تفاصيل غدّونة ..


مثل العروسة البلاستيكية البالغة الواقعية، ملامح تكاد تلمسني ..


عندما كنت صغيرة كانت تستهويني الدمى الأقرب للآدمية، والداي يعلمان ان لعبتي الجديدة يجب أن تفعل شيئا في حياتها الصامتة، تأكل وتُخرج، تبكي وتضحك، معها قنينة حليبها او مصاصتها .. ويا حبذا لو كان معها حفاضا وملابس اضافية! ذلك النوع الآخر من الدمى الموغلة بالثلجية لا تعجبني أبدا .. في النهاية كنت طفلة احترفت محاكاة الواقع وتقليد الكبار.

" غدونة " "غدن" بالعربية و "غودي" بالإنجليزية بحرف (G) كما يناديها والدها هي أقرب ما يكون للحقيقة التي حلمت بها! في ملامحها، تضاريس تكوينها، وتفاصيل تركيبتها ربما التصوّر المبدئي لطفلة سأتذكر معها تاريخ معاد لطفولتي، وشيئا مبدئيا من مستقبل أمومتي. غدونة هي اللعبة الوحيدة التي لازالت لدي، لم أكسر يدها بحركة دفاشة، ولم امشط شعرها حتى يسقط، ولم ألون على وجهها بألولاني الشينية حمرة وكحلة! هي الوحيدة التي اضعها على صدري بدلا من الرف، وأنومها بجانبي في السرير ولا أركلها خارج حدود مرقدي وأنا نائمة .. هي الوحيدة التي أتحدث معها ولا أمل سوالفنا حتى وإن لم أكن أفهمها.

تفاصيل "غدونة " أشبه بحلم وردي حلمته ولا أتذكره! ذلك الحلم دثرني بلحاف من حرير وجعلني ابتسم طوال الليل في نومي. عندما صحوت لا اتذكر تقاطيعه، ولكنه جاء وذهب ليخلف إحساس فريد من العذوبة قد كسى نفسي طوال اليوم الى الليلة التي بعدها. وكأن يد الرب قد التفت حولي فسمعت همسا عجائبيا أنني يوما سيكون لي طفلة تشبه الدمية .. تكلمني عذوبة وتهمس لي حنان وتضحكني ببرائتها الى أبعد الحدود..

بدأت شخصية "غدونة " تظهر في يدها ..!

صغيرة وبيضاء ووردية .. اصابع حمراء الأطراف وكأن الدم تجمع في رؤوسها ونضح، فأضحت كصغار اللولي بوب. في يدها أجد سعادتها، حزنها، غضبها ورضاها .. في البداية كانت يد "غدونة" تتشكل كما الصلصال، أحملها على كتفي لأجد أن يدها قد تشكلت على شكل زهرة، نجمة، قبضة وسكنت تماما على ذلك الشكل.. اصابعها تتحرك وتقف فتنتج لوحة فنية ليد لها خطتها الخاصة في الحياة .. شخصية بمنتهى القوة!

عندما كبرت قليلا اصبحت تعي كم لطيف أنفها، تحركه بإستمرار "خشيم الفار" كلما أرادت مني شيئا! تعرف تماما كيف تحرك مشاعري بأنفها! عيناها دائريتان مغموستان بالعسل، براقتان الى أبعد الحدود .. خلافا عن الدمى القديمة، عيناها تتحدثان احيانا وتخبراني أشياءا ضمنية بمنتهى الشاعرية .. من عينها أعرف أنها في حالة حب مع الشنطة الجديدة التي اشتريتها .. او الحلوى التي وجدتها صدفة في جاروري .. ومن عينيها ايضا اعرف أنها محشورة في دائرة "النمبر تو" ..
ألم أقل لكم أن عينيها بمنتهى الشاعرية!

في الفترة الأخيرة ولم تصل "غدونة" لعتبة السنتان بعد، باتت علاقتنا أنا وهي تتطور بشكل ملحوظ !! من دميتي تحولت ابنتي الى صديقتي وشريكتي في كل شيء. نصلي معا، هي انبطاحا على سجادتي في كل صلاة، وأنا انتظارا في صلاتي متى تنتهي من سجدتها الإنبطاحية! أثناء التشهد تستغل "غدونة" قلة حيلتي ومحاولات خشوعي لتستقر في حضني، في تلك الأثناء فقط يحلو لها أن تضمني وتقبلني وتلعب لعبتها المفضلة " اخراج خصل شعر ماما المتوارية تحت ثوب الصلاة".

"غدونة" ايضا تستقبلني استقبالا خاصا كلما دخلت المنزل من العمل، تجري نحوي بيدين مفتوحتين لتضمني فيطير تعب العالم من عيني، ولكنها ايضا تبدأ في مرحلة من الدغدغة .. بيديها الصغيرتين واصابعها المايكروسكوبية تدغدغ أنفي تارة وتارة أخرى خدي لا أعلم كيف قررت أنها نقاط الزغزغة فيني !!
عادة ما يصحب الدغدغة صوت استثنائي طريف مع حركة لسان تمده للخارج ليصدر صوت " تغتغتغتغتغتغ "!

أضحك عادة من كل قلبي، فقط لمجرد فكرة أن ابنتي تدغدني لإنها تعلم أن الفعل يرسم على وجهي ابتسامة!

عرفت "غدونة" مؤخرا كيف تستخدم تكنيك الدلع والفهلوة الأنثوية بمفهومها البدائي وشكلها الغض .. تصدر أصواتا ناعمة لوالدها، تذوب على صدره وتربت على شعره إن أرادت منه شيئا! تناديه بمنتهى الرقة بينما تناديني بمنتهى الدفاشة والغضاضة ! تلعب مع والدها ألعابا بمنتهى النعومة .. وتترك له مجالا ليعتقد أنه يخيفها عندما يطاردها .. فتجري منه مسرعة مخلفة في قلبه انتصارا من نوع خاص .. ثم بشطارة تعود اليه !

تفاصيل "غدونة" كثيرة ومثيرة .. تكمن في ابتسامتها، اسنانها الصغيرة، خصل شعرها الحريرية الغاضبة من بعضها، صوتها الذي يظهر بكثرة في المنزل ويختفي غالبا في منازل الآخرين، في عسارتها بعد النوم واستكانتها قبله. في مصاصتها التي هي أعز الدنيا عندها، في شفتيها الورديتين، في مزاجها العالي عندما تقوم بتقليد أصوات الحيوانات، في رقصتها على الأغاني التي أغنيها لها، وأخيرا في اصبعها الكبير من رجلها اليسرى التي ومنذ ولادتها طبعت فيه وحمة بنفسجية غير تقليدية .. كحبة التوت التي ضيعت مكانها!

((أكتب هذه الكلمات وهي على فراش صغير في مستشفى السلام بعد نوبة وعكة صحية جراء فيروس في معدتها.
صغيرة جدا يدها التي ادخلوا في أحد أوردتها الرقيقة إبرة محلول " IV " .. بكيت كثيرا وأنا أرى ابنتي في ذلك السرير
وهي الشجاعة .. لم تبك ولا مرة، ربما أعياها التعب وعرفت في داخلها الصافي أنها ستكون بخير.
عادت غدونة الى البيت بعد خمس ساعات .. نامت واستيقظت ففتحت صفحة جديدة مع الحياة ..
وأنا تعلمت درس سنة .. بست ساعات ونصف!))

تعليقات

‏قال star
ما تشوف شر ان شاء الله غدونه .. عسى ربي يحفظها من الشر .. ضاق خلقي عليها :(

الله يخليها لج يارب ويخليج لها :*
‏قال ~ هند ~
حبيبتي :"(

عندما أقرأك أتمنى ان تكون عندي دمية كهي..
أتعلمين أني أحب كل الإنسانية والمشاعر اللي تملأ نفسك :*
أحبهااا "غدونه" وأحب أمها

الله يحفظها من كل شر ولا يريك مكروها..
والحمدلله على سلامة صغيرتنا
=)
‏قال jonoon 3aqel
ما عليها شر ان شاء الله..

سمي عليها بالرحمن..و الله الله فيها..

و قوي قلبك...و ادعي لها ترا دعوة الوالدين تفرق وايد..

دمتي بخير

تحياتي
‏قال chandal/danchal!!
الف لا باس عليها وان شاءالله تكون احسن الحين!!


والله فاقدتج وقلت عسى المانع خير


تصدقين ان دمعت عيني من وصفج قبل لا اوصل لآخر فقرة!

عسى الله يخليها لج ويباركلك فيها وبكل ذريتك


والحمدلله على سلامتها
‏قال أتيت متاخرة
واعليه عليها .... حبيبتي ربي يشافيها ويحفظها

خلي بالج عليها .... وتحملي فيها زين ...

تذكريني بتفاصيل ابنتي وانتي تتكلمين عنها ..... ابنتي كبرت وكبرت معاها بس بالصج اهي كانت مثل اللعبة الصغيرة آنه ربتها وربيت روحي وياها ....

ربي يحفظها لج
‏قال غير معرف…
صغيرة وبيضاء ووردية .. اصابع حمراء الأطراف وكأن الدم تجمع في رؤوسها ونضح،

;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;


شلون بيضة ووردية ! والبنت اللي بالصورة حنطاوية خمرية !!!
‏قال esTeKaNa
والله..
مع كل كلمة اتقنتي فيها وصف تفاصيل الجميله غدونه أشعر بشي يرتجف بصدري ودمعتين معلقه بعيني
وحب استثنائي لطفله جميله اراها من صورها واحساسي فيها وبأمها
ومع الفقره الأخيرة
سالت دمعتي المعلقه
!!
حفظ الله غدونه وشافها من كل مرض وبارك فيها وبعمرها وبلغك برؤيتها بنت طيبة ناجحه ومميزه كأمها
سمبمبوت
وأنا أقرأ اغمضت عيني للحظة وتخيلت غدن ببطن متفوخ تنتظر طفل وتدخل لغرفه الولاده ويتم الاتصال عليك:
ساره تعالي
غدن ياها الطلق وبتولد
:))
يارب يبلغني هاليوم واقراك
:**
‏قال عين الصقر
ألف سلامة للصغيرة غدونة , ستضحكين وتبكين مرات ومرات طوال مشوار الأمومة الذي يشبه لعبة الرولر كوستر : مرة فوق ومرة تحت مع مزيج من الإثارة والخوف والمتعة , والله يعين جميع الأمهات .
‏قال Sweet Revenge
الله يخليها لج ويشافيها ويعافيها
كتكوته صغيرة الله يحفظها من كل شر
‏قال Nikon 8
ألف لا بأس عليها وسلامة غدونة إنشاء الله جدامها :)
‏قال Hope
واي حبيبتي .. الله يحفظها
ما تشوف شر ان شاء الله .. اجر و عافيه
الله يخليكم لبعض يا رب
تبارك الرحمن
والله يا سبمبوت محظوظه بهالبنيه
واهي محظوظه فيج
احسج ام مشالله عليج تحملين كل معاني الأمومه , الحنان , شلون تتعاملين معاها بكل رقه
وإهي بنوته , تعرف شلون تستغل طيبة قلبكم , عشان تاخذ منالها
..
ما تشوف شر إنشالله :*
والله يخليكم لبعض
‏قال t.q8
الحمد لله على سلامتها والله يحفظها من كل شر

امتعتينا بوصف غدونه
الله يخليهالج وابوها امين

:)
‏قال الاوركيده
حبيبتي ماتشوف شر انشاء الله غدن

انشاء الله يارب يحفظها حقك ويقر عيونج فيها وهي تكبر جدامج

وعقبال ماتشوفينها عروس وعيالها جدامج يلعبون :)))

قولي آمين
‏قال NewQ8 Bride
ما تشوف شر انشالله بعد قلبي كسرت خاطري
‏قال Angel Orchid
ماتشوف شر حبيبتي :(((

بس الف الحمدلله على السلامة والصحة والعافية ..
الاطفال مواقف أحيانا تبكينا واحيانا تضحكنا ...

المشوار طويل ولازم نكون اقوى عشان نشيل عيالنا ..
شدي حيلج الثاني ان شاء الله ياي بالطريج :)
‏قال The.One
صغيرة وبيضاء ووردية .. اصابع حمراء الأطراف وكأن الدم تجمع في رؤوسها ونضح، فأضحت كصغار اللولي بوب


جميلـه هي غدونـة ماشاءالله :)
مادري شقول والله ؟!
بوسـت يهبل مثل الأرنوب الصغير ناعم حلو وودج تلمينه


الله يخليها لج آميـن
وتصير عروسـه غدونة الصغيرونة :>
أم حنونـة ماشاءالله عليج
‏قال The.One
((غير معرف ))


سوري أول مرة أدّخل بعد اذنج سبمبوت .

بس بغيت أقول

" ألي مايطول العنب حامض عنه يقول "

البنت مثل الوصف ربي يحفظها
‏قال غير معرف…
The.One يقول...
((غير معرف ))


سوري أول مرة أدّخل بعد اذنج سبمبوت .

بس بغيت أقول

" ألي مايطول العنب حامض عنه يقول "

البنت مثل الوصف ربي يحفظها

19 أغسطس, 2009



اذا اللي بالصورة بيضة اسمحيلي أقول انكم عمركم ما شفتو البياض شلو صاير !!

الصورة هي التي تتكلم وليس أنا !


شوفي هذي بيضة :


http://extraordinarymommy.files.wordpress.com/2008/06/cimg3796.jpg

وترى السمار مو عيب
http://www.kaboodle.com/hi/img/c/0/0/54/a/AAAADGrEpk0AAAAAAFSh1Q.jpg

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..