البنوتة .. توتة توتة !!

من مذكرات أم جديدة ضايعة بالطوشة ..
تحذير: ينصح لأصحاب الكبد الرقيقة " إللي تلوع بسرعة" عدم اكمال قراءة الموضوع !
***
تتصل علي والدتي أول شيء تفعله في الصباح، تختصر السؤال عن أحوالي وتقفز عدوا الى السؤال عن البنوتة:
" ها .. بشري .. مشى بطنها وإلا لأ؟"
اصمت قليلا على الهاتف واتساءل متى أصبح السؤال الأول في صباحاتي..
مقتصرا على موجز أخبار أمعاء ابنتي؟؟ أتنهد بقلق حقيقي واخبرها أن الحظ لم يحالفنا الى الآن ..

اتصلت على والدتي من يومين وانا أبكي ..
كانت دموعي ممزوجة بدموع البنوتة التي أحملها على صدري وأدعو
" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب اذا ما شئت سهلا" ..
رفعت والدتي السماعة لتصعق بالبكاء المشترك بيني وبين بطن البنوتة ..
أخبر أمي أن خروجها "يابس" ويألمها مجرد التفكير بالعملية
تجزع طفلتي في حضني وتضمني بشدة، ينحشر موضع الألم بيني وبينها وأتمنى من كل قلبي ..
" عسى فيني ولا فيج!!"

أخبرتني أمي الوصايا العشر بعجالة ..
كومتهم فوق بعضهم والقتهم عليّ بسرعة البرق ..
بعدما اقفلت السماعة من والدتي وأنا أرتب كل الأفكار والإرشادات والنصائح
على صفحة بيضاء من مذكرة رأسي ..
" لا تعطينها بطاط، بعدي عن العيش والخبز والمعجنات ..
عطيها أراصيا على الريج خل تاكلها غصبن عليها،
واذا ما كلتها عصريها او خلطيها مع أكلها ..
اذا ما فاد هذا كلّه عطيها قفشة زيت خروع .."
أقطب جبيني وأعفس وجهي ..
"ويع يمّة .. زيت خروع؟؟!!"

يرن الهاتف مرّة أخرى وانا في معمعة صراخ البنوتة
والجري بين صفى المطبخ ومروى الصالة ..
بين أمي وخالاتي اتصالات برقية منقطعة النظير،
أسرع من "البي بي سي" و"السي ان ان" مجتمعين بتوصيل الخبر وطرح المشكلة على طاولة النقاش!
ارفع التلفون، رقم خالتي الصغيرة قوية الشخصية، الملقبة بالإجماع " بالنسرة"
يسبقها الى مسامعي صوتها الحاد وطيبة قلبها،
وخوفها الغير مشروط على صحتنا نحن ومن يعز علينا:
" قومي تحركي روحي الصيدلية واشتري لها تحاميل ..
لزقة عليج وعلى ويهج .. صار لها البنوتة يومين مو متسهلة وانتي قاعدة ما تسوين شي ..!!"
اجاباتي كانت مقتصرة على الأحرف الأولى من الكلمات
" بس ....، أ ......، انز ....، انش ...."

اقفلت السماعة واقفلت معها البنوتة نوبة الصراخ لإن الأحجار الصغيرة
التي من المفروض ان تكون عجينا لينا كما قال الدكتور غادرت موطنها بلا رجعة الى البامبرز ..
أخذت البنوتة شهيقا طويلا واتبعته بزفير الراحة بعد دقائق متعبة من العذاب ..
ضميتها الى صدري اكثر، أمسح دموعي ودموعها معا لإكتشف بعد ثواني انها راحت في نوم عميق بعد الاحتقان!!
مسحت على رأسها وأنا ادعو لها بالسهالة والشفاء ..

اليوم التالي نفس القصة وذاته العذاب ..
تعتصر حنجرتها مع أشياء اخرى لتخرج صرخات متقطعة معجونة بالألم ..
مرّة أخرى اضمها وأدعو لها واتمنى من كل قلبي ..
" عسى فيني ولا فيج .. انا كبيرة واتحمل لكن هالبنوتة ما تدري شلون تتصرف .."
تنتهي النوبة وأطير الى الطبيب، بزهوة بجاماتنا نحن الإثنتان، أدخل عليه وأخبره عن المعضلة ..
تخنقني العبرة وانا اشرح الحال وهو يغالب الضحكة ..
ينتظرني انهي نوبة النواح واتركه أخيرا يتكلم ..
" أول حاجه وحدّووووووووووووووه "
انشق وامسح دموع عيني ودموع انفي في منديل ما بغى إلا عمره ..
" لا الــــه إلا الله"
يكمل دكتور خالد ..
" يا ستّي إللي بتمر فيه البنوتة حاجة طبيعية جدا، كل الأطفال بيمروا بنفس الحالة ..
بس أنا ماشفتش أم بتمر بنفس حالتك .."
ارد بحرقة قلب ..
" قلبهم حجر .. ما يحسّون بآلام بنوتاتهم !!"
تتشردق الممرضة على الكرسي وتذوب بنوبة ضحك .. واسمعها بين قهقهاتها ..
" لا حول الله !!"
أعطاني الدكتور دواء طبيعي مستخلص من عصارة الأراصيا الموصوفة من قديم الزمان للحالات المستعصية ..
تشربة البنوتة كل يوم بالليل حتى وان تحسنت حالتها ..
قال لي ان اعطيها خضراوات وفواكه، رئيي – على قولته – وبرتقال ..
" الألياف مفيدة أوي بالحالات دي يا مدام سبمبوت، وكترّي من السوائل، العصيرات والمياه"
رنّت بأذني كلمة مياه، ليست من ضمن السياق، ولكني قررت ان أعدّي لإنني في حالة حداد على بطن بنوتتي ..
قبل أن اغادر وقف يصافحني، أخذ بيدي وسحبني على جانب يقول لي بمنتهى الجدية ..
" يا مدام لازم تبقي جامدة وقوية، البنوتة بتعصب وتنزعج اكتر لمّا بتشوف مامتها ضعيفة ورقيقة كده"
أدري كان ودّه يضيف "هبلة" بس احترم نفسه ..
أكمل ..
" أمال حتعملي ايه لمّا تشوفيها بتتوجع من الطلق لمّا تكبر انشاء الله وهي بتولد!!
رمقته بطرف عيني ولسان حالي يقول ..
" آنا وين وانت وين !!؟؟"

في السيارة نتناقش انا وليزيل - مربية البنوتة - على الأشياء التي يجب أن تأكلها والتي يجب أن لا تأكلها ..
قررنا أنا وهي أن نغير طريقة أكل البنوتة في الوقت الراهن ونحاول ان نعطيها خضراوات وفواكه أكثر ..
ونمنع عنها الخبز والبطاط والكتكو الى ان تتحسن الحالة ..

في مركز سلطان أشمّر عن ساعدي للمهمة القادمة في شراء منتوجات مفيدة وطازجة ..
ادفع العربة التي تجلس في مقدمتها البنوتة تنظر وتسلّم على كل الأغراب الذين يمرّون بجانبها ..
تمد يدها وتصرخ بوجوههم ..
" تلام " = سلام
يقفون لها ويصافحونها، فتسحب يدها وتصد عنهم !! والله مفشلتني هالبنوتة !!
انتقي الفواكة بحذر، وأملئ الأكياس برتقال بوصرة وكيوي وكوج ومشمش ..

أراها تنظر بعيني مباشرة، أعرف النظرة جيدا ..
نظرة "أنا أريد شيئا .. وإلا"..رأت شيئا تفكر جديا بالإنقضاض عليه ..
تشير بيدها الى كومة من التوت الأحمر، لونه يضمر تخفيّا محببا بأنه حلوى شهية كالتي تحبها وتسرقها خفية من حقيبتي ..
أتوجه الى الكومة الكبيرة .. وانتقي لها الثمار الصغيرة ..
توتة .. توتة

تعليقات

‏قال الزين
هههههههههههههههههه


عندي تعليق بس اخاف تطقيني عقبه

:*

يازين الأمهات ياربي

check ur email plz
‏قال Najmah
ياحياااتي
ماعليها الا العافية ان شاءالله
عسى ربي يشافيها ويعافيها
ويطمن قلبج الحنون
:**
الله يحفظج ويخليكم لبعض
يا ارق أم في الدنيا
:)
‏قال Nikon 8
وضع طبيعي لأي أم جديدة .... مرينا فيه ولا زلنا لكن نقابله الآن بقلب جامد على قولة الدكتور خالد :)
سهالات إنشاء الله :)
‏قال سبمبوت
الزين

قولي كل إللي بقلبج حبيبتي ..
And there is nothing in my mail !!


Najmah

حبيبتي الله يسلمج ويعافيج .. الحين حالتها وايد أحسن ..
الله يحفظج ويخليج يا أرق من يعلق في مدونتي ..


Nikon 8

أتعلم شيئا جديدا منها كل يوم .. عسى الله يخلّي كل مدرسة صغيرة لكل أم جديدة .. ومخضرمة :)
‏قال Sweet Revenge
الحمد لله علي سلامتها :)عاد يضيق خلقي علي الياهل اذا مرض مايعرف يعبر ويوقول شنو فيه
الله يحفظها وتكبر وتصير عروسه
‏قال ReLaaaX
حياااااااااااااتي حلاتهم اللي يسلموووون وختي حبيتها آنا


الله يحفظها ويبلغج فيها عروس :)


وماتشوف شر توته -->اسمها اليديد
‏قال |:| DUBAI |:|
: )

بطوطة والله

الله يعافيها و يسهل عليج

مرة بطنها

و مرة ضروسها

و مرة كحة

بتصيحين وايد عيل !
‏قال بحار
الله يحفظ بنتج ويستر عليها ويحرسها
ويبارك فيها
ويخليج ذخر لها إن شياء الله

والحمد لله فتره وعدت

على فكره بما انج ام ترى الاطفال يولدون وانزيمات جسمهم ما تكونت بعد ومناعتهم مو قويه لازم تتعرض لانواع الفيروسات الخفيفه يعني عشان تتعرف عليها مناعة الجسم عشان تعالجها مره ثانيه
وشكرا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..