بندانـــــــة ..

في بواكير مراهقتنا، تماما عند الباب الضيق الذي ندخل فيه الى عالم الأنوثة المطلقة، اخترعنا أنا وأختي لعبة غبية لعبت دورا هاما في كل مقتضيات نبضات قلوبنا. كل اسبوع " وترك" تحب واحدة منّا فتى جديدا، كانت أمي في غاية الإنفتاح وأبي في غاية الإهمال! عرفنا لاحقا أنها توليفة مميتة خصوصا عندما تتجرعها فتيات في مثل أعمارنا. والدتي كانت من هؤلاء الذين يؤمنون بالرومانسية الى حد اليأس، تزوجت صغيرة جدا قبل أن تفتح عيناها على اختيارات متعددة لطريقة أو أكثر تجد من خلالها فتى الأحلام. كان أبي وقتها قد طرق الباب وتمت الزيجة بلا مقدمات، وجدت نفسها عروس جميلة وزوجة غارقة بالتعب! ربما لهذا السبب قررت أن لا تضعنا في ذات خانة المتزوجات من غير مقدمات. فتحت لنا والدتنا اعيننا العسلية مبكرا جدا، أخبرتنا ان الحب هو اعظم شيء في الدنيا، وأنها تريدنا أنا و" بهجة" أن نعرف الرجل، ندرسه، نتمرغ في تواجده الذكوري المطلق قبل أن نفكر يوما في الزواج. قالت لنا: إن كان "هو" سيعطيكم الله إشارة! ناكفتها حينها: لمَ لم يعطيك الله إشارة عندما تزوجتِ والدي؟ ابتسمت بسخرية معهودة مصاحبة دائما لسيرة زواج...