رقصة غادة .. دفا مش زي أي دفا ..!


عرضت في بوست سابق حكاية عن 3 مدونات تحولت الى كتب من اصدار دار الشروق العريقة.

هذه المدونات كانت ملك لثلاث بنات موهوبات مصريات، وضعن أجمل حواديتهم وحكاياتهم، صرخاتهم وآهاتهم وضحكاتهم

على الورقة الإلكترونية واطلقوها في فضاء النت لتغدوا شيئا جميلا تتلقفه آلاف النجمات من عيون القراء من كل مكان ..

تكلمت عن كتاب غادة عبدالعال ( عايزة اتجوز)، وكتاب رحاب بسّام (أرز باللبن لشخصين ) ووعدت ان اتكلم عن كتاب

الرائعة الثالثة غادة محمد محمود ( أما هذه فرقصتي أنا ) بعد ان يصل لي من القاهرة .. واقرأه


كتاب ازرق صغير عليه رسم غرافيتي لرجل وامرأة يمسكان ايدي بعضهما ويرقصان ..
وهذا بالضبط ما حصل لي مع الكتاب .. أنا وغادة أمسكنا بأيدي بعضنا ورقصنا على الحان كلماتها ودفئ أحاسيسها ..
غادة بنت مصرية أصيلة في العشرينات من عمرها، تعرفها من أول ما تقرأ اهداء الكتاب.
عالمها .. أب متوفي، وأم موجودة "بمعنى الكلمة"
وحبيب اسمه حامد تحول مع صفحات الكتاب الى خطيب ..

تقول غادة في (أحتفل بك في نفسي وبنفسي فيك):
" اليوم قرأت العائلتان الفاتحة ..
اليوم شق صدري فخرجت من حبسك داخل ضلوعي، بعين نصف مغمضة ، تلتمس النور ..
اليوم لم تعد سرّي الصغير في صندوق مغلق بالقلب .. لم تعد مجرد ابتسامة خجلى ردا على اسئلتهن الفضولية عنك وعمن تكون ..
بل تجسدت بوضوح .. الحقيقة تجسدت .. أشهرت نفسك في وجة الهواء الحر فولدنا معا."
وتنهي غادة البوست إياه بعد كلام جميل عن حلم الخروج للنور الذي تحقق الى حلم العيش وسط النور الذي تنتظره بفارغ الصبر بكلمة:
" ربنا يخليك ليّا ".

نعم .. صفحاتها الأوفوايت بهذا الجمال، بهذه الروح الشفافة وهذه العذوبة الطاغية التي تنتشل القارئ من تداعيات يوم مغبر في الكويت،
الى قلب كبير، في غرفة صغيرة، في بيت عادي، في حارة مصرية داخل القاهرة. نراها مثلما هي تجلس على سريرها وتكتب:

" بحب الدنيا دي لما:
لما أحس اني فهمت حاجة قبل حد .. أو جاوبت على سؤال محتاج ذكاء .. لما الدماغ بتنور فجأة كده ..
لما ماما تقعد تزغزغني وانا متضايقة مع اني بقيت شطحة ما شاء الله ..
لما أعمل أكلة حلوة فيها اختراع ..
لما أكتب حاجة حلوة ما أتوقعش إنها تطلع منّي ..
باتبسط كمان لمّا اشتري لنفسي حاجة لُقطة .. ذوقها حلو و مميزة بشكل أو بآخر ..
لما يكلمني وقت المطر ..
............................................ الى آخر المقالة "


هي هكذا تماما، في كتابها، تذكرنا بالأشياء التي دوما ننساها ونسعد كثيرا عندما نتذكرها.
احتوى الكتاب ايضا على شطحات أدبية بحته زادت من اعجابي بغادة الكاتبة مثل قربي من غادة الفتاة التي تمسك قلما وتعبّر..
حكاياتها من صميم حياتها، وشطحات خيالها لا تخلو من نفسها .. ولكنها في النهاية تترك في نفس القارئ ذلك الأثر اللذيذ
من إحساس ممثال:

" تُراقب تزايد سرعتي في تناول الطعام واحمرار وجنتي وقصبة أنفي بعين مشفقة.
تستحثني كي أخرج من صمتي، وتحاول ربط خيوط الكلام ..
يا عزيزي ..
لا تحدثني بالمنطق .. ولا تحدثني عن الاحتمالات والأسباب وقوانين الطبيعة، أنا مجروحة وأحتاج فقط لحضن كبير!"

الجميل بالموضوع أن كل هذه المقالات كانت منشورة في مدورنة غادة، وكذلك غادة الأخرى ورحاب .. ولكن كتبهم طارت
من رفوف المكتبات لإنها لمست القرّاء وجعلتهم في حوار وجداني دائم معهم.
تساءلت .. ان لو كانوا الثلاثة غير مخفيين خلف غموض المدونات التي لا تتطلب اسم ولا وجه ..
هل سيكتبن بهذه الصراحة .. وتلك الشفافية؟

قالت في (سحابة وبطيخة وبينهما قلبي ):

" في وسط الأوراق والأقلام والملفات التي تروح وتجيء تخطر على بالي فكرتين:
الأولى تخص كوبا كبيرا ممتلئا عن آخره بعصير البطيخ البارد .. البطيخة حمراء "ومرملة" والعصير به جزيئات من الثلج المجروش ..
أما الثانية فتخص يديه ..
أقبض على نفسي متلبسة بالتفكير في أنامله .. في الأصابع الطويلة الدقيقة .. وأسأل نفسي:
ترى ماذا سيكون ملمسها حقا .. وهل ستكون مثل عشب اخضر مبتل؟ ام لأنها بيضاء - ستكون مثل حبات أرز؟
هل هي رخوة مثل قطع سحاب؟ أم شفافة ودافئة كبقعة نور؟
أعود لمنزلي، والرطوبة تكاد تفتك برئتي ..ألقي بنفسي على أقرب كرسي وألمح بطيخة عملاقة على مائدة السفرة ..
تخبرني أمي بأنه هو من احضرها لي ..
أتصل به وأقول: "تسلم إيديك!"

يرقص مشوار غادة على صفحات كتابها بتناغم منقطع النظير مع ذكاء لا يفارق الحروف. عبقرية في فن المفارقة،
وغوص في اغوار النفس بحرفية متناهية سواء في تلك المعزوفات التي كتبتها باللهجة العامية ام باللغة العربية الفصحى ..
تخللتني قشعريرات متفرقة وأنا اقرء دفء كلماتها ولطافة روحها ..
كيف استطاعت ان تقحمنا في عالمها البسيط جدا وتجعلنا في غاية الإنجذاب لأحداث حياة فتاة لا جديد فيها بالنسبة لنا؟؟
ليش وآنا اقرا ما كنت اقول " و آنا شكو"!!
ربما لإنها فنانة جدا جدا جدا ..

من يحب هذا النوع من الكتابات الحميمة .. فاليرتدي فستانا رائعا او بدلة سموكينغن، ويضع حذاء مناسب ..
ويرقص مع غادة رقصتها هي.



تعليقات

‏قال esTeKaNa
مسائك عطر
مسائك سكر:)
كنت وما زلت أؤمن بأن اجمل المدونات تلك التي تذكرنا بدفاترنا الصغيره المخبئه تحت وسادئنا التي كنا نكتب فيها كل ما قد يساورنا ويؤرق مشاعرنا!
لا يشترط ان نكون ذو اسلوب مبهر
والفاظ صعبه وحوار ادبي على مستوى رفيع
كل ما نحتاجه ان نكتب بقلم احساسنا
بصدقنا
بقلوبنا
ونكبر من خلال كلماتنا

احببت وصفك للكتاب
واعتقد اني احتاج اقتناء هذه الكتب باسرع وقت ممكن :)
موجودين بالكويت؟


شكرا لك سمبموت
انتي نافذتي على عالم جميل جدا
‏قال nikon 8
كتاب غادة عبدالعال ( عايزة أتجوز ) قريته دمه خفيف وظريف وكتاب غادة الثانية شوقتيني عليه ... بالذات الرقية الحمرا .... أفكر فيها بعز الحر وألاقيها جدامي .. ومن ومنو ؟ من الخطيب !
والله عز ولو إنها شي بسيط :)
بوست راقي يناسب الفالنتين ... كل عام وأنتي بخير:)
‏قال سبمبوت
estekana

وصفي فعلا لا يفي الكتاب حقه .. انا استمتعت بالكتاب وأثر داخلي صدقه وشفافيته كثيرا ..
للأسف لم أجد الكتب في الكويت وارسلت ورائهم من قبل القادمين من مصر، تجدينهم هناك أكيد.

شكرا على صداقتك .. أحبها وأتشرف بها.
‏قال سبمبوت
nikon 8

الكتب كلها فعلا تستحق القراءة والإشادة لإنها تجارب جديدة جدا وجميلة جدا من بنات فعلا موهوبات ..

وهابي فالنتاين :)
‏قال Sweet Revenge
صباحو سبمبوت :انا كنت طايحة علي مدونه انا عايز اتجوز والصراحة حيل اعجبتني وحيل دمها خفيف
منها سمعت بالكتب الي قلتي عنها بس ما حصل اني قريتهم
شوقتيني عليهم وان شاءالله اقراهم باقرب فرصة
شكرا :)
‏قال Najmah
صباحك دفا ياصديقتي
:*
احببت جدا كلماتها الدافئة
واحببت رقة تعليقاتك
تساءلت تماما كسؤالك
واعتقد ان تلك البداية الغامضة
من كفلت لمشاعرهم حريتها وشفافيتها
:)
شكرا صديقتي
‏قال غير معرف…
WOW
اسلوبج في الوصف محبب جدا لذائقتي

جعلتيني انضم معكم لستيج الرقص :)
‏قال @alhaidar
زدتينا شوقا لقراءتهم أختي ..

لازلت بانتظار نسخي من أحد الأصدقاء ..

تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق :)
‏قال |:| DUBAI |:|
ان شاء الله أحصلهم في الامارات ..

: )

اسلوبك جذبنا لقراءة 3 كتب معا !!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..