أن يفقد الإنسان عامودا ...!


عندما انتهت هكذا "أوان" بين صفحة وضحاها أخذت وقتا مستقطعا للفهم، والفهم غير الاستفهام حيث لم يكن الأخير غايتي، الأسباب والمسببات لم تكن بالنسبة لي ذات أهمية. ولكن قوقعة الصمت التي وجدت نفسي داخلها ساهمت في أن انطق بعد فترة وجيزة أغرب جملة من الممكن أن اسمعني أقولها: " كم افتقد عامودي" !


الآن بدأت أفهم لمَ يشعر الكتاب بتلك الوعكة النفسية في منتصف عطلة للراحة والاستجمام بعيدا عن الكتابة. ذلك الشوق لشيء غير مفهوم والحنين لعمل يومي كان او أسبوعي من شأنه أن يلف حبل من مسؤولية قهرية حول الأعناق، لكنه في نفس الوقت يُسرب إحساسا دافقا بقوة غير مرئية أسميتها بيني وبين نفسي قوة المصاحبة والتأثير.

تستغرب إحدى صديقاتي من حالة الكآبة التي تعتريني وأنا أشرح لها لوعة الفراق، لم تعد الأفكار الناشطة تجد متنفسا للانطلاق، ولم يعد الصوت يسمع ويدوّي صداه في عيون القراء الذي ألفوني وألفتهم دون أراهم. أفتقد أصحابي الذي العب معهم "صيدة مصيدة " حول العامود، نتأثر ببعضنا، نتحاور ونتسامر ثم نستند على العامود قليلا لنستريح من الدوران. تتندر علي صديقتي وتشير الى عامود عالي في أحد المجمعات التجارية: "الله ما كثر إلا العواميد" تقول لي. بخفاء غريب الأطوار أشعر أنني الآن أُقدر العواميد بكل أشكالها، أمر بجانب العامود وبسرية تامة أُربَت عليه!

يعود "سبمبوت" من جديد ، اغرسه على ظهر السياسة عامودا أسبوعيا خالصا للرأي والرأي الآخر، مدججا بالحق، مكرسا للإنسانية، نابضا بالحياة التي نعيشها وتلك التي نود أن نعيشها. لا أعلم لماذا هناك بُعدين لكل إنسان يعيش في هذه المنطقة، فعل مرئي ونية مستترة، عمل صباحي ونشاط ليلي، أمل مشروع ورغبة مخنوقة، صورة معلقة وأخرى مرسومة منذ زمن، مطوية ومحبوسة في جارور مقفول. كانت الكتابة ولازالت وسيلتي المفضلة لتقليص المسافة بيني بين كل تلك المسوغات التي يخلقها المجتمع لنكون – طبقا لقانون العرف – كيان آخر غير الذي نريد!

فلأمسك هذه الفكرة قبل ان تطير ..
ربما تكون مبدأ لمقال جديد في " سبمبوت " عامودي الذي لم يهدم بعد، هو الآن في طور التشييد على الصفحة الأخيرة من صحيفة السياسة. كل يوم السبت .. فلنلتقي هناك.


تعليقات

‏قال Najmah
ولهت عليج وعلى غدونه
اتمنى تكونين بخير صديقتي
:*
‏قال ~ هند ~
ابتساااااااامة كبيييييره ترتسم على كلي =]

هيااااااااااااااااا ويستمر ~سبمبوت
=)
=)
=)

تعلمين بمدى فرحييييي .. صح؟
خبر رائع، لأني مشتركة في "السياسية". :)
دمتِ بخير.
‏قال @alhaidar
هنيئا للسياسة كاتبة مبدعة ومتألقة مثلك ..

بلا أي نوع من المجاملة ..

تحياتي وتقديري ..
‏قال Nikon 8
كم إفتقدت أوان
وجلساتي صباح كل يوم سبت في مقهى
أرتشف قهوتي وأقرأ عمودك
داهمني ألم الفراق مبكرا
والحمدلله أنك ستعودين
يا ألف مرحبا بعودتك
:)

إختك نيكون 8
‏قال الاوركيده
الله يوفقج يارب

وايد فقدت الجريدة كانت صادقة بكل ماتكتب واستمتع لما أقراها :(

موفقا بإذن الله :)
‏قال ARTFUL
مبروك ومنها لأعلى

:)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..