كاراميل ..

أجدني منجذبة نحو السائل الذهبي، متوعكة بحب الطعم الراخي، اغمس شوكتي بصحني الصغير ذلك الذي سرقته من جيب الظروف، أخذته رغما عن قانون السكر والكالوريز والحمية، أضع رأس الشوكة نائمة مسترخية رائقة على طرف لساني وأسوح بين الفخامة والثقل، بين اللطف والإذعان، بين القوة والإغراء. أغمض عيني وابعث رسالة حب الى رأسي أقول له فيها أن له معشوق اسمه كاراميل! تسألني أمي: - حامل؟ اسحب الشوكة من فمي، اسحب من رأسي سحابة دوخة ما بعد الكاراميل، أجحظ ما استطعت من حدقتي عيني عليها: - فال الله ولا فالج! حرام عليج يمّا ما استنشقت بعد "خضرو" جسمي لما الحين ما رد! تضربني على كتفي وتضحك: - يا لله .. يالله يبي حق ريلج الولد! استغرب من تلك القناعة المتأصلة بالإناث على مر العصور ان مهما تعددت الخلفة واكتمل نصاب الأمومة داخل المرأة لازالت ستكون ناقصة الى ان يأتي الولد! تقولها والدتي وكأنها تلقي على مسامعي منظومة من المسلمات الطبيعية جدا، لا خلاف ولا اختلاف في رأسها انني يجب ان أحاول من جديد لكي يكون لزوجي ولد. اضحك من فكرة ان "الأمريكي" سينقلب عليّ، تماما مثل أبطال المسلسلات ...