أشتاق إطاري، أتلهف لضم جسدي خاليا خفيفا مثلما كان لسنوات طوال قبل ان تحتلّه آمال صغيرة ومثيرة! تحت صدري تماما وفوق نصفي السفلي تجلس كُرة مدورة وزنها ست ونصف كيلوات، تحتوي الكرة على قطعة صغيرة منّي ومنه، صنعناها بأيدينا عندما أحببنا بعضنا وقررنا ان يكون لنا في هذه الدنيا امتداد. تحتوي الكرة أيضا على غشاء رائق من ماء دافئ، بالإضافة إلى مخلوق غرائبي اسمه المشيمة .. تلك القطعة اللحمية السوداء العجيبة تغذي الفراشات داخلنا وتوصل لهم مقتطفات من كل ما نفعله لهم. لن تصدقوا كم مقرفة ومقززة تلك القطعة الطولية عندما تخرج من الرحم بعد الولادة، ولكنها فعلا شيء أشبه بالرسول الحنون الذي يخلقه الله داخلنا فيرسل للأجنّة منّا كل الرسائل بلا هوادة ولا توقف. * * * الغفوة الأولى استلقي في فراشي الساعة الثامنة او التاسعة من كل ليلة، القي الحِمل على جانبي الأيسر أولا لإنه الجانب الأكثر تلائما مع الطفلة داخلي وأكثر أمانا لمسيرة نبضات قلبها. الكُرة إيّاها تتمدد على حيز الفراش فيتمدد جلدي معها. تتعارك الجاذبية مع مفاصلي فيضرب في الصميم – بين الخاصرة والأرداف – الم من نوع خاص. ذلك الذي يعترض على هروب كل الأبعاد ...