أيام ملونـــــــة

اليوم العادي

عندما استيقض في الصباح على رنين المنبه، سنوز – سنوز – سنوز ثلاث مرّات والرابعة دعاية.
شعري القصير كالعادة متعارك مع نفسه ومتصادم مع المخدّة طول الليل، اتجاهله.
اغسل وجهي، افرش اسناني، اصلّي وأجد بسهولة شيئا ارتديه. اهذب شعري ولا ازال في مرحلة مبكرة.
زوجي يدخل بعد ان أخذ دوش سريع، لبس وأكل توستة مرشوشة بالعسل، يجلس في كرسي خلف طاولة التسريحة وضعه خصيصا لتوستة الصباح مصحوبة بسوالف قصيرة معي من هنا وهناك ..
يقبلني ويذهب. .
اضع الرتوش الأخيرة أضم ابنتي اشمها واعصرها، تأخذها المربية فتفتح شرنقتها لتطير من بين يديها فراشة وردية وقبلات صغيرة.

اليوم البني

عندما اصحو على صوت المؤذن الجديد في المسجد القريب، مزيج من صرخات آلام بطن "غازات"، وأنين الرجل الأول في العالم الذي يجرب نوبات طلق الولادة.
افتح عيني، كلمة الله يسامحك تخرج من فمي دون ان اعلم.
الساعة الخامسة وثمانية وعشرين دقيقة. .
يصمت المؤذن، فألتهم الدقيقتين الباقيتين قرفصاءا ببقعتي الدافئة.
يرن المنبه، اهز زوجي ويصحو.
آخذ دوشا دافئا ولا ازال اتثاءب تحت الماء. أخرج، أصلّي .. لبسي .. شعري .. توستة زوجي المرشوشة بالعسل.
تطرق الباب صغيرتي محمولة على يدي المربية.
كشتها المعهودة ومصاصة تسد فمها.
آخذها والعب معها .. وأتأخر عن العمل.

اليوم الأحمر

عندما يقرص بنكرياسي معدتي، وتناكفه هي برفسه.
افز من نومي على نداءات الداخل استجداءا للقمة من اي نوع. اتجاهلها، تلتوي امعائي اكثر فتغدوا هي المنبه الذي لا سنوز فيه. أتربين تحت اللحاف (اتكور على شكل ربيانه)، واضغط بطني بركبتاي، تقرص اكثر واضغط اكثر الى ان ايأس وافيق.
اذهب للمطبخ ولا أجد ما يناديني.. أكره الأكل في الصباح الباكر.
شعري .. لبسي .. زوجي .. بنتي .. وتفاحة حمراء في حقيبة يدي.

اليوم الأسود

منذ البارحة وانا ادور حول نفسي في الفراش، بركان في حلقومي ووهج في عيني وسيول في انفي.
والرقعة ما بين العينين وفوق عظمة الأنف غير قابلة للوصف على الإطلاق!
ابلع مسامير مع كل ريق، وانزف دموعا من عيني ومن انفي.
انام بعد بانادول نايت وانسى الستربسل في فمي. اصحوا وهي لا تزال في الداخل صغيرة لا ترى بالعين المجردة.
منديل كلينيكس يتدلى من أنفي.
يرن المنبه فيستيقض زوجي ويبتسم بتحبب يدلعني قليلا بمصطلحات مسكينة ويمسح على رأسي.
اكسر خاطر نفسي واشعر برغبة بالبكاء.
يتحمم، يلبس، يأكل توستة بالعسل لوحده، يقبلني وأنا على فراش الموت ويودعني .. وأنا أوقول "مع السلابة حبيبي".

اليوم الفضي

الذي اكتب فيه شيئا جميلا.

اليوم الأبيض

يوم الجمعة، عندما لا يكون لدينا عمل يسحبنا قسرا من دفئ الفراش ودفئ بعضنا.
افتح عيني فأجد الوقت مبكرا جدا الساعة السادسة لازالت. اغتاظ لإنني حتى في الويك اند لا أسترسل في النوم.
اتحرك كثيرا لكي يستيقض ونسولف منبطحين.
أسمع صوت صغيرتي في الصالة مع المربية تستهل يومها: "بدا بدي غوغو لالا منمنا". ترجمة: " يافتاح يا عليم يا رزاق كريم .. يالله صباح خير".
افز من الفراش ويفز هو ونتسابق اليها. نغني لها وترقص هي .. ونظل طول اليوم نلعب.

اليوم الذهبي

عندما يمر اليوم ولم يكن فيه اي كذبة من اي لون.

اليوم الرمادي

غيوم ملبدة بالأمطار في سقف غرفتنا، تناجرنا في المساء على شيء سخيف ونمنا ونحن لايزال في قلوبنا كلام.
افزع في نصف الليل خوفا من أنني نسيت ان اقفل باب الشقة، أجده نائم .. لا ارى وجهه كالعادة .. فقط ظهره.
اذهب لأتأكد من الباب، اطل في فراش صغيرتي وامشي بتثاقل الى الغرفة.
أرى شمعة النكد على طاولة الطعام. زوجي يموت على الشموع ويحرقها ليل نهار، وانا اتصروع من الحريق.
ألف مرّة أعيد وأكرر أنه يجب ان يطفئ كل الشموع قبل ان ينام، وهو ينسى.
البارحة صرخت بوجهه "يعني ما راح ترتاح إلا لمّا تاكلنا النار!!". تجاهلني فصفعت الباب بوجهه ونمنا غاضبين.
أرى شمعته المفضلة برائحة الفانيلا والكاراميل، يعشق رائحتها.
اضيئها واسكنها حضن طاوله بجانبه، اقبل رأسه فيفتح عينه .. ويبتسم.
اضل مستيقضة بجانب شمتعته ما تبقّى من الليل اكتب قصيدة .. واحرسه لكي لا يحترق.

اليوم الأخضر

عندما استيقض على صوته هو .. يقول I love you

اليوم الوردي
عندما يستيقض قبلي ليترك لي هدية عيد ميلادي بجانبي في السرير فأفتح عيني .. عليه وعليها.

تعليقات

‏قال Tekana
Enshala kil ayamich khathra :)
ليش ماكو اليوم الأصفر ؟
:)
الله يجعل أيامج كلها ألوان ممتعة وسعيدة
‏قال الزين
:)

جميلة هي ايامك

بتفصاليها الحميمة والقرب اللا متناهي منه

بس نصيحه مني

لا تنامون وانتوا زعلانين

:*

انتي تصنعين صباحاتي الجميلة بما تكتبين

شكرا لك
‏قال Najmah
صباح الخير
عشت تفاصيل ايامج معاج :)
عسى ربي يخلي لج كل غالي
وعسى كل ايامج حب وفرح
احببت حروفك
و وجودي في هذا المكان
:)
‏قال سبمبوت
Tekana:

آمين يا رب .. والقايل بعد :)
‏قال سبمبوت
حياتي هدف مو عبث:

ما أحب اللون الأصفر في الأيام .. يمثل لي التعب والمرض.

ويجعل ايامك مشرقة ومضيئة بكل ألوان قوس قزح.
‏قال سبمبوت
الزين

عندما تزوجنا تعاهدنا على شيئين فيما يخص الغضب:
الأول: ان لا ننام غاضبين.
الثاني: ان لا يخرج أحدنا من البيت مهما احتد الجفاء، ففي بيتنا تحيا خلافتنا وتموت دون ان يراها أحد.

بس هذاك اليوم ما مداني اصالحه، نام بسرعة :)

شكرا حبيبتي على منحي لحظات من صباحك، شرف كبير لي ان استهل ايامك.
دمتي دوما رفيقة اشراقي.
‏قال سبمبوت
Najmah

ادعو لكم بالمثل، فدعواتكم تثلج قلبي واشعر انني اشارك تفاصيلي مع قرّاء طيبون.

سعيدة بك في مُكنتي مثلما يسمي الشاعر "محمد فؤاد نجم" المدونة وهي تصغير لكلمة (مكان) وان ما شالج البلوج تشيلج عيوني.
‏قال ولد الديرة
واليوم المقلم!
‏قال ولد الديرة
انزين

واليوم المقلم؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..