندما كانت "فؤادة"! وتطايرت الأفكار كالصحف الممدودة بوجه الريح .. توافد الرجال على رائحة الصراخ التي شلّت أركان المنزل، لم تعلم سلمانة متى سقطت على الأرض، ومتى بدأت ركلة والدها الأولى، ومتى انتهت لكمة أخيها الأخيرة؟ كلها تهدرجت مع سيمفونية سقيمة على أنغام صراخ نجلة التي وفي خضم الهلع صرّحت بأمور لم تكن صادقة ولا مباحة! سمعت

( سلمــــــــــــــــانة ) 20

صورة
ان ينبض القلب فجأة! أن يمتلئ الصدر بفراشات شقيات يدرن بلا هوادة في فلك النبض! أن نحلم في أطراف الليل وآناء النهار بجدول رقراق وشلال بارد! أن نتفاوض مع الأمل كل يوم، أن نؤمن بمعجزة ما، أن نتنهد ابتسامة ونتجرع كل يوم دمعة عشوائية مبهمة لم ينزلها من عيوننا لا حزن ولا فرحة! أن تتحول الوجوه كلها الى سحابة ملامحه، أن يتغير وقع الكلمات التي قالها يوما بلا مبالاة لتصبح أقوال مأثورة نتذكرها ونعيدها كل يوم، تؤثر فينا تماما كقصص الأطفال التي قرأتها لنا أمهاتنا ولازلنا نتذكرها الى اليوم...   كل هذه مؤشرات تدل على ان طبلا سكن الخافق، وأن الخفقات تحولت الى احتفالية آنية لقبيلة افريقية تعرف تماما كيف تصدر أصوات عالية تخاطب فيها الفرح! كل هذه المؤشرات تدل على أننا غارقون في دوامة الحب تدور فينا وندور فيها غير مبالين بما يحدث حولنا .. هي وهو .. لازالوا هناك، في تلك الدوامة النابضة بالدفء، السابحة بالموسيقى الروحية الذائبة بأحلام مستقبلية مغموسة بلذة المعية. أصبحت كلمة "معا" او " Us " لسلمانة أهم بكثير من تلك الـ "أنا " التي كانت تحترفها وتحبها، هي وهو .. هناك لو

( سلمــــــــــــــــانة ) 19

صورة
للحب المتوازن الراسخ في أعماق الروح لمسة وردية على الوجدان، لم تشعر سلمانة من قبل بكل تلك الغبطة التي تتملكها ما إن تراه في الصباح الباكر يدخل من بوابة المدرسة الكبيرة، على ظهره حقيبته التي يضع فيها كمبيوتره المحمول وبعض الكراسات التي يستخدمها لجمع الملاحظات حول الطلبة وتقدمهم العملي في الصف. -         جوناثان رجل متواضع ومستقر! التفتت سلمانة الى الصوت الذي أتى زحفا خفيفا الى أذنها، كانت مسز كاندنس ناضرة المدرسة، بأرطالها الزائدة وجلدها الأبيض المشدود، كانت مسز كاندنس ترتدي ذلك الصباح فستان وردي فاتح وضعت فوقه كنزة رمادية مشجرة. احمرت سلمانة خجلا وهي للتو تدرك أنها كانت تنظر الى جوناثان وهو يدخل من بوابة المدرسة بعينين ملؤهما الشوق .. سألت مسز كاندنس: -         فضحتني عيناي؟ أجابتها المخضرمة بصوت حنون .. -         بل دقات قلبك .. سمعتها من بعيد .. لماذا لا تتزوج الفتاة ممن تحب؟ سؤال طرحته سلمانة على هديل التي استقرت في بيت الزوجية واحترفت بفترة قصيرة دور الزوجة والمرأة على أعتاب عالم الأمومة. دار النقاش طويلا بين الصديقتين، خاضتا في العادات والتقاليد والم