أنا وهنا .. (2)

والفراش .. أنثيين على فراش واحد .. أضمها الى صدري بلا مقابل، لا انتظر منها ان تشكرني ولا ان تضمني هي الأخرى أعمق وأدفئ. يكفي ان تكون هنا! بدورها تذوب داخلي، تلقي اطرافها الصغيرة اينما اتفق من دهاليز جسدي. يدها على صدري ورأسها على كتفي وتنهيدة من جوفنا نحن الاثنتين تتدفق خارجنا لتختلط بهتافات صامتة لحبنا .. يكفيها ان تشم رائحة الألفة والرحمة والود والعطف والمحبة التي لا تعرف بعد من مصدرها سوى كيان حاني يشعرها بالأمان. بجانبي دوما، على النصف الآخر من فراشي تلامس أنفاسها وحشة الليل وغربة الظلمة. عندما أطعمها، أنظفها وأداعب أصابع يدها الى ان تنام اتركها بغفوتها وأتحاشى النظر إليها. ربما خرقت جلدها الناعم عيني، فتستيقظ من جديد .. وجلة وجزعة! والليل .. غير متعمدة ولا متلبسة بذنب العناد تسلبني ليلي، تسرق مني لذيذ نومي. تنذرني ببكاء متهدرج من صدر وسع الدنيا بما فيها من اقل من شهرين، بحنجرتها وصياح حاد، برجاء الطفولة ونبرة كلها يقين ان ماما ستستجيب: وااااااااااااااااااااااااااا " ماما انا جائعة، أطعميني حليبا دافقا من صدرك" واااااااااااااااااااااااااااااا " ماما انا رطبة أن...