حديقة في السماء ..

ح تقرصني العقربة السوداء وأتمرغ في التراب، أدفع رأسي في الرمل واستنشق ملايين الحبيبات الصغيرة، تدخل في انفي تحرق عيني وتضاعف ألم اللدغة. يبدأ السم في الانتقال متسربا دنيئا الى شراييني، أكاد اشعر بالدفق الحارق يصل الى قلبي، نبض قلبي يتسارع ورئتاي تكادان تلفظان أنفاسهما الأخيرة. يختفي الألم تدريجيا، وأشعر فجأة في حزن بطيء ومجنون يجتاحني. أفتح عيني فأجد رأسي مدفونة في صدر الوسادة، فراشي بارد، شعري يقطر عرقا وعيناي تملؤهما الدموع. أتمرغ أكثر في فراشي لساعات، لا يدفئ الحيز ولا تنام عيناي. على الوسادة الكبيرة التي دائما نلقيها في أحد زوايا معيشتنا أراه يستند، يضع رأسه على صدرها الحاني يشاهد برنامجا تلفزيوني لا يحبه، هو أيضا عاداه النوم، او ربما هو الآخر قرصته في منامه عقربة سوداء! يشعر بي، يلتفت نحوي ويبتسم شبه ابتسامة: - آسف .. هل أيقظك صوت التلفزيون؟ - لا عزيزي أيقظتني العقربة .. - كابوس؟ من جديد؟ ازفر شبه زفرة، وأحاول أن ارسم تفاؤلا مزيفا على شفتاي ولكنهما لا تتحركان. اذهب الى الغرفة الأخرى ذات السرير الصغير، اقفل الباب ولا ابكي. اخرج كتابا قد خبأته تحت الوسادة الصغيرة...