نتلاشى للأمام .. (16)

يعتنق عبدالوهاب ديانة الحب، رومانسي تعمه فوضى اليأس، تزعزعه نبرة دلع وتكبسه كلمة "أحبك". وسمية مسبقا تعرف كل هذا فسبقته دائما بخطوة. بدا الثنائي الجديد الذي كنت أعرف أطرافه مسبقا غاية في الألق! على الرغم من سنّي، عرفت بفطرة السعادة أن وسمية وعبدوالوهاب متوافقان الى ما لا نهاية. عندما يتحدثان يكمل أحدهم حديث الآخر، وعندما يصمتان لا تتوقف عينيهما عن الحوار. كانا مليئين ببعضهما يرتشفان شهد العلاقة الجديدة التي فاتت، دارت من جديد وعادت لتتوج مسيرتيهما العاطفية المتلاطمة الأمواج بنقطة نهاية سعيدة ومرسى ينعم بالهدوء. ذهبت وسمية الى شقة عرسها، استأجرها عبدالوهاب على شارع الخليج العربي الشهير، في حضن الشعب البحري تطل الشقة على البحر بامتداده الأزرق وأفقه الجميل. قالت لي وسمية يوما أنها لن تنسى تلك الشقة الفارهة ما عاشت، حيث كانت اللحظات بيضاء والذكريات رائقة وشفافة. وعلى الرغم من أن وسمية مرة أخرى لم تعد جارة طفولتي، إلا أنني لم أشعر يوما طوال فترة زواجها من عبدالوهاب أنها بعيدة عنّي! كانت دائما على بعد خط الهاتف عندما ارفعه عليها لأقول أنني اشتقتها، كان في نفس اليوم يأخذني عبدالوها...