قصة من قصص سوزان ..
أعمل حاليا في المجلة مع الأديبة السورية الجميلة سوزان خواتمي، مؤخرا وجدت الوقت لكي أقرأ مجموعة من اعمالها .. هذه قصة من قصص سوزان، من القلة من القصص التي تمنيت لو أني كتبتها !
*** حين ضحكت أخيرا ..
"لم أعرفه ورب الكعبة لم أعرفه"..
تغشاها نوبة ضحك، يتحول وجهها قرمزياً، وشيءٌ من اللعاب يلمع على جانبي فمها، يهتز جسدها، فتحاول ما أمكنها السيطرة على رعشة يدها، حذرةً كي لا ينسكب الشاي الساخن فوق زهور ثوبها البيتي..
أرمقها من بين أهدابي..
الحمد لله انقشع ضباب الحزن، وأقبل صيف اللامبالاة.
نظرة خاطفة إلى إشراقة عينيها أكدتا لي أنها لا تفتعل لتطمئنني.
أسعدني جرس ضحكها، وشحم خاصرتها المترجرجة، كانت تتثنى مع صليل انفجاراتها المقهقهة، تفتح فمها على اتساعه، فتبان أضراسها والضواحك. تنتقل لي العدوى، فنكركر معاً وتدمع عيوننا.
هي قصةٌ أسوأ ما فيها أنها تتكرر.
نافذةُ البيت الغربية جلبت إلينا فتنة لم يقاومها قلبه الهرم، صدق ارتعاش الأهداب، وفتل شاربيه مطلقاً دون رحمة نظراته الشبقة.
لم تكن علاقة عابرة كتلك التي ما إن تبدأ حتى تنتهي، ففي أبي كل مقومات الضحية المفترس....