ملامح من رواية لازالت في طور الرواية !



( لغتها العربية و قطع أحجار من كل شاطئ زارته وحجاب على الرأس، ثلاثة أشياء فقط جاءت بها من هناك. هي تركت هذه الأرض لأصحابها و ذهبت الى حيث لا يذهبون، كانت لا تريدهم و لا تريد ان ترى صبغة الشمس التي تترك لونا فريدا على الوجوه. تركت الجميع و تحدّت اللاآت التي سمعت و التهديدات التي تلقت و الصراخ الذي طال أعمق نقطة في رأسها. ذلك الصراخ الذي عاشت معه منذ كانت صغيرة، الصراخ الذي يصم آذانها ويرعبها حتى لو لم تكن هي المخطئة. العينان السوداويين التي يمتزج بهم الزئير فيغدوان بلون الدم. كانت تخاف منهم و لا تنساهم.)

كتبت هذه الفقرة منذ اكثر ن ثلاث سنين ..
استودعتها صفحة فارغة بيضاء على صدر شاشة الكمبيوتر
ونست الموضوع ..
كثيرا ما تنجب سطورا وتتركها للوقت يربيها ويعلمها كيف تنضج.
متى تتحول الفقرات الى شيئ أشبه بالقصة متذبذبة الملامح؟
لا تدري ..
بعد أن دارت فيها الحياة دورتها الكبرى ..
وانتقلت من عالم الفتيات الوردي الى عالم النساء الأحمر ..
بعد التجارب الكثيرة ..
والمسؤولية .. والنظرة الاجتماعية .. والحب .. والشجار .. ثم الحب من جديد
بعد ان امتلئت .. زارت الصفحة البيضاء من جديد
قرأت .. وأعادت القراءة لتشعر بالدفق يتسرب اليها من جديد
باتت الفقرة تعتصرها والمخاض اضحى اقوى ..
لتنجب طفلا آخر .. او فقرة أخرى ..
بعد أكثر من سنة .. رأت الفتاة التي غادرت المكان
ورجعت بلغتها العربية والأحجار والحجاب ..
كتبتها .. كتبت الفتاة صديقة اقتطعتها ظروفها الى خمسون شتات
صرخت من الفرحة لإن الفتاة جميلة وملامح قصتها أجمل ..
كتبت ..
( عندما تتزوج الفتاة سريعا، فهل هذا يعني انها الأجمل؟ الأحسن خلقا؟ الأعرق أصلا ؟ او ان والدتها أتقنت تربيتها وان والدها حفظها وصانها وجعل منها أميرة غالية فاز من اقتناها؟ ألهذا تموت وتحيى الأمهات عندما يتأخر النصيب؟ لأنهن يعتقدن ان هناك خطأ ما في بناتهن وبالتالي خطأ ما بهن؟؟ من آمن بنفسه وحدها علم ان الحياة لا تسيرها الأخطاء ولا النسب، وان الجميل هنا، قبيح هناك، والصحيح هنا من الممكن ان يكون منتهى الخطأ هناك! تتأمل الأمهات فرصة الزواج لبناتهن بعض الأحيان بلا تطلعات، الشرط الوحيد ان يكون رجلا و حسب، باعتقادهن ان تسمى الفتاة " متزوجة" أفضل مئات المرات من ان تنعت بـ " عانس". )
بعدما عرفت الفتاة وجدت اسما للملامح
غريب وغير واقعي .. تركته مثلما هو لعلها تغيره فيما بعد
مع الوقت .. ومع العشرة باتت تقتنع اكثر بالإسم
فعندما نسمي طفلا لا نعرفه أهون بكثير من تسمية شخصية عرفناها قبل ان نعرف اسمها
كتبت عن البنت كثيرا .. وتركت بين اصابعها كثيرا من نفسها
تشبهها الى حد التطابق .. وتختلف مسافات طويلة ..
تخرجت الملامح .. عملت الملامح .. عُصرت الملامح ووضعت بين مطرقة الأعراف
وسندان المجتمع الذي خلق هذه الأعراف ..
تركت عملها الأول .. ثم تركت عملها الثاني ووجدت الثالث واستقرت ..
هناك لوية خاصة في الرواية
شخصية أخرى عُصرت ايضا ..
ولا تعرف كيف تنزف عصيرها
(بعد ان تعدّت العشرين، اكتشفت انها لا تريد شيئا من هذه الدنيا سوى الحرية. كرهت اللحظات التي ترى فيها أخيها الذي يصغرها بسنتين يصفع الباب من خلفه و يذهب مع الريح الى حيث يريد. بدون أسئلة تنتظر الأجوبة وبلا رفض او قبول. لازال المجتمع يضع على كاهل الفتاة مسؤولية أنوثتها، لازالوا يحملونها عبء بكارتها و ثقل قدرتها على الإنجاب. لازالت الحياة في هذا المجتمع أصعب على المرأة من على الرجل، و كأن الأحمال التي تقع على عاتقها منذ ولادتها ليست مؤهلة بما فيه الكفاية لتصنع كيانا يدور في دائرته .. ولا يجد نفسه. )
بعد اكثر من 60 صفحة ..
أحست بالجفاف، ريق شاحب وحشرجة متعبة منعتها من السرد
ماذا حصل بعد هذا المشوار المضني ؟
اين هم الفتيات ؟ اين ذهبوا؟
لا أحد يعلم بما فيهم هي ..
أحست أنها خالق فاشل
تخلق الشخصيات، تضعهم في دائرة النور .. يعاندونها فتتركهم!
لأكثر من شهر لم تكتب لهم رسائل حب
ولأكثر من أرق لم تنهض من فراشها لتضعهم تحت اللحاف ..
ارسلت الى صديقها، كاتب مصري معروف
" لازلت أنا وروايتي نتشاجر بالوسادات الخالية، فلا أنا اسقط .. ولا هي تنسكب!"
رد عليها :
" اصبري على روح الرواية، طالما ان الشغف حي، والعشق مشتعل، ستعطيك نفسها ..
شيئا فشيئا"
ليلة البارحة .. اسيقضت من النوم فجأة ..
فتحت صفحة النور وكتبت حوارا دار بين أم وابنة ..
الملامح وأمها بدتا منسجمتين ورائعتين ..
اقفلت اللابتوب، قبلت حبيبها ونامت
اليوم في الصباح .. قرأت الحوار وأحست كم هو مشتت وناعس
شطبت كل شيء ..
واقفلت الصفحة.

تعليقات

‏قال الزين
كثيرا ما اكتب شيئا واتركه لإكماله في وقت لاحق

ثم اعود اليه فأجد احساسي به قد اختلف

وكلامته لم تعد تعني شيئا بنالنسبة لي

عشان جذيه لدي الكثير من النصوص الغير مكتمله

:)


سعدت بزيارتك والتعرف على مدونتك

:)

وعلى فكره ما لقت اسمي معاهم

ربعج اللي على جنب

:$


وزعلت

:)))))

لا تصدقين اتحرش فيج
‏قال سبمبوت
الزين

هلا والله بالزين كله .. سعيدة بزيارتج .. والحين بحطج مع الربع :)
‏قال أبو لطيف
هي كذلك

احيانا نحن نكتب الكلمات

واحيانا اخرى تكتبنا الكلمات

ان كتبتنا ...فانها تنساب متى شاءت وتستريح متى رغبت
لكنها تاتي بالحروف وخباياها وخفاياها لتنسج لنا ما يرضينا


اما ان كتبناها..فاحيانا نلوي الحروف بل ونستجديها وتابى ان تطاوعنا

اتركيها تكتب نفسها
فذلك ادعى للابداع

حفظك الله ورعاك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..