نتلاشى للأمام .. (1)

قصة قصيرة .. طويلة جدا


تضربني عمتي على وجهي، صفعة مدوية لم أشعر بألمها في لحظتها، طّنت أذني، فتحت عيني عليها لأجد شفتها السفلى ترتجف.
خوف؟
لا اعتقد، ولكني أكاد اجزم أنها مرحلة متقدمة من درجة نادرة من نوع فريد من غضب. نظرة واجمة تسلقت ببطئ على وجهها، لازالت عينيها عليّ، تتناوب دهشتها بين وجهي وبطني، لا تعلم من أين تبدأ، كيف تسأل، ماذا بالضبط يجب ان تقول عندما ذهبت لمنزلها في واحد من الأيام الباردة لأخبرها بحزن أنني حامل.

هي الوحيدة التي من الممكن أن أخبرها بهكذا موضوع. هي فقط من تستطيع ان تلتقط أنفاسها بالسرعة المطلوبة، تبدد دهشتها وتركن عواطفها جانبا وتأخذني لتحل لي مشكلتي قبل ان يوسوس لها تفكيرها ان تقتلني بأقرب سكينة مطبخ. تنحرني من الأذن الى الأذن، او تجرني من شعري وتلقيني من سطح منزلها هبوطا قاتلا الى الأرض. هي الوحيدة التي لن تسيطر عليها فكرة محو العار بالموت. ربما ستفكر في طريقة تخفيني بها عن العالم.. ولكن الموت لن يكون خيارها الأول.

لازالت شفتها ترتجف، هكذا لوحدها. تركن جسدها الخائر على الأريكة التي خلفها وتأخذ شهيقا طويلا. تضع كفيها على ووجهها وتجهش بنوبة غريبة من بكاء لم أتوقعه. لا ادري لماذا اعتقدتها ستكون أقوى، ولكني عرفت فيما بعد أنها كانت تبكي خوفا عليّ من مصيري.
لم يكن للحزن وقت في ذلك اليوم، قالت لي أنها لم تكن حزينة بقدر ما كانت مرعوبة من فكرة أن يعلم والدي.
في ذلك اليوم .. تلك اللحظة قررت عمتي الحبيبة وسمية أنها لن تتركني، قررت بينها وبين نفسها أنها ستعيد لي فرصتي في الحياة من جديد.
تسألني: منو ابن الكلب إللي سوّاها؟
أشهق، ألملم الأحرف لأنطق اسمه، لأول مرّة أشعر ان ثلاث أحرف أثقل من هم الجزع الذي يسكن عيني:
- عمر
- يدري؟
انتحب: لأ
- متى بتقولين له؟
- ما ادري ..
- يحبج؟
أشعر بغباء: هه؟
- يحبج؟ .. يبيج ؟ متفقين على الزواج؟ وإلا بس لعب؟
- يحبني .. اعرفه من ثلاث سنين.
- يعني إذا كلمناه، راح يكون ريّال ويصلح غلطته؟

أغرق بدموعي، أشهق بلوعة الحيرة التي ضربتني على رأسي، أنا واثقة من أنني أحبه، ولكنها المرة الأولى التي أشعر فيها أنني لا اعرف إن كان فعلا يحبني. أرد وشفتي السفلى أنا هذه المرة ترتجف ..
- إن شاء الله ..

يتبع يوم غد ..

تعليقات

‏قال ~هند~…
متابعه ..
‏قال ARTFUL
للامانه جميلة ولكن ليست الأجمل

:)

تحياتي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

امرأة تحب النساء !

" غدّونة" تذهب للمدرسة !

أنا عندي أرنبه ..