المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١١

( سلمــــــــــــــــانة ) 17

صورة
 كتبت أحد الصحف خبرا مقتضبا عن قضية محمد حبيب مريم، قال الخبر أنه تم القبض على مواطن يتاجر بالمخدرات. كمّا أكّد الخبرعن وجود كميات كبيرة من حبات الهلوسة وبودرة الكوكايين في شقته الكائنة في بنيد القار. وقد تمت أحالة (   م.ق ) الى النيابة العامة وهو الآن بانتظار المحاكمة. مريم التي احترقت عندما اصبحت جنتها مرتعا لإيواء المخدرات، كانت تعرف أن القضية ملفقة، والمضبوطات ما هي إلا حيلة استخدمها اخيها الضابط في الداخلية للتخلص منه الى الأبد دون ان تتوسخ الأيادي بدمه. بالنسبة لعقلية أخوانها العسكرية المتطرفة، كانت هذه الوسيلة الوحيدة لتلقينه درسا لن ينساه. لم يكن هدفهم الأول ايلامه او قتله، كانوا يريدون اختصار حياته، عمرة وشبابه ليعيش ويتعفن في زنزانة معتمة في سجن طلحة. علمت مريم من مصادرها الخاصة أن جلسته الأولى أمام القضاء ستكون في الأسبوع الأول من الشهر القادم، يصادف يوم الأربعاء في الساعة الثامنة والنصف صباحا. أخذت سيارة صديقتها وحامت حول المبنى يومين قبل موعد المحاكمة. لم تكن تعلم ماذا ستفعل، ولكنها حتما ارادت ان تعرف المكان الذي سيقرر مصيره. تساءلت إن كان قد أخبر المحققين وم

( سلمــــــــــــــــانة ) 16

صورة
شهقت سلمانة في صباح اليوم التالي عندما دخلت عليها مريم في مكتبها، كانت الساعة مبكرة جدّا وقد تعمدت سلمانة أن تحضر قبل الجميع لتنهي جداول العرض للإجتماع الذي سيعقد في الساعة الثامنة والنصف. جاءت مريم وقد لوّن وجهها الصافي بندبات تعب، هالات سوداء غامقة تحت عينيها، وملابس تكاد لا تناسب بعضها. تغيّرت الفتاة التي كانت واحدة من أجمل البنات في الجامعة وأكثرهم اهتماما بالموضة والمظهر. تغيّرت كثيرا حتى بدت أما لأربع اولاد او اكثر تجري ورائهم ليل نهار فتنسى ان تأكل وأن تضع حجاب رأسها بالطريقة الصحيحية. عانقتها سلمانة، صافحت يدها المهترأة وقبلتها على خديها، هناك حريق ما في جوف هذه الفتاة، لهيب من حسرة وألم وربما جبال من ندم سقطت على الكيان الذي ضاعت ألوانه. لم تكن مريم في مزاج معتدل، فقد تلقت للتو حسبما قالت خبر تدهور حالة والدتها الصحية من ابنة خالتها. اتصلت بها لترجوها خلسة أن تذهب لترى والدتها، فسحبت خالتها الهاتف من يد ابنتها وأسمعتها كل الكلمات النابية والشتيمة الجارحة في القاموس العّامي. اتهمتها خالتها بأنها السبب في مرض امها، وانها فعلا لا تستحق الحياة " ليتهم نجحوا في حرقك مث

( سلمــــــــــــــــانة ) 15

صورة
في مكتبها بعد الإستراحة، رفعت سماعة الهاتف واتصلت بالوزارة .. ردّت البدالة المخصصة بتحويل المكالمات الى الجهة المعنية، سألت عن نيفين، موظفة اسمها نيفين ولا تعرف كنيتها، اخبرتهم انها تعمل في ادارة التحقيقات. رنّ جرس الإنتظار مرتين ليرفع السمّاعة صوت رجل. سألته عن نيفين فأخبرها انها في اجازة. سألته ان كان يعرف رقم هاتفها المحمول، فرفض اعطائها احتراما لخصوصية زميلته. توسلت اليه ان يساعدها فهي في أمس الحاجة ان تحكي مع نيفين في امر بغاية الأهمية، أصّر على الرفض. فتوصلت الى اعطاءه رقم هاتفها الشخصي ليعطيه بدوره الى نيفين ويخبرها ان سلمانة تريدها حالا في أمر ضروري جدا. اقفلت السماعة .. وانشغلت ببعض الأمور بعد حولي الساعة والنصف عادت الى مكتبها لتجد مكالمة لم يرد عليها، اتصلت بالرقم الموجود ليرد عليها صوت نيفين. أخبرتها بإسمها وانها أرادت الحديث مع مريم. جاءت ردة فعل الصوت الحاني غريبة بعض الشيء، فقد انكرت معرفتها بالفتاة المطلوبة نهائيا ولم ترد استكمال الحديث فأقفلت السماعة قبل انتهاء الحوار! أصرّت سلمانة على ابلاغ الرسالة، فكتبت رسالة قصيرة مفادها انها صديقة مريم، وان بحوزتها م

( سلمــــــــــــــــانة ) 14

صورة
انخطبت هديل !! جاء الخبر كالصاعقة على نجلة والدة سلمانة، هديل صديقة ابنتها المقربة ذات النسب الأقل قدرا ومكانة من نسب ابنتها، تخطب وتتزوج قبل سلمانة؟! كيف واين ومتى ولماذا يلعب النصيب لعبة مهلكة مع اللأمهات اللاتي كبرن منذ الصغر على مفهوم واحد للأفضلية، " من سبق من في الزواج! " تلقت سلمانة الخبر فأحست بجناحين من سعادة يحملانها من على الأرض. تحملت هديل الكثير من المآسي في منزل تحكمه زوجة أب تافهة لا تعرف ولن تعرف كيف تفرق الجد عن اللعب. تتغابى زوجة والدها الشابة التي تكبرها ببضع سنين لتوقع هديل وأخيها في أشد انواع العقاب، والوالد المخدوع يصدق ويفعل ما تمليه عليه أميرته المدللة. تتضاحك في النهاية، معلنة أنها ربحت المعركة! خطب هديل شاب اسمه جاسم، موظف محترم كان ولازال يعمل معها في نفس الوزارة، توطدت علاقة صداقة عملية متبادلة بينهما الى ان احضر والدته الى بيتها وطلب يدها بدون مقدمات. ألفته هديل منذ البداية، فقد كان واحدا من هؤلاء الرجال البسطاء الذين يشعرون جليسهم باالدفئ والأمان. ترددت العروس في البداية خوفا مما سيقوله عنهم الناس وخصوصا الموظفين معهم في الإدارة، ولك